أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
4782
التاريخ: 21-3-2016
28924
التاريخ: 15-10-2014
2287
التاريخ: 15-10-2014
2572
|
مـن الاسرائيليات ما يذكره بعض المفسرين في مدة سجن يوسف (عليه السلام) وفي سبب لبثه في السجن بـضع سنين ، وذلك عند تفسير قوله تعالى : { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } [يوسف : 42] .
فقد ذكر ابن جرير ، والثعلبي ، والبغوي ، وغيرهم أقوالاً كثيرة في هذا ، فقد قال وهب بن منبه : أصـاب أيـوب الـبـلاء سبع سنين ، وترك يوسف في السجن سبع سنين ، وعذب بختنصر يجول في السباع سبع سنين (1).
وقـال مالك بن دينار : لما قال يوسف للساقي : اذكرني عند ربّك . قيل له : يا يوسف اتخذت من دوني وكيلاً ، لأُطيلنّ حبسك ، فبكى يوسف ، وقال : يا ربّ أنسى قلبي كثرة البلوى ، فقلت كلمة ، ولن اعود.
وقال الحسن البصري : دخل جبريل (عليه السلام) على يوسف في السجن ، فلما رآه يوسف عرفه ، فقال له : يـا أخـا الـمـنذرين ، إني أراك بين الخاطئين! فقال له جبريل : يا طاهر يا ابن الطاهرين يقرأ عليك الـسـلام رب الـعـالمين ، ويقول لك : أما استحيت مني أن استشفعت بالآدميين ؟! فو عزتي وجلالي لألبثنك في السجن بضع سنين ، فقال يوسف : وهو في ذلك عني راض ، قال : نعم ، قال : اذاً لا أبالي .
وقال كعب الأحبار : قال جبريل ليوسف : إن اللّه تعالى يقول : من خلقك ؟ قال : اللّه عزوجل قال : فمن حببك الـى أبيك ؟ قال : اللّه ، قال : فمن نجاك من كرب البئر؟ قال : اللّه ، قال فمن علمك تأويل الرؤيا؟ قال اللّه ، قـال : فـمـن صـرف عـنـك الـسـوء ، والـفـحـشـاء ؟ قـال : اللّه ، قال : فكيف استشفعت بآدمي مثلك ؟ (2) فلما انقضت سبع سنين ـ قال الكلبي : وهذه السبع سوى الخمسة (3) التي قـبل ذلك ـ جاه الفرج من اللّه ، فرأى الملك ما رأى من الرؤيا العجيبة ، وعجز الملأ عن تفسيرها ، تـذكـر الساقي يوسف ، وصدق تعبيره للرؤى ، فذهب الى يوسف ، فعبرها له خير تعبير ، فكان ذلك سـبب نجاته من السجن ، وقول امرأة العزيز : {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف : 51].
وأغلب الظن عندنا ان هذا من الاسرائيليات ، فقد صورت سجن يوسف على أنه عقوبة من اللّه لأجل الكلمة التي قالها ، مع انه (عليه السلام) لم يقل هجراً ، ولا منكراً ، فالأخذ في أسباب النجاة العادية ، وفي اسباب اظهار البراءة والحق ، لا ينافي قط التوكل على اللّه تعالى والبلاء للأنبياء ليس عقوبة ، وانما هو لرفع درجاتهم ، وليكونوا أسوة وقدوة لغيرهم ، في باب الابتلاء وفي الحديث الصحيح عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) : (أشد الناس بلا الانبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ).
وقد روى ابن جرير هاهنا حديثاً مرفوعاً ، فقال : حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عمرو بن محمد ، عن ابـراهيم بن يزيد ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً ، قال : قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) : (لو لم يقل ـ يعني يوسف ـ الكلمة التي قالها ، ما لبث في السجن طول ما لبث ، حيث يبتغي الفرج من عند غير اللّه ).
ولـو ان هذا الحديث كان صحيحاً او حسناً ، لكان للمتمسكين بمثل هذه الاسرائيليات التي اظهرت سـيدنا يوسف بمظهر الرجل المذنب المدان وجهة ، ولكن الحديث شديد الضعف ، لا يجوز الاحتجاج به أبداً.
قال الحافظ ابن كثير : (و هذا الحديث ضعيف جداً (4) ؛ لان سفيان بن وكيع ـ الراوي عنه ابـن جريرـ ضعيف ، وابراهيم بن يزيد اضعف منه ايضا ، وقد روى عن الحسن وقتادة مرسلا عن كـل منهما ، وهذه المرسلات هاهنا لا تقبل (5) ، ولو قبل المرسل من حيث هو في غير هذا الموطن ، واللّه اعلم ) (6) و قد تكلف بعض المفسرين للإجابة عما يدل عليه هذا الحديث وحـالـه . كما سمعت . بل تكلف بعضهم ، فجعل الضمير في (فأنساه ) ليوسف ، وهو غير صحيح ، لأن الـضـمير يعود الى الذي نجا منهما ؛ بدليل قوله تعالى بعد ذلك : {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ...} [يوسف : 45] فالذي تذكر هو الـذي انـسـاه الشيطان ، والذي يجب ان نعتقده ان يوسف (عليه السلام) مكث في السجن ـ كما قال اللّه تعالى ـ بضع سنين .
والبضع : من الثلاث الى التسع ، او الى العشر ، من غير تحديد للمدة ، فجائز ان تكون سبعاً ، وجائز أن تكون تسعاً ، وجائزان تكون خمساً ، مادام ليس هناك نقل صحيح عن المعصوم (صلى الله عليه واله وسلم) ، وكذلك نعتقد أنه لم يكن عقوبة على كلمة ، وإنما هو بلاء ورفعة درجة .
______________________
1- لا ندري ما المناسبة بين نبي الله ، وبختنصر الذي أذل اليهود وسباهم ؟ .
2- تفسير البغوي ، ج2 ، ص 428.
3- بعض المفسرين لا يكتفي بالسبع بل يضم إليها خمساً قبل ذلك . ولا أدري ما مستنده في هذا ؟ وظاهر القرآن لا يشهد له . ولو كان كذلك لصرح به القرآن ، أو لأشار إليه .
4- الضعيف جداً لا يحتج به لا في الأحكام ولا في الفضائل ، فما بالك في مثل هذا ؟
5- لأن المرسل احتج به بعض المحدثين إذا تضافر أما في مثل هذا الذي فيه إدانة بعض الأنبياء ، وإلقاء اللوم عليه فلا .
6- تفسير ابن كثير ، ج2 ، ص479.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|