ويجب معه الطلب عند علمائنا أجمع ، فلا يصح بدونه ـ وبه قال الشافعي (2) ـ لقوله تعالى {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا }.

ولا يثبت عدم الوجدان إلاّ بعد الطلب وعدمه لجواز أن يكون بقربه ماء لا يعلمه ، ولقول أحدهما عليهما السلام : « فليطلب ما دام في الوقت ، فإذا خشي أن يفوته الوقت فليتيمم وليصلّ في آخر الوقت » (3).

وقال أبو حنيفة : لا يجب الطلب (4) ، وعن أحمد روايتان (5) لأنه غير عالم بوجود الماء فجاز التيمم كما لو طلب فلم يجد ، وبينهما فرق.

إذا ثبت هذا فإعواز الماء بعد الطلب شرط بالإجماع.

__________________

(1) كنز العمال 9 : 593 ـ 26566.

(2) المجموع 2 : 249.

(3) الكافي 3 : 63 ـ 2 ، التهذيب 1 : 192 ـ 555 ، الاستبصار 1 : 159 ـ 548.

(4) بدائع الصنائع 1 : 47 ، شرح فتح القدير 1 : 125 ، المجموع 2 : 249 ، المغني 1 : 269 ، بداية المجتهد 1 : 67.

(5) المغني 1 : 269.