أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
15785
التاريخ: 16-1-2022
2095
التاريخ: 25/12/2022
1433
التاريخ: 29-09-2015
2946
|
مصبا- عاش عيشا من باب سار : صار ذا حياة ، فهو عائش ، والأنثى عائشة ، وعيّاش أيضا مبالغة ، والمعيش والمعيشة : مكسب الإنسان الذي يعيش به ، والجمع المعايش. وقيل هو من معش ، فالميم أصليّة ، ووزنه فعيل وفعيلة وفعائل.
مقا- عيش : أصل صحيح يدلّ على حياة وبقاء. قال الخليل : العيش الحياة. والمعيشة : الذي يعيش بها الإنسان من مطعم ومشرب وما تكون به الحياة.
والمعيشة : اسم لما يعاش به. والعيشة مثل الجلسة والمشية. والعيش : المصدر ، والمعاش يجرى مجرى العيش. وكلّ شيء يعاش به أو فيه فهو معاش.
لسا- العيش : الحياة ، : عاش يعيش عيشا وعيشة ومعيشا ومعاشا وعيشوشة. قال الجوهري : كلّ واحد من قوله- معاشا ومعيشا- يصلح أن يكون مصدرا وأن يكون اسما ، مثل معاب ومعيب. وأعاشه اللّه عيشة راضية. والتعيّش : تكلّف أسباب المعيشة ، والمتعيّش : ذو البلغة من العيش.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو كيفيّة تطورات في إدامة الحياة. وتوضيح ذلك أنّ الحياة صفة ذاتيّة بها يستمرّ الوجود ، وهي خارجة عن الاختيار ، فانّ الاختيار من آثار القدرة ، والقدرة من آثار الحياة ، فتكون الحياة موجودة قبل الاختيار.
وأمّا العيش : فهو كيفيّة حادثة عارضة بعد الحياة وحصول الاختيار ، فالإنسان الحيّ المختار يختار في حياته كيفيّة وبرنامجا معيّنا من جهة أكله ولباسه وسكناه وشغله ونومه وسائر أموره وحالاته ، فالعمل بهذا البرنامج يطلق عليه العيش والمعيشة.
ثمّ إنّ العيش إمّا في جريان مادّيّ ، أو في أمر روحانيّ.
{ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [القارعة : 6، 7].
{كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ .. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} [الحاقة : 19 - 22].
العيشة كالجلسة بالكسر للنوع. والرضا هو الوفاقّ بجريان أو أمر مواجه والرضا في العيش هو وفاق العيش على ما عليه العائش ، وهذا التعبير آكد وأبلغ من العكس ، فانّ وفاق العيش وملائمته لصاحبه يوجب رضا الصاحب عنه قهرا وعلى أي وجه.
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشً} [النبأ : 10، 11].
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} [الأعراف : 10].
اللباس في الأصل مصدر ويطلق على ما يلابس به مبالغة في لباسيّته. كما أنّ المعاش في الأصل مصدر ويطلق على ما يعاش به وعلى نفس العيش في نفسه مبالغة ، وكذلك المعيشة ، وجمعها معايش.
فالمراد هنا معناها المصدريّ ، ويعبّر بصيغة المصدر مبالغة ، كما في قولهم- زيد عدل ، فكأنّ النهار في نفسه معاش وفيها معايش.
فانّ التحولات وأي برنامج في امتداد الحياة عملا انّما تقع في النهار ، وأمّا الليل فزمان استراحة وسكون ونوم- راجع الليل.
وأمّا التعبير في الآية الثانية بكلمة- فيها معايش : فانّ النظر فيها الى الأرض ، والأرض فيها ليل يستراح فيه ونهار يعاش فيه ، فلا يصحّ أن يقال- إنّ الأرض معاش. وأمّا صيغة الجمع : فباعتبار تنوع في المعيشة ووقوع أنواع من المعيشة فيها.
وكذلك قوله تعالى : {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} [الحجر : 20].
وقوله- ومَن ، عطف على المعايش ، أي وجعلنا لكم من لستم له برازقين ، كأفراد من الإنسان تحتاجون اليهم وترتبطون بهم ، وكالأنعام الّتي تحمل أثقالكم وتأكلون منهم ، وقد جعل اللّه النباتات أرزاقا لها ، ويعيشون في الأرض ، وتستفيدون منهم.
والتعبير بكلمة من الدالّة على العقل : فانّ المقام ذكر أفراد يعيشون بالاستقلال على وجه الأرض ويستفيدون منها ، فكأنّهم عقلاء.
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } [طه : 124].
فانّ التعيّش حينئذ ينحصر بالعيش المادّي ولا روح له وهذا عيشة ضيّقة محدودة كمّا وكيفا ومدّة و مدّة وعاقبة ، وهذا هو الخسارة الكبرى.
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} [القصص : 58].
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف : 32].
فالمعيشة تتحقّق بعد الحياة ، وهي تتقدّر في كلّ مورد بحسبه وبحسب اقتضاء النظم والتدبير والصلاح.
وقوله- بطرت معيشتها : أي كانت المعيشة فيها بطرا ومتجاوزة عن الاعتدال في الطرب ، وهذا كقوله تعالى- عيشة راضية.
وهذا التعبير أبلغ من- بطر أهل القرية في معيشته ، فانّ البطر هو التجاوز عن الاعتدال في الطرب ، ويوصف به العيش أيضا ، كما يوصف به الأهل. فلا حاجة الى تقدير.
فظهر لطف التعبيرات في الآيات الكريمة المذكورة.
___________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا - لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|