أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
921
التاريخ: 16-12-2015
2436
التاريخ: 14-12-2015
984
التاريخ: 16-12-2015
6854
|
نظراً لوجود أبعاد روحية وجسمية في «المعاد» ونظراً لكون الروح أسمى وأشرف من الجسم بمرّات وَمرّات، فينبغي إذن عدم الشك في أنّ النعم الروحية والمعنوية للجنّة أفضل وأسمى وأعظم بمرّات من النعم المادّية والجسمية!
ولكن لمّا كان الوصف لا يتسع عادة للتعبير عن هذه النعم، وهي امور تعتمد على المشاهدة (القلبية) لا على القول والسماع فلهذا غالباً ما نعثر في الآيات القرآنية على إشارات مبهمة لهذه النعم التي يتمتّع بها أصحاب الجنّة باستثناء الموارد التي يمكن شرحها وبيانها حيث تولى القرآن الكريم شرح وتبيان عدد منها.
وبعبارة أخرى : فإنّ لذّة إدراك معرفة اللَّه وما فيها من نفحات جلالية وجمالية وأنوار ألطافه الخفيّة، والسكر لدى ارتشاف كأس العشق لذاته المقدّسة تعادل بل وتفوق اللحظة الواحدة منها كل النعم المادية في هذا العالم.
وقد نتصور أحيانا نماذج بسيطة لهذه النعم في الدنيا تتجلّى لنا عندما نقف بين يدي اللَّه سبحانه وتعالى وننقطع للعبادة والخلوة، فنمد الأيدي بالدعاء والمناجاة ونغرق بالاستغاثة ونداء يا قاضي الحاجات، فننسى الدنيا وما فيها، وفي لحظات قصيرة نحس وكأننا في حالة ذوبان في جمال اللَّه الذي لا مثيل ولا نظير له، وبالخصوص لو كنّا في هذه اللحظات في بعض الأماكن المقدّسة، في بيت اللَّه الحرام أو عرفات والمشعر وغيرها من الأماكن والعتبات المقدّسة المخصصة للعبادة، فيشعر الإنسان بلذة لا يمكن لأي قلم أو بيان أن يصفها ويتصورها.
تصّور لو أنّ هذه الحالات تحصل وبشكل أكثر قوّة بآلاف المرات وتستمر لساعات وأيّام وليال وأشهر وسنوات متواصلة، كيف سيكون الحال؟ خاصّة مع انعدام عوامل الغفلة عن ذكر اللَّه في الجنّة وزوال المسببات التي تعصف باستقرار القلب وحضوره، وانكشاف الحجب وموانع المعرفة من أمام الابصار، حيث يصبح إدراك الإنسان وبصيرته أشدّ وأقوى ولا وجود هناك للوساوس الشيطانية التي تقف حجر عثرة دوماً في وجه سالكي هذا الطريق.
يمكن حينذاك تصّور ما يجري هناك، وما هي النعم المعنوية العظيمة التي تتجلّى لنا، وما هي النفحات الجذابة التي تستقطب الروح إلى جوار قرب اللَّه، وتجعلها غارقة في أنوار ذاته وغافلة عن ذاتها حتى يصل بها الحال إلى عدم رؤية ما سواه ولا تطلب سواه، ولا ترى إلّا ما تحب، وتحب كل ما ترى.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|