أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2015
500
التاريخ: 7-1-2016
1147
التاريخ: 7-1-2016
593
التاريخ: 25-11-2015
807
|
يجب على الإمام أن يبعث ساعيا في كلّ عام لتحصيل الصدقات من أربابها ، لأنّ النبي صلى الله عليه وآله كان يبعثهم في كلّ عام ، فيجب اتّباعه ، ولأنّ تحصيل الزكاة غالبا إنّما يتمّ به ، وتحصيل الزكاة واجب فيجب ما لا يتمّ إلاّ به.
إذا ثبت هذا فينبغي للإمام أن يوصيه كما وصّى أمير المؤمنين عليه السلام عامله.
قال الصادق عليه السلام : « بعث أمير المؤمنين عليه السلام مصدّقا من الكوفة إلى باديتها ، فقال له : يا عبد الله انطلق وعليك بتقوى الله وحده لا شريك له ، ولا تؤثرنّ دنياك على آخرتك، وكن حافظا لما ائتمنتك عليه راعيا لحقّ الله فيه حتى تأتي نادي بني فلان ، فإذا قدمت فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ، ثم امض إليهم بسكينة ووقار حتى تقوم بينهم فسلّم عليهم ، وقل : يا عباد الله أرسلني إليكم ولي الله لآخذ منكم حق الله في أموالكم ، فهل لله في أموالكم حقّ فتؤدّوه إلى وليّه؟ فإن قال لك قائل : لا ، فلا تراجعه ، فإن أنعم لك منعم منهم فانطلق معه من غير أن تخيفه أو تعده إلاّ خيرا.
فإذا أتيت ماله فلا تدخله إلاّ بإذنه ، فإنّ أكثره له ، فقل له : يا عبد الله أتأذن لي في دخول مالك؟ فإن أذن لك فلا تدخل دخول متسلّط عليه ولا عنف به ، فاصدع المال صدعين ، ثم خيّره أيّ الصدعين شاء ، فأيّهما اختار فلا تعرّض له ، ثم اصدع الباقي صدعين ، ثم خيّره فأيّهما اختار فلا تعرّض له فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحقّ الله عزّ وجلّ في ماله ، فإذا بقي ذلك فاقبض حقّ الله منه ، فإن استقالك فأقله ، ثم اخلطهما واصنع مثل الذي صنعت أوّلا حتى تأخذ حقّ الله في ماله ، فإذا قبضته فلا توكل به إلاّ ناصحا شفيقا أمينا حفيظا غير معنف بشيء منها ، ثم احدر ما اجتمع عندك من كلّ ناد إلينا نصيّره حيث أمر الله عزّ وجل.
فإذا انحدر بها رسولك فأوعز إليه أن لا يحول بين ناقة وبين فصيلها ، ولا يفرّق بينهما ، ولا يصرّنّ (1) لبنها فيضرّ ذلك بفصيلها ، ولا يجهد بها ركوبا ، وليعدل بينهن في ذلك ، وليوردهن كلّ ماء يمرّ به ، ولا يعدل بهن عن نبت الأرض إلى جوادّ الطرق في الساعة التي فيها تريح (2) وتغبق (3) وليرفق بهنّ جهده حتى تأتينا بإذن الله سحاحا (4) سمانا غير متعبات ولا مجهدات ، فنقسمهنّ بإذن الله على كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله على أولياء الله فإنّ ذلك أعظم لأجرك وأقرب لرشدك ، ينظر الله إليها وإليك وإلى جهدك ونصيحتك لمن بعثك وبعثت في حاجته ، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ما ينظر الله عزّ وجلّ إلى وليّ له يجهد نفسه بالطاعة والنصيحة لإمامه إلاّ كان معنا في الرفيق الأعلى ».
ثم بكى الصادق عليه السلام ، وقال لبريد بن معاوية : « يا بريد والله ما بقيت لله حرمة إلاّ انتهكت ، ولا عمل بكتاب الله ولا سنّة نبيّه صلى الله عليه وآله في هذا العالم ، ولا أقيم في هذا الخلق حدّ منذ قبض الله أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا عمل بشيء من الحقّ إلى يوم الناس هذا ».
ثم قال : « أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ، ويميت الأحياء ، ويردّ الحق إلى أهله ، ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيّه صلى الله عليه وآله ، فأبشروا ثم أبشروا ، والله ما الحقّ إلاّ في أيديكم » (5).
__________________
(1) الصرار ـ وزان كتاب ـ خرقة تشدّ على أطباء الناقة لئلاّ يرتضعها فصيلها. وأطباء جمع طبي.
وهي لذات الخف والظلف كالثدي للمرأة. المصباح المنير : 338 و 369.
(2) الإراحة : ردّ الإبل والغنم من العشي الى مراحها حيث تأوي إليه ليلا. لسان العرب 2 : 464 « روح ».
(3) الغبوق : الشرب بالعشي. الصحاح 4 : 1535 « غبق ».
(4) سحت الشاة : اسمنت. وغنم سحاح : أي سمان. الصحاح 1 : 373 « سحح ».
(5) الكافي 3 : 536 ـ 538 ـ 1 ، التهذيب 4 : 96 ـ 97 ـ 274.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|