أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26
996
التاريخ: 24-12-2015
1744
التاريخ: 2023-10-03
1352
التاريخ: 28-9-2020
2198
|
(المقداد بن أسود بن يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهري) وكان الأسود بن يغوث قد تبناه وحالفه في الجاهلية فنسب إليه.
واسم أبيه الحقيقي عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة من ثمامة بن طرود بن عمرو بن سعد ابن وهب بن ثور بن تغلبة بن مالك بن الشريد بن هزل بن قايش بن دريم بن القيم بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البهرائي - نسبة إلى بهراء - ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة وهي نسبة على غير قياس لأن قياسه بهراوي بالواو وينسب المقداد إلى كندة أيضا قال ابن عبد ربه في العقد وذلك أن كندة سبته في الجاهلية فأقام فيهم وانتسب إليهم وقال غيره ان أباه قد حالف كندة فنسب إليهم.
وقال ابن عبد البر قيل أنه كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث فتبناه واستلحقه والأول أصح ويكنى أبا معبد وقيل أبا الأسود، كان رجلا ضخما أسمر اللون طويل القامة شجاعا وكان قديم الإسلام ولم يقدم على الهجرة ظاهرا فأتى مع المشركين من قريش هو وعتبة بن غزوان ليتوصلا إلى المسلمين فانحاز إليهم وذلك في السرية التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وآله عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب حين رجع من غزوة الأبواء قبل ان يصل إلى المدينة فسار عبيدة في ستين رجلا حتى بلغ ماء الحجاز بأسفل ثنية المرة فلقى جمعا عظيما من قريش وكان على المشركين أبو سفيان صخر بن حرب وقيل عكرمة بن أبي جهل وقيل غير ذلك فتراموا بالنبل ولم يقع بينهم ضرب السيوف فظن المشركون أن للمسلمين مددا فخافوا وانهزموا ولم يتبعهم المسلمون فانحاز يومئذ المقداد وعتبة ابن غزوان المأربي إلى المسلمين وكانا مسلمين لكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار وكانت هذه السرية على رأس ثمانية أشهر من السنة الأولى من الهجرة وشهد المقداد في ذلك العام المشاهد كلها قال ابن مسعود أول من أظهر الإسلام سبعة فذكر منهم المقداد وكان من الفضلاء النجباء ولم يصح انه كان في بدر فارس من المسلمين غيره.
أخرج مسلم والترمذي عن المقداد قال أقبلت انا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله فليس أحد فيهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وآله فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقط فقال النبي احتلبوا هذا اللبن بيننا قال فكنا يحتلب ويشرب كل انسان منا نصيبه ونرفع لرسول الله صلى الله عليه وآله نصيبه قال فيحيي من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان قال ثم يأتي المسجد فيصلى قال ثم يأتي شرابه فيشرب فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي فقال محمد يأتي الأنصار فيحتفونه ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها فلما ان وغلت بطني وعلمت ان ليس لي إليها سبيل ندمني الشيطان فقال ويحك ما صنعت أشربت شراب محمد فيجئ فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وآخرتك وعلى شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي خرج قدمي وجعل لا يجيئني النوم فلما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقلت الآن يدعو على وأهلك فقال اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني قال فعمدت إلى الشملة فشددتها على واخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله وإذا هي حافل وإذا هن حفل كلهن فعمدت إلى اناء كان لآل محمد صلى الله عليه وآله ما كانوا يطمعون ان يحتلبوا فيه فحلبت فيه حتى علت رغوته فجئت إلى رسول الله فقال أشربتم شرابكم الليلة؟ قلت يا رسول الله إشرب فشرب ثم ناولني ما زاد.
وفى رواية رزين فقلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني ثم انقفا فلما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد روى أجيبت دعوته ضحكت حتى القيت إلى الأرض فقال رسول الله إحدى سوأتك يا مقداد، فقلت يا رسول الله كان من أمرى كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فتوقظ صاحبينا فيصيبان منها معنا، فقلت والذي بعثك بالحق إذ أصبتها وأصبتها معك لا أبالي من أخطأته من الناس.
قال ابن مسعود: لقد شهدت من المقداد مشهدا لان أكون صاحبه أحب إلى مما طلعت عليه الشمس وذلك أنه أنى النبي وهو يذكر المشركين، فقال يا رسول الله إنا والله ما نقول كما قال أصحاب موسى لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكنا نقاتل بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن يسارك فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يشرق وجهه لذلك وسره وأعجبه.
(وروى) أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا إلى بريدة قال: قال رسول الله ان الله يحب من أصحابي أربعة أخبرني انه يحبهم وأمرني أن أحبهم، قالوا من هم يا رسول الله؟ قال إن عليا منهم وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد ابن الأسود الكندي.
وقال العلامة رحمه الله في (الخلاصة) كان المقداد ثاني الأربعة عظيم القدر شريف المزلة جليلا من خواص علي عليه السلام.
وأخرج الكشي عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو جعفر " عليه السلام " ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد، قال فقلت فعمار؟ فقال قد كان حاص حيصة ثم رجع ثم قال " عليه السلام " ان أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد.
وفى رواية: ما بقى أحدا إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود فان قلبه كان مثل زبر الحديد.
وعن جميل بن أبي ثابت قال: قال المقداد الأسود أدخلوني معكم في الشورى؟ قالوا: لا قال فاجعلوني قريبا منكم فأبوا قال فإذا أبيتم فلا تبايعوا رجلا لم يشهد بدرا ولا بيعة الرضوان وانهزم يوم أحد، فقال عثمان لان وليت رددتك إلى مولاك الأول. فلما مات المقداد (رض) قام عثمان على قبره فقال إن كنت وان كنت، وأثنى خيرا. فقال الزبير شعرا:
لأعرفنك بعد الموت تندبني * وفى حياتي ما زودتني زادي
فقال عثمان: تستقبلني بمثل هذا يا زبير فقال ما كنت أحب أن يموت مثل هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهو عليك ساخط.
وأخرج الشيخ الطوسي في (أماليه) باسناده عن لوط بن يحي قال:
حدثني عبد الرحمن بن جندب قال: لما بويع عثمان سمعت المقداد بن الأسود الكندي يقول لعبد الرحمن بن عوف والله يا عبد الرحمن ما رأيت مثل ما أتى إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم: فقال له عبد الرحمن وما أنت وذاك يا مقداد؟
قال والله إني لأحبهم لحب رسول الله صلى الله عليه وآله إياهم ويعتريني وجد لا أبثه لشرف قريش على الناس بشرفهم واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله من أيديهم، فقال له عبد الرحمن ويحك والله لقد أجهدت نفسي لكم. فقال له المقداد والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون، أما والله لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر وأحد فقال له عبد الرحمن ثكلتك أمك يا مقداد لا يسمعن هذا الكلام منك الناس أما والله إني لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة قال جندب فأتيته بعد ما انصرف من مقامه فقلت يا مقداد أنا من أعوانك فقال رحمك الله أن الذي نريد لا يغنى فيه الرجلان والثلاث فخرجت من عنده وأتيت علي بن أبي طالب " عليه السلام " فذكرت له ما قال وقلت فدعى لنا بخير.
(وروى) عن الشعبي قال لما بايع عبد الرحمن بن عوف عثمان بن عفان لقيه المقداد من الغد فأخذ بيده وقال إن كنت أردت بما صنعت وجه الله فأثابك الله ثواب الدنيا والآخرة، وإن كنت إنما أردت الدنيا فأكثر الله مالك فقال عبد الرحمن اسمع رحمك الله إسمع؟ قال لا أسمع وجذب يده ومضى حتى دخل على علي فقال قم فقاتل حتى نقاتل معك، قال على " عليه السلام " فيمن نقاتل رحمك الله.
(وروى) مسلم في المجلد الثالث من صحيحه عن همام بن الحارث ان رجلا جعل يمدح عثمان فعمد المقداد وجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما فجعل يحثو في وجهه الحصى فقال عثمان ما شأنك؟ قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب، هذا لفظ الحديث.
قال صاحب (الطرائف) في هذا الحديث عدة طرائف.
فمن طرائفه ان الصحابة قد كان يمدح بعضهم بعضا وما نقل أحد منهم انه حثا في وجه المادحين التراب فلولا ان عثمان بلغ إلى حال من النقص لم يبلغ إليه أحد من الصحابة لم يحث التراب في وجه مادحه.
ومن طرائفه: ان المقداد ممن أجمع المسلمون على صلاحه وصواب ما يعمله.
ومن طرائفه ان عثمان لما كان عالما ان هذا لا يعمل مع أحد قال للمقداد ما شأنك.
ومن طرائفه ان هذا قد جرى من المقداد وشاع إلى زماننا هذا وما سمعنا ان أحدا من المسلمين أنكر على المقداد ولا خطأه.
ومن طرائفه ان هذا يقتضى ان من مدح عثمان فكذا ينبغي ان يحثى التراب في وجهه اقتداء بالمقداد الذي أجمع المسلمون على صلاحه.
ومات المقداد في سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة في أرضه بالجرف فحمل إلى المدينة ودفن بالبقيع وكان قد شرب دهن الخروع فمات رحمه الله.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|