أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-06-2015
8744
التاريخ: 22-10-2014
2612
التاريخ: 14-2-2016
9438
التاريخ: 10-12-2015
7877
|
مقا- جنب: أصلان متقاربان أحدهما الناحية و الآخر البعد. فأمّا الناحية فالجناب، يقال هذا من ذلك الجناب، أي الناحية، و قعد فلان جنبة، إذا اعتزل الناس، و من الباب الجنب للإنسان و غيره. و المجنب : الخير الكثير كأنّه الى جنب الإنسان. و جنبت الدابّة إذا قدتها الى جنبك، و كذلك جنبت الأسير، و سمّي الترس مجنبا لأنّه الى جنب الإنسان. و أمّا البعد : فالجنابة. و يقال إنّ الجنب الّذي يجامع أهله مشتقّ من هذا، لأنّه يبعد عمّا يقرب منه غيره من الصلاة و المسجد و غيرها. و ممّا شذّ عن الباب ريح الجنوب، يقال جنب القوم : أصابتهم ريح الجنوب، و أجنبوا:
دخلوا في الجنوب.
صحا- الجنب معروف، تقول قعدت على جنب فلان و الى جانب فلان، بمعنى. و الجنب: الناحية. { وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36]: صاحبك في السفر. {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36]:
جارك من قوم آخرين. و الجانب: الناحية، و كذلك الجنبة. و جانبه و تجانبه و تجنّبه و اجتنبه: كلّه بمعنى، و رجل أجنبيّ و أجنب و جنب و جانب: كلّه بمعنى، و جنبته الشيء و جنّبته: بمعنى أي تجنّبته عنه، { وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأصنام }، و الجناب:
الفناء و ما قرب من محلّه القوم، و الجمع أجنبة. و رجل جنب من الجنابة يستوفي فيه الواحد و الجمع و المؤنّث و المذكّر. و الجنوب: الريح الّذي يقابل الشمال.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الميل و التنحية، بمعنى جعل الشيء في جنبه و انصرافه عنه، و الجنب هو ما يلي الشيء من غير انفصال، أي الخارج الملاصق، كما أنّ الطرف هو منتهى الشيء داخلا فيه.
و هذا المعنى غير البعد و الازالة. و قريب من مفهوم النحي و الصرف و الميل.
فالجانب هو المستقرّ في جنب شيء أو ما وقع في الجنب، و الجنب صفة و كذلك الجنب و الجنب و الجنيب بمعنى المتّصف بوقوعه في جنب شيء. و الأجنب صيغة تفضيل.
و تفسيرها بالناحية و من أصابته الجنابة و الفناء و من بعدت صحبته و غيرها:
كلّها معاني مجازيّة، إلّا إذا كان قيد القرار في الجنب ملحوظا فيها.
و هكذا سائر مشتقّاتها الاسميّة و الفعليّة : فمعنى جنبه و جانبه و تجنّبه و تجانبه و اجتنبه: جعله في جنبه و صرفه عن نفسه و نحّاه، مضافا الى ما لوحظ في الصيغ من الخصوصيّات المختصّة بكلّ منها.
و الفرق بين التجنيب و التنحية : أنّ التنحية مطلق إمالة شيء و صرفه عن شيء، و أمّا التجنيب فهو التنحية و الجعل في الجنب (أي جانبه و يعبّر عنه بالفارسيّة- كنار).
{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35].
أي اجعلنا خارجين عن مسير عبادة الأصنام.
{ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا } [الزمر: 17].
أي جعلوا الطاغوت خارج مسيرهم و نحوها عن أنفسهم توجّها و عملا.
و الصيغة تدلّ على صدور الفعل بالطوع و الرغبة.
{وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} [الليل : 17].
أي يجعل الأتقى خارجا عن النار و ينحّى عنها، عوضا عن وقايته لنفسه في الدنيا.
{وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى} [الأعلى : 11].
أي يجعل الأشقى الذكرى المواجهة له، في جنب مسيره و خارجا عن محيط فكره و عمله. يقال جنّبته فتجنّب.
{ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ } [النساء: 36].
أي إحسانا بالجار ذي القربى ظاهرا و باطنا من جهة الحسب أو النسب أو الايمان، و بالجار الواقع بجنبك و له جوار ظاهريّ فقط، و بمن يصاحبك و هو في جنبك.
و ذكر الجنب في مقابل ذي القربى: إشارة الى أنّ حقّ الجوار كاف في الإحسان، سواء أضيف إليه حقّ القرابة أم لا. و المراد من الجنب من كان متّصفا بكونه خارجا عن برنامج المحسن معنى.
فحقّ الجوار المطلق يقتضي الإحسان سواء كان له قربى معنويّا أو لم يكن و سواء كان مسكينا أم لا، كما أنّ حقّ المصاحبة المطلقة كذلك.
واختلاف التعبير في جملتي- { الجار الْجُنُبِ }...- { الصّٰاحِبِ بِالْجَنْبِ } : يدلّ على اختلاف المعنى المراد، فانّ الجنب صفة للجار. أي الجار الّذي نحّي و ليس بذي قرب، و أمّا الجنب فهو اسم مكان، أي مصاحب هو في محلّ قريب منك.
وقد يطلق الجنب على الطرف اليمين أو اليسار من البدن: و هذا الإطلاق إمّا مجازا بعلاقة المجاورة، أو بلحاظ فرض البدن عبارة عن الروح و النفس أو قسمة ممتازة مركزيّة منه، حتّى يطلق على طرفيها الجنب، و هذا كأطلاق اليمين و التحت، يقال:
جنّة تجري من تحتها الأنهار، و كتبت بيميني، و كذلك الفوق، يقال: {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ } [إبراهيم : 26].
فيراد من الجنّة: محيط الأشجار الملتفّة، و من الأرض: الجهة الداخليّة المركزيّة منها، و من الإنسان: نفسه القائم بمركز البدن.
فقد استعمل بهذا المعنى في الآيات الكريمة:. {قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191]...، {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]...،. {دَعَانَا لِجَنْبِهِ} [يونس: 12]...،. {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} [الحج: 36].
و لا يخفى ما في التعبير و التبيين بهذه الكلمة في هذه الموارد من اللطف: حيث أشير بها الى حالة تنحّيهم و ميلهم الى الطبيعة و الاستراحة البدنيّة. و أمّا ثبوت الجنوب: فانّ الجنوب آخر ما يزول عنها الحركة و الجريان.
{ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ} [التوبة: 35].
قلنا في جبه: إنّ الجنوب في الإنسان فيها يظهر آثار قواه الطبيعيّة و علائقه الماديّة.
{عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56].
من أوامره و أحكامه و مظاهر عظمته و جلاله و جماله تكوينا و تشريعا، و هذا جنب اللّه تعالى.
و امّا الجنوب : فهو فعول من الجنب، هو مقابل الشمال، و يقع بيمين من يواجه الى المشرق، و اليمين جنب بانصراف الجنب الى اليمين، كما انّ الشمال يقع بيسار ذلك الشخص، و الدبور جهة الخلف له، و الصبا أمامه.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|