إذا صلى راكبا في شدة الخوف، جاز أن يصليها فرادى، والجماعة أفضل - وبه قال الشافعي(1) - لعموم الآية(2) والاخبار المرغبة في الجماعة(3). ولان كل ركوب لا يمنع من فعل الصلاة منفردا لا يمنع في الجماعة، كركوب السفينة. وقال  أبو حنيفة: لا تجوز الجماعة،  لأنهم إذا كانوا ركبانا، كان بينهم وبين الامام طريق، وهو مانع من صحة الجماعة(4).ونمنع من المانعية. سلمنا لكن يجوز أن يقوموا صفا مع الامام.

تذنيب: لو صلوا في حال الشدة غير مستقبلي القبلة، جاز إجماعا.

وهل يجوز أن يأتم بعضهم ببعض؟ إن جوزنا صلاة المستديرين حول الكعبة جماعة، جاز هنا - وبه قال الشافعي(5) - لان كل واحد يجوز له أن يصلي إلى جهته مع العلم بها، بخلاف من اختلف اجتهادهم.

______________

(1) المجموع 4: 433، حلية العلماء 2: 219، مغني المحتاج 1: 304.

(2) النساء: 102.

(3) أنظر: الكافي 3: 371 باب فضل صلاة الجماعة، والفقيه 1: 245 باب(56) الجماعة وفضلها، والتهذيب 3: 24 باب(2) فضل الجماعة.

(4) المبسوط للسرخسي 2: 48، بدائع الصنائع 1: 245، شرح فتح القدير 2: 67، المجموع 4: 433، حلية العلماء 2: 219، المغني 2: 270.

(5) المجموع 4: 426، فتح العزيز 4: 646، مغني المحتاج 1: 304.