المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

توقيت مواعيد الزراعات المتتابعة للبسلة
29-9-2020
في الموت
22-03-2015
أكرامه بنهر الكوثر (صلى الله عليه واله)
13-12-2014
Elongation Factors Bind Alternately to the Ribosome
25-5-2021
النسب والتبني
12-1-2016
زهد السيدة الصديقة (عليها السلام)
18-10-2015


الناشيء الأكبر  
  
2291   11:29 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص374-377
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو ابو العباس عبد الله بن محمد الناشي(1) الاكبر المعروف بابن شرشير، ولد في الانبار واقام مدة في بغداد ثم خرج الى مصر واقام فيها الى ان توفي سنة 293هـ(906م).

كان الناشي الاكبر من علماء اللغة والنحو والعروض حاذقا قوي الفطنة، ثمّ كان متبحّرا في عدّة علوم منها المنطق و علم الكلام، و قد مزج النحو و العروض (قواعد الشعر) بقواعد المنطق و الكلام. و كانت له تصانيف منها رسالة في تفضيل السودان على البيض، كتاب المفاخرة بين الذهب و الزّجاج و كتاب تفضيل الشعر.

و الناشي الأكبر شاعر مكثر من الشعراء المجيدين في طبقة ابن الرومي و البحتري (وفيات الأعيان 1:471) له أشعار في الخمر و الغزل و أشعار كثيرة في الصيد و آلاته و في الطرد (على مثال طرديّات أبي نواس) . و له قصيدة في فنون العلم تبلغ أربعة آلاف بيت على رويّ واحد.

المختار من شعره:

- قال الناشي الأكبر في الخمر و الغزل بقينة مغنّية:

وليت قضاء فلم تعدل ...سفاها، و قلت فلم تفعل

هجرت فأشمتَّ بي الحاسدي‍ن... و أشفقت من عذل العذّل (2)

لئن لم أبادر غدا قهوة...تصفّق بالبارد السلسل (3)

مداما إذا جار بي حكمها... ركبت على السّنن الأعدل (4)

إذا ما انتشى الحرّ من كأسها... دعته إلى الخلق الأفضل (5)

ترى آخر القوم قد ألحقت‍ه... أيدي نداماه بالأوّل (6)

يراح إلى الخير معتادها...فيعطي الجزيل و لم يسأل (7)

أديرا المدام، و لا بدّ لي... من السكر منها و لا عذر لي (8)

و قد آذنونا بوقت الرحيل... فإن كنت تهوينني فارحلي (9)

- و له طرديّة في وصف باز:

لمّا تفرّى الليل عن أثباجه...و ارتاح ضوء الصبح لابتلاجه (10)

غدوت أبغي الصيد في منهاجه... بأقمر أبدع في نتاجه (11)

ألبسه الخالق من ديباجه... وشيا أحار الطرف في اندراجه

في نسق منه و في انعراجه... وزان فوديه إلى حجاجه (12)

بزينة كفته نظم تاجه... منسره ينبئ عن خلاجه (13)

و ظفره يخبر عن علاجه... لو استضاء المرء في إدلاجه (14)

              بعينه كفته عن سراجه(15)

________________

1)يثبت ابن خلكان "الناشي" بلا همزة ، اذ يقول(وفيات الاعيان 472:1) : والناشي بفتح النون وبعد الالف شين معجمة وبعدها ياء.

2) ظلمتني فجعلت كل الناس، حتى اعدائي ، يشفقون علي من ظلمك (لي سرا) ثم تقف بين الناس تبدي رحمة علي . – يمكن ان نقرأ البيت الاول والثاني على انهما خطاب لمؤنث : وليت (بكسر التاء) قضاء فلم تعدلي....الخ. ويبدو ان بعد هذين البيتين بيتا او اكثر من بيت ناقص في الاصل الذي اخذت عنه.

3) ابادر: اسبق (بها طلوع الفجر) واعجل بذلك. قهوة : خمرة مطبوخة بالنار(شديد الفعل):تصفق: تمزج. السلسل: الماء العذب او البارد.

4) المدام: الخمر (لأن شربها يدوم، يتعوده الانسان). اذا جار بي حكمها(اذا اسكرتني ومالت بي عن المجرى المألوف في الوعي) ركبت على السنن (الطريق) الأعدل ( العادل ، المستقيم):اكون قد فعلت ما ينتظر من (شاب) مثلي ان يفعل.

5) هذه الخمر اذا شرب منها رجل حر كريم حملته على فعل الامور الحميدة .

6) اذا جاء احد الى مجلسها (متأخرا) فان الندمان يظلون يسقونه حتى ينتشي (يسكر) كمثل اول رجل من اهل المجلس بدأ بالشرب.

7) يراح (يرد) إلى (فعل) الخير (بعد أن يكون قد مال إلى الشر) معتادها (الذي يشربها مرة بعد مرة) . الجزيل: الكثير. -راجع في أراح (بمعنى رد) قول النابغة: و صدر أراح الليل عازب همه (رد اليه همه الذي كان قد نسيه) .

8) هذا البيت مضمن جاء في مطلع صوت غنته القينة التي يتغزل الناشي الاكبر بها.

9) آذنه بالشيء: أعلنه به و حدد له وقتا. فان كنت تهوينني (تحبينني) فارحلي (معي) .

10) تفرى: تقطع. تفرى الليل: مرت أنوار الفجر في سواده فبدا كأنه متقطع. أثباج جمع ثبج (بفتح ففتح) : معظم الشيء (و هنا معظم الظلام) . ارتاح ضوء الصبح لانبلاجه (ظهور الضوء) : حينما تمكن ضوء الفجر و وضح.

11) غدوت: خرجت غدوة (باكرا) . في منهاجه-في منهاج الصيد «(العادة في الصيد أن يخرج اليه الصائد باكرا) . الاقمر: (باز أو بازي) ذو لون أقمر: أكدر (فيه بياض و سمرة، أو ميل إلى الحضرة أو السواد) . أبدع في نتاجه: في تأصيله (استولد من بزاة أصيلة سليمة) . الديباج: نوع من النسيج الحريري اللامع. الوشي: النقش، و يكون من كل لون. أحار، يقصد «حير» (أحار: رد) . اندراج (يقصد الشاعر تجاور الألوان المختلفة و تدرجها من الخفة إلى الشدة أو من لون إلى آخر) .

12) في نسق: مستو، على نظام واحد و ترتيب معين. الانعراج: التوالي على غير نظام واحد و لا على ترتيب معين و لا على استقامة. الفود: جانب الرأس. الحجاج (بفتح الحاء، و قد يكسر) العظم الذي ينبت عليه الحاجب (الشعر الذي فوق العين) -من قرب أذنه إلى عينه.

13) بزينة (بألوان جميلة) كفته نظم تاجه: أغنته عن أن يكون له تاج. المنسر (بفتح الميم و كسر السين، أو بكسر الميم و فتح السين) : المنقار. الخلاج (بكسر الخاء) : نوع من الثياب المخططة (قا 1:186) ؛ و لا معنى لها هنا؛ و الملموح أن الشاعر يقصد اصطياده، أخذه للطريدة.

14) علاجه (تدبير في القبض على الطريدة) . – لو ان انسانا استضاء في اثناء ادلاجه (سيره في الليل)....

15) .... بعينه ( بعين هذا البازي ، لشدة صفائها ولمعانها) لكفته ( أغنته بضوئها) عن سراجه ( عن ان يتخذ سراجا) .





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.