المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أنحاء التفسير بالمأثور : تفسير القرآن بالقرآن  
  
2587   07:41 مساءاً   التاريخ: 14-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص539- 543.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأثري أو الروائي /

لا شـك ان اتقن مصدر لتبيين القرآن هو القرآن نفسه ، لانه ينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بـعـض (1) ـ كـمـا قال الامام امير المؤمنين (عليه السلام ) ـ حيث ما جاء منه مبهما في موضع منه ، قد جاء مـفـصلا ومبينا في موضع آخر ، بل وفي القرآن تبيان لكل شيء جاء مبهما في الشريعة ، فلان يكون تبيانا لنفسه اولى ومن ذلك جاء قولهم : ((القرآن يفسر بعضه بعضا)) كلام معروف .

وتفسير القرآن بالقرآن على نمطين : منه ما ابهم في موضع وبين في موضع آخر ـ فكان احدهما مـتـناسبا مع الاخر تناسبا معنويا او لفظيا ـ كما في قوله تعالى : {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان : 1 - 3] وقد جاء تبيين هذه الليلة المباركة بليلة القدر في سورة القدر : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر : 1] وقد بين في سورة البقرة انها واقعة في شهر رمضان : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة : 185] . 

فقد تبين من مجموع ذلك : ان القرآن نزل في ليلة مباركة هي ليلة القدر من شهر رمضان . 

ومـن ذلـك ايضا قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال : 24] ما هذه الحيلولة وكيف هي ، وهو تهديد لاذع بأولئك الزائفين المتمردين عن الشريعة والدين . 

وهذا الابهام يرتفع عند مراجعة قوله تعالى : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر : 19] فعرفنا انها نسيان الذات ، فالذي يجعل من شريعة اللّه ورا ظهره ، انما حرم نفسه ونسي حظه ، فقد تاه في غياهب ضلالة الجهل والعمى وهـكذا قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرعد : 41] ما هو المقصود من ((الارض )) هنا في هذه الآية ، وكيف يقع نقصانها ؟

امـا الارض فـالمقصود منها هو العمران منها ، وليس المراد هي الكرة الارضية ويشهد لذلك قوله تعالى بشان المحاربين المفسدين في الارض : {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة : 33] فان النفي من الارض ، يراد به الابعاد عن العمران ليظل حيرانا بين البراري والقفار.

اما كيف يقع النقصان ؟ فقد فسره الامام ابو جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)و كذا ولده الامام جعفر بـن مـحـمد الصادق (عليه السلام) بفقد العلماء ، وان عمارة الارض سوف تزول وتندثر عند ذهاب علمائها وخيار اهلها ، وهكذا ورد تفسير الآية بذلك عن ابن عباس (2) . 

ومن هذا النمط ايضا قوله تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب : 72]. 

ما هذه الامانة التي كان الانسان صالحا لحملها ، دون سائر المخلوق ؟

فـجـات آيـة اخـرى تـفـسـرهـا بـالـخـلافة : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة : 30]. 

ثم ما هذه الخلافة التي منحت للإنسان ، وحظي بها هذا المخلوق دون سائر الخلق ؟

كانت آية ثالثة تفسر الخلافة بقدرة الابداع وامكان التصرف في ساحة الوجود : {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [لقمان : 20] {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [الجاثية : 13] فقدرة الانسان التسخيرية وامكان تصرفه في عالم الوجود ، علوه وسفله ، هي قدرته الابداعية التي تمثل قدرة اللّه الحاكمة على عالم الوجود بذاته المقدسة فجات كل آية تفسر اختها ، والقرآن يفسر بعضه بعضا و الـنمط الاخر من تفسير القرآن بالقرآن ، كان ما جاء فيه البيان غير مرتبط ظاهرا لا معنويا ولا لفظيا مع موضع الابهام من الآية الاخرى ، سوى امكان الاستشهاد بها لرفع ذلك الابهام.

مـثـال ذلـك ، آيـة السرقة ، حيث ابهم فيها موضع قطع اليد ، فقد بين الامام ابو جعفر محمد بن علي الـجـواد (عليه السلام) انـه مـن مـوضع الاشاجع (مفصل اصول الاصابع ) مستشهدا لذلك بقوله تعالى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن : 18] حيث ان السارق انما جنى على نفسه ، فتعود عقوبته الـى مـا يمسه من الاعضاء ، وبما ان مواضع السجود للّه تعالى ، لا يشركه فيها احد ، وراحة الكف من مواضع السجود للّه ، فلا موضع للقطع فيها (3).

وجـميع الآيات التي بظاهرها التشبيه ، يفسرها قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى : 11] حيث انها تنفي التشبيه على الاطلاق ، فلابد هناك في آيات التشبيه من تأويل صحيح ، يوضحه العقل السليم .
__________________________

1- نهج البلاغة ، خ133 ، ص192 (صبحي صالح).
2- راجع : البرهان في تفسير القرآن للبحراني ، ج2 ، ص1 ، 301-302.
3- راجع : تفسير العياشي ، ج1 ، ص319- 320.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .