المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

كوب هرمان
9-10-2015
تهذيب اللسان/ النميمة - الكذب – الفحش.
29-12-2022
النيوكليوسيدات Nucleosides
2023-11-15
Ligand field theory
23-8-2016
مصير الاطفال في فترات الفراق
13-1-2016
مــروان بن محمـد بن مروان
27-5-2017


الولاية التكوينية للأنبياء والأئمّة عليهم السلام‏  
  
1662   09:15 مساءاً   التاريخ: 10-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج9 , ص120- 127
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / الامامة /

نحن نعلم أنّ الولاية على‏ نحوين :

1- الولاية التشريعية.

2- الولاية التكوينية.

المراد من الولاية التشريعية هو الحكم والاشراف القانوني والإلهي الذي يكون تارة بشكل محدود كولاية الأب والجد على‏ الصغير، وتارة بشكل واسع وشامل كولاية الحاكم الإسلامي على‏ كافة القضايا المتعلقة ب «الحكومة» و «إدارة شؤون الامّة الإسلامية»، حيث سيأتي بحث ذلك بشكل مفصل في «الجزء العاشر من نفحات القرآن» إن شاء اللَّه تعالى‏.

أمّا المراد من الولاية التكوينية، فهي : قدرة الإنسان على‏ التصرف في عالم الخلق والتكوين بأمر اللَّه وإذنه، والإتيان بأفعال خارقة للعادة والنواميس الطبيعية لعالم الأسباب، فمثلًا يبري‏ء المريض الذي لا علاج له بإذن اللَّه، وذلك من خلال الهيمنة والنفوذ الذي وهبه اللَّه تعالى‏ له، أو يحيي الموتى‏، وأعمال اخرى من هذا القبيل، وكل أشكال التصرف المعنوي غير الاعتيادي في أرواح وأجسام البشر، وهذا النوع يشمل الطبيعة أيضاً.

وربّما تكون ل «الولاية التكوينية» أربع حالات بعضها «مقبولة» وبعضها «غير مقبولة».

1- «الولاية في أمر الخلقة وخلق العالم» : بمعنى أنّ اللَّه تبارك وتعالى يمنح عبداً من عباده أو ملكاً من ملائكته قدرة خلق العوالم أو محوها من الوجود، ومن المسلَّم به أنّ هذا الأمر ليس مستحيلًا، لأنّ اللَّه على‏ كل شي‏ء قدير وقادرٌ على‏ منح أي نحو من القدرة لأي إنسان، بَيدَ أنّ آيات القرآن تؤكّد في كل المواضع على‏ أنّ خلق عالم الوجود والسموات‏ والأرضين والجن والانس والملائكة والنباتات والحيوانات والجبال والبحار قد حصل بقدرة اللَّه جلّ وعلا، لا عن طريق عباده الخاصين أو ملائكته، لذا فقد نسب الخلق إليه في جميع الأحوال، ولم ينسب هذا الأمر إلى‏ غيره «بنحو واسع» في أي موضع أبداً، وعليه فإنّ خالق السموات والأرضين والنبات والحيوان والإنسان هو اللَّه وحده.

2- «الولاية التكوينية في ايصال الفيض» : بمعنى أنّ كل إمداد ورحمة وبركة وقدرة من قبل اللَّه تعالى تصل إلى‏ عباده أو سائر الكائنات في عالم الوجود بواسطة أولياء اللَّه وخاصة عباده، كمياه الشرب بالنسبة للبيوت في مدينة ما التي تمر من خلال الانبوب الرئيس وهذا الانبوب الكبير يستلم المياه من مصدرها ويوصلها إلى‏ جميع النقاط، ويعبر عنه ب «الواسطة في الفيض».

وهذا المعنى ليس محالًا أيضاً من الناحية العقلية، ويشاهد نموذجه في العالم الصغير، وبناء الإنسان، وتوزيع المواد الغذائية على‏ الخلايا كافّة عن طريق شريان القلب، فما المانع من ذلك في العالم الكبير أيضاً؟

ولكن ممّا لا شك فيه أنّ إثباته بحاجة إلى‏ دليل مقنع، وإذا ما ثبت فهو بإذن اللَّه تعالى‏.

3- «ولاية تكوينية في حدود معينة» : كإحياء الموتى‏ وشفاء المرضى‏ الذين يستحيل علاجهم ونحو ذلك.

وقد وردت نماذج من هذا النوع من الولاية بشأن بعض الأنبياء في القرآن الكريم بصراحة حيث سيشار إليها لاحقاً، والروايات الإسلامية شاهد على‏ ذلك أيضاً، من هنا فإنّ هذا الفرع من الولاية التكوينية ليس ممكناً من ناحية العقل فحسب، بل هنالك أدلة نقلية عليه أيضاً.

4- «الولاية التي تعني الدعاء من أجل تحقيق المطالب» : ويأتي ذلك بقدرة اللَّه تعالى‏، فإنّ النبي صلى الله عليه و آله أو الإمام المعصوم يدعو فيتحقق ما طلبه من اللَّه تعالى‏.

وهذا المعنى ليس فيه أي محذور عقلي ولا نقلي، وأنّ الآيات والروايات مليئة بنماذج منه، بل ربّما لا يمكن اطلاق اسم الولاية التكوينية عليه لأنّ استجابة دعائه تأتي من قبل اللَّه تعالى.

ويشاهد في الكثير من الآيات إشارات إلى‏ ال «الاسم الأعظم» الذي كان لدى الأنبياء والأئمّة عليهم السلام أو بعض أولياء اللَّه (من غير الأنبياء والأئمّة)، ومن خلاله كانوا يستطيعون التصرف بعالم التكوين.

وبغض النظر عن المراد من‏ «الاسم الأعظم»- الذي بحثناه بشكل مفصّل في بحث صفات اللَّه- فإنّ مثل هذه الروايات ربما تكون ناظرة إلى‏ القسم الثالث من الولاية التكوينية وتنطبق عليه بشكل تام.

بهذه الإشارة نعود إلى‏ بعض آيات القرآن في هذا المجال‏ «الولاية التكوينية» :

1- {وَيُعَلِّمُهُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَالتَّوراةَ وَالإِنجِيلَ* وَرَسُولًا الَى‏ بَنِىِ اسْرائِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُم انِّى اخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيْرِ فَانْفُخُ فِيهِ‏ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَابرِى‏ءُ الاكْمَهَ وَالابْرَصَ وَاحْىِ المَوْتَى‏ بِإِذْنِ اللَّهِ وَانْبّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرونَ فِى بُيُوتِكُم انَّ فِى ذَلِكَ لأية لَّكُمْ انْ كُنْتُم مُّؤمِنِينَ}. (آل عمران/ 48- 49)

2- {فَسَخَّرنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيثُ اصَابَ}. (ص/ 36)

3- {قَالَ الَّذِى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكِتَابِ انَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرتَدَّ اليكَ طَرْفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُستَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذا مِنْ فَضْلِ رَبّى لِيَبْلُوَنِى أَأَشْكُرُأَمْ اكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ}. (النمل/ 40)

في الآية الاولى يدور الحديث أولًا عن الألطاف الإلهيّة بحق عيسى عليه السلام حيث‏ {وَيُعَلِّمُهُ الِكَتابَ وَالحِكَمةَ وَالتَّورَاةَ وَالإِنجِيلَ}.

ثم بعثه كرسول إلى‏ بني اسرائيل، «وَرَسُولًا الَى بَنى اسرائِيلَ»، ومن ثم يشرح كلام المسيح عليه السلام في إثبات حقانيته وبيان معاجزه التي تم بيانها في خمس مراحل :

يقول في الاولى : : {أَنِّى قَدْ جِئتكُمُ بِآيَةٍ مِّن رَبِّكُمْ أَنِّى اخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ الطّيِنِ كَهَيْئَةِ الطَّيرِ فَانْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِاذنِ اللَّهِ}.

وفي الثانية والثالثة : {وَأَبرِى‏ءُ الاكمَهَ وَالابرَصَ}.

والرابعة : {وَأُحْىِ المَوتَى‏ بِإذنِ اللَّهِ}.

والخامسة : {وَانبّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرونَ فِى بُيُوتِكُم انَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ انْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنيِنَ}.

إنّ التمعُّن في مضمون هذه الآيات والتفاوت في التعابير المستعملة فيها، يوضح هذه المسألة وهي : أنّ المسيح عليه السلام ينسب خلق الطير من الطين إلى‏ اللَّه تعالى، بينما في الأقسام الثلاثة الاخرى‏ ينسب (شفاء الأعمى‏، والأبرص، وإحياء الموتى‏) إلى‏ نفسه، ولكن باذن اللَّه وأمره، وهذا هو المقصود من الولاية التكوينية، حيث إنّ اللَّه تعالى قد يمنح مثل هذه القدرة للإنسان بحيث يؤثر في عالم الخلق والطبيعة بأمره، ويخرق الأسباب الطبيعية، فيحيي‏ الميت ويشفي المرضى‏ الذين يستحيل علاجهم.

هذا النموذجٌ من الولاية التكوينية التي وهبها اللَّه تبارك وتعالى‏ لعبده المسيح عليه السلام، ولا مانع أو حائل ابداً دون اعطاء مثل ذلك لسائر الأنبياء أو الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

وإذا قال قائلٌ : إنّ مقصود هذه الآية هو أنّ المسيح عليه السلام كان يدعو فيبرى‏ء اللَّه المريضَ، أو يحيى الميت، فقد نطق بما يخالف ظاهر الآية، لأنّ الآية تقول بوضوح : «بِإِذنِ اللَّه» أي إنني أفعل ولكن تحقيق الفعل بإذن اللَّه، وليس هنالك من دليل لترك هذا والبحث عن معنى‏ يخالف الظاهر.

بل ليس هنالك مانع أيضاً في مرحلة خلق الطير من أنْ يلقي اللَّه تعالى‏ هذا الأثر في فم عيسى عليه السلام فيكون القيام بمثل هذا العمل بإذن اللَّه، بَيدَ أنّ بعض المفسرين لم يقتنعوا بهذا المعنى‏ وقالوا : إنّ خلق الطير مستندٌ إلى‏ اللَّه مباشرة، ولعلّ هذا القول يأتي لئلا يدعي الجهلاء الوهية المسيح، لأنّ أمر الخلقة متعلقٌ به وحده :

وورد شبيه هذا المعنى‏ أيضاً في سورة المائدة، غاية الأمر أنّ الخطاب صادر من قبل اللَّه تعالى‏ للمسيح عليه السلام لا على‏ لسان المسيح عليه السلام، فيقول تعالى‏ :

{ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي} [المائدة : 110] والملفت للنظر هو أنّ اختلاف التعبير الذي كان في سورة آل عمران ظاهرٌ بدقّة هنا أيضاً، أي ‏لم تُنسب مسألة الخلق وخلق الطير إلى‏ المسيح عليه السلام، ولكن نُسبَ إليه احياء الموتى‏ وشفاء المرضى‏ والعمي الذين يستحيل علاجهم، وإنْ جاء التعبير بإذن اللَّه في كل ذلك.

وملخص الكلام أنّ هذه الآيات تثبت بأنَّ الولاية التكوينية لعيسى‏ عليه السلام هي في نطاق خاص، وليس هنالك دليلٌ على‏ اختصاصها المطلق بالمسيح عليه السلام، ويمكن أن تصدق بحق سائر الأنبياء أو الأئمّة المعصومين عليهم السلام بمقتضى‏ أنّ : «حكمُ الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحدٌ».

وفي الآية الثانية يتحدث تعالى‏ عن تسخير الرياح لسليمان عليه السلام ويقول : {فَسَخَّرنَا لَهُ الرِّيحَ تَجرِى بِأَمرِهِ رُخَاءً حَيثُ اصَابَ}.

ويستفاد من هذه الآية والآيات التي تليها أنّه وكما أنّ الشياطين كانت تُنفِّذ أمر سليمان وتنجزُ له أعمالًا مهمّةً في البر والبحر، فإنّ الريح كانت تُنفِّذ أمره أيضاً، وكانت تتحرك حيث يأمرها، وهذا الأمر ليس سوى‏ مصداق للولاية التكوينية في هذا الجانب من الموجودات.

وورد نظير هذا المعنى‏ أيضاً في سورة الأنبياء، والحديث هنا عن أمر سليمان عليه السلام على‏ العواصف، إذ يقول تعالى‏ : {وَلِسُلَيَمانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجرِى بِأَمرِهِ الَى‏ الارضِ الَّتِى بَارَكنَا فِيهَا}.

(الانبياء/ 81)

وهذا الاحتمال واردٌ أيضاً فيما جاء في قصة موسى‏ عليه السلام في البقرة، الآية 60 : (من ضرب الحجر وانبثاق عين الماء فيه بإذن اللَّه)، (وكذا ضربُ البحر بالعصا، حيث يقول تعالى‏ : {فَاوْحَيْنَا الَى‏ مُوسَى‏ انِ اضْرِبْ بِّعَصَاكَ البَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّودِ العَظِيمِ}. (الشعراء/ 63)

وكل ذلك كان من قبيل الولاية التكوينية أيضاً.

والخلاصة هو أنّه في جميع الحالات التي يمنح فيها اللَّه تعالى‏ لأحد عباده الخاصين القدرة والقوة للنفوذ في عالم الخلق والطبيعة، يحصل لذلك العبد نوعُ من الولاية التكوينية.

والحديث في الآية الثالثة عن التصرف التكويني لشخص من المقربين لسليمان ومن خاصته، بَيدَ أنّ اسمه لم يأت في القرآن سوى‏ بوصف (الذي عنده علمٌ من الكتاب)، فعندما خاطب سليمان عليه السلام أصحابه وخاصته : {قَالَ يَا ايُّهَا المَلَأُ ايُّكُم يَأتِيِنى بِعَرشِهَا قَبلَ أَنْ يَأْتُونىِ مُسلمِينَ* قَالَ عِفرِيْتٌ مِّنَ الجِنِّ أَنَا آتِيْكَ بِهِ قَبْلَ انْ تَقومَ مِن مَّقامكَ}، ثم يضيف :

{قالَ الَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكِتَابِ انَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ انْ يَرتَدَّ الَيكَ طَرفُكَ}.

وبطبيعة الحال أنّ هذا لم يكن ادّعاءً فحسب، بل إنّه نفّذ وعده، إذ نقرأ في سياق الآية :

{فَلَمّا رَآهُ مُستَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّى}.

وهنا بحوث كثيرة :

من ذلك الذي كان عنده علمٌ من الكتاب؟ فالمعروف والمشهور أنّه كان وزير سليمان عليه السلام، (آصف بن برخيا) الذي يقال إنّه كان ابن اخته، وطبقاً لما ورد في الرواية في تفسير العياشي في جواب الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام ليحيى‏ بن الأكثم فإنّ‏ «آصف» كان وصي وخليفة سليمان عليه السلام، وكان نبيّاً، وكان سليمان عليه السلام يريد بهذا العمل تعريف العامة بمكانته ومنزلته، وإلّا فإنّه كان يمتلك القدرة على‏ هذا العمل من باب أولى‏ (1).

وقد احتمل البعض أيضاً أنّ هذا الشخص كان سليمان نفسه‏ (2)، إلّا أنه لا ينسجم وظاهر الآية.

واحتمل البعض أنّه كان رجلًا من بني اسرائيل، حيث يتعارض هذا مع التفسير الذي يقول إنّه كان آصف بن برخيا، لأنّه وحسب الظاهر كان من بني اسرائيل، على‏ أيّة حالٍ فالذي يحظى‏ باهتمامنا هنا ليس شخصاً بعينه، بل الغرض هو أنّ أحد اولياء اللَّه كانت له القدرة في التصرف في عالم التكوين وعالم الأسباب من خلال امتلاكة ل «علمٍ من الكتاب» أو معرفة الاسم الأعظم، أو أي ‏شي‏ء آخر، وأن ينقل عرش وملكة سبأ من اقصى‏ جنوب شبه الجزيرة العربية إلى‏ أقصى‏ شمالها خلال طرفة عين، ولا يخفى‏ أنّ هذا الأمر ممكنُ لسائر أولياء اللَّه لاسيّما والأنبياء والأئمّة المعصومين عليهم السلام.

وقد ورد في بعض الروايات عن الإمام الباقر عليه السلام :

«إنّ اسم اللَّه الأعظم على‏ ثلاثة وسبعين حرفاً وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى‏ تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً وحرف واحد عند اللَّه تعالى‏ استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه العلي العظيم» (3).

ونقل هذا المعنى‏ أيضاً في روايات اخرى‏ عن الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام وبعض أئمّة أهل البيت عليهم السلام.

ويستفاد بوضوح ممّا مرّ من الآيات أنّ الولاية التكوينية أمرّ ممكنُ وجدير بالقبول في نظر القرآن الكريم.

_____________________
(1) تفسير نور الثقلين، ج 4، ص 91، ح 77 كما نقل هذا المعنى‏ بصريح القول في تفسير الدر المنثور عن ابن عباس وآخرين بأنّ القائل كان آصف بن برخيا حيث كان الاسم الآخر له «اتمليخا»، (تفسير در المنثور، ج 5، ص 109).

(2) نقل هذا الاحتمال في تفسير الميزان، ج 15، ص 363 واشكَل عليه.

(3) اصول الكافي، ج 1 ص 230 استناداً إلى‏ نقل تفسير البرهان، ج 3، ص 203، ح 1.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .