المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نوع الأزمات الذي يدهمنا في المنظمات
3-8-2022
أسـس تـحـليـل تـكلفـة العـمالـة
2023-10-08
Watson-Whipple Transformation
2-9-2019
المعدن الهش Brittle element
26-3-2018
المأثور عن النبي صلّى اللّه عليه وآله‏ مصدر من مصادر التفسير
24-04-2015
حكم من استأجر ليحجّ عنه بنفسه.
28-4-2016


[مرض النبي (صلى الله عليه واله)]  
  
3623   04:09 مساءاً   التاريخ: 24-12-2015
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص81-85.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

بعد ما أقام الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) خليفة على امّته في غدير خمّ ونصّبه إماما من بعده قفل راجعا إلى يثرب وقد بدت صحّته تنهار يوما بعد يوم فقد ألمّ به المرض وأصابته حمى مبرحة حتى كأن به لهبا منها وقد لازمته ولم تنقطع عنه وكانت عليه قطيفة فإذا وضع أزواجه وعوّاده أيديهم عليها شعروا بحرّها , وقد وضعوا إلى جواره إناء فيه ماء بارد فكان يضع يده فيه ويمسح بها وجهه الشريف لتخفّ حرارة الحمى منه ؛ وتذهب بعض المصادر إلى أنّ وفاته تستند إلى طعام مسموم قدّمته إحدى اليهوديات له فكان يقول : ما أزال أجد ألم الطّعام الّذي أكلته بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السّمّ , ولمّا اشيع مرضه هرع المسلمون لعيادته وهم ما بين باك وواجم قد طافت بهم موجات من الألم والذهول واستقبلهم الرسول بأسى بالغ فنعى إليهم نفسه الشريفة وأوصاهم بما يضمن لهم الاستقامة والتوازن في حياتهم قائلا : أيّها النّاس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقدّمت إليكم القول  معذرة إليكم ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ...

وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى جانبه فأخذ بيده وقال لعوّاده : هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض ؛ وقد وضع النبيّ (صلى الله عليه واله) أهمّ المخطّطات التي تضمن لامّته النجاح وتقيها من الأزمات وهي :

أوّلا : التمسّك بكتاب الله والعمل بما فيه فإنّه يهدي للتي هي أقوم .

ثانيا : التمسّك بالعترة الطاهرة وعلى رأسها سيّدها الإمام أمير المؤمنين فإنّها لا تألوا جهدا في إسعادها وبلوغ أهدافها.

ولمّا علم النبيّ (صلى الله عليه واله) إنّ لقاءه بربّه قريب دعا الفضل بن عباس فأمره أن يأخذ بيده ويجلسه على المنبر كما أمره أن ينادي بالناس الصلاة جامعة فنادى الفضل بذلك فاجتمع الناس فخطب فيهم الرسول (صلى الله عليه واله) قائلا : أيّها النّاس إنّه قد دنا منّي خلوف من بين أظهركم ولن تروني في هذا المقام فيكم وقد كنت أرى أنّ غيره غير مغن عنّي حتّى أقوّمه فيكم ألا فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد ومن كنت أخذت منه مالا فهذا مالي فليأخذ منه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد , ولا يقولنّ قائل : أخاف الشّحناء من قبل رسول الله ألا وإنّ الشّحناء ليست من شأني ولا من خلقي وإنّ أحبّكم إليّ من أخذ حقّا كان له عليّ أو حلّلني فلقيت الله عزّ وجلّ وليس لأحد عندي مظلمة .

يا لروعة العدل!! يا لروعة الخلق النبوي!! لقد أسّس النبيّ (صلى الله عليه واله) جميع صنوف العدل التي لم يؤسّسها أي مصلح اجتماعي , لقد أعطى رسول الإنسانية القصاص من نفسه وهو في الساعات الأخيرة من حياته ليخرج من هذه الدنيا وليس لأي أحد أي تبعة عليه وقد انبرى رجل من القوم فقال للرسول : يا رسول الله لي عندك ثلاثة دراهم .

فقابله الرسول بلطف قائلا : أمّا أنا فلا اكذّب قائلا ولا مستحلفه على يمين فبم كانت لك عندي؟. فسارع الرجل قائلا : أما تذكر أنّه مرّ بك سائل فأمرتني أن اعطيه فأعطيته ثلاثة دراهم .

وأمر النبيّ (صلى الله عليه واله) الفضل بإعطائه الدراهم ثمّ عاد النبيّ إلى خطابه فقال : من عنده من الغلول شيء فليردّه .

فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله فقال له النبيّ : لم غللتها؟ .

كنت محتاجا إليها ؛ فأمر النبيّ (صلى الله عليه واله) الفضل أن يأخذها منه فأخذها وعاد النبيّ في خطابه فقال : أيّها النّاس من أحسّ في نفسه شيئا فليقم أدع الله له

فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله إنّي لمنافق وإنّي لكذوب وإنّي لشؤوم , فزجره عمر وصاح به وقال له : لقد سترك الله لو سترت على نفسك.

والتفت النبيّ (صلى الله عليه واله) إلى عمر فقال له : صه يا ابن الخطّاب! فضوح الدّنيا أهون من فضوح الآخرة .

ودعا النبيّ (صلى الله عليه واله) للرجل فقال : اللهمّ ارزقه صدقا وإيمانا وأذهب عنه الشّؤم وانبرى رجل من أقصى القوم يسمّى سوادة بن قيس فقال : يا رسول الله إنّك ضربتني بالسوط على بطني وأنا اريد القصاص منك , فاستجاب الرسول (صلى الله عليه واله) لطلبه وأمر بلالا بإحضار السوط ليقتصّ منه سوادة وذهل الحاضرون وساد عليهم صمت رهيب من هذا العدل وانطلق بلال رافعا عقيرته قائلا : أيّها الناس اعطوا القصاص من أنفسكم في دار الدنيا فهذا رسول الله قد أعطى القصاص من نفسه ؛ ومضى بلال إلى بيت النبيّ (صلى الله عليه واله) فجاء بالسوط وناوله إلى سوادة فأخذه وأقبل رافعا له صوب النبيّ الذي ألمّت به الأمراض وهو في الساعات الأخيرة من حياته واتّجه المسلمون بقلوبهم وأبصارهم نحو سوادة فقال للنبيّ : يا رسول الله اكشف عن بطنك .

فكشف الرسول عن بطنه فقال سوادة وهو غارق في البكاء : يا رسول الله أتأذن لي أن أضع فمّي على بطنك؟

قال : نعم ؛ ووضع سوادة وجهه على بطن الرسول ودموعه تتبلور على خدّيه وهو يقول بصوت حزين النبرات : أعوذ بموضع القصاص من رسول الله من النار يوم القيامة.

والتفت إليه النبيّ قائلا : أتعفو يا سوادة أم تقتصّ؟.

فرفع النبيّ يديه بالدعاء قائلا : اللهمّ اعف عن سوادة كما عفا عن نبيّك .

إنّ هذا الخلق النبوي أحقّ بالبقاء وأجدر بالخلود من هذا الكوكب الذي نعيش فيه فقد تجسّدت فيه جميع القيم والمبادئ الكريمة التي سما بها النبيّ على سائر الأنبياء .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.