المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



قصة حياة عُزير عليه السلام بعد موته  
  
2804   11:52 صباحاً   التاريخ: 4-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج5, ص158-160
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / مواضيع عامة في القصص القرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014 2022
التاريخ: 2023-02-09 1952
التاريخ: 9-10-2014 2125
التاريخ: 2023-03-16 901

تحدّث القرآن الكريم عن هذه القصّة العجيبة في أواخر سورة البقرة من خلال آية واحدة تعتبر في الواقع دليلًا تاريخياً لدحض ادّعاءات منكري المعاد ،  قال تعالى‏ : {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة  : 259] «1».

وتوجد هنا عدّة امور تحتاج إلى‏ الدقّة والتّأَمُّلِ :

1- من كان هذا الرجُل ؟ وأين تقع هذه القرية ؟ (يجب الالتفات إلى‏ أنّ المراد من القرية هنا التجمّع السكاني سواء أكان قرية أو مدينة).

فالقرآن لم يوضح ذلك ،  والمستفاد من سياقِ الآية أنّه رجلٌ أُوحيَ إليه ،  أيْ كان من أحد انبياء اللَّه لكنّ المفسّرين وبالاستناد إلى‏ الروايات الواردة في هذا المجال يذكرون اسمه بالتعيين ،  ففي كثير من الروايات وعبارات المفسرين ذُكر أن اسمه «عُزير» نبيّ بني اسرائيل المعروف ،  وذكر آخرون بأنّ اسمه «الخضر» وآخرون ،  قالوا إن اسمه «اشْعيا» «2».

وأياً كان فانّه لا يؤثر على‏ معنى‏ ومحتوى‏ الآية ،  أمّا ما احتمله البعض من أنّه كان رجلًا غير مؤمن وقد شك في أمر المعاد فإنّ هذا كلام مردود ،  لأنّ الآية تدلّ بجلاء على أنّ الوحي نزل على‏ هذا الرجل.

أمّا «القرية» فهي «بيت المقدس» طبقاً لما جاء في الروايات ،  وهذه الحادثة التي وقعت بعد هدم بيت المقدس على‏ يد «نبو خذ نصّر».

2- هل أنّ هذا الرجل المؤمن (أياً كان) قد مات حقاً أم ذهب في سباتٍ عميق؟ ظاهر الآية يدلّ على‏ أنّه مات حقاً وعاد إلى‏ الحياة مرّة اخرى‏ بإذن اللَّه بعد أن مضى‏ على موته مائة عام ،  وأكثر المفسرين يعتقدون بهذا الرأي ،  والبعضُ منهم فَسَّرَ «الموتَ» في هذه الآية بالنوم العميق المشابه للموت ،  كما هوَ الحال في نوم بعض الحيوانات التي تغط في سبات عميق في فصل الشتاء وتخرج من سباتها في فصل الربيع فتبدأ بالحركة.

وفي مثل هذا النوم تكون النشاطات الحيوية بطيئة إلى‏ حَدٍّ ما ويقلّ ما تحتاجه من طاقة بكثير عمّا كان عليه في حالاتها العادية ،  لكنّه لا يُطْفِي‏ءُ البصيصَ من الحياة على‏ أيّة حال.

وقد رجّح هذا الاحتمال (اي احتمال السبات) صاحب «المنار» و «المراغي» وصاحب «أعلام القرآن» حتى‏ أنّه ذكر في أعلام القرآن أنَّ المراد من «مائة عام» ليس من الضروري أن يكون مائة سنة! بل من المحتمل أن يراد منها مائة يوم أو مائة ساعة!!

إنّ بعض المثقفين الذين يصعب عليهم تصديق هذه الامور الخارقة للعادة ،  فإنّهم كلّما شاهدوا شيئاً من هذا القبيل سعوا للإتيان بالتبريرات والمغالطات بينما لا توجد أي ضرورة لهذا التكلّف أبداً.

إنّ القرآن المجيد والروايات الصحيحة وباختصار كل محتويات المذاهب السماوية مليئة بهذه الامور الخارقة للنواميس الطبيعية التي لا يمكن إنكارها ولا السعي في تبريرها ،  فإننا لو آمنّا بقدرة اللَّه تعالى‏ على‏ الإتيان بمثل هذه الخوارق لكان التصديق بمثل هذه الأمور أمراً يسيراً ،  وكل ما في الأمر أنْ نبتعد عن المبالغة ،  وعن تجاوز الحدود ،  وأَلّا ننسب كل امر إلى‏ الاعجاز أو خرق النواميس الطبيعية.

و حتّى‏ بالنسبة للعلماء الماديين ،  هُناك امور خارقة لا يمكن تفسيرها بالأساليب العلمية المعروفة فما هو الداعي لتحريف أيّة ظاهرة خارقة للعادة بمجرّد العجز عن كشف سرّها.

والقضية المذكورة ،  وبغض النظر عن الرجل المؤمن المذكور فيها والذي مات وبُعث من جديد وبغض النظر عن الهدف منها وهو الرغبة في تقديم مثال لأحياء الموتى يوم القيامة ،  تشير إلى‏ حماره أيضاً ،  وقد أخبر القرآن بأنّه قد مات وتلاشت عظامه ،  لأنّ الآية صريحة في ‏جمع العظام بإذن اللَّه وتغطيتها باللحم ثم نفخ الحياة فيها ،  فهل يجب تعليل كلّ ذلك؟

3- وأمّا ما يتعلق بالمدينة التي وقعت فيها تلك القصة فإنّ أغلب المفسرين يعتقدون بأنّها وقعت في بيت المقدس بعد أن هُدمت على يد «نبو خذ نصّر» وخُربت عن آخرها وقد عبّر عنها القرآن ب {خَاوِيَةٌ عَلَى‏ عُرُوشِهَا} أي بعد تهديم سقوفها وتخريب جدرانها ومساواتها بالأرض؟ وقيل هي قرية مجاورة لبيت المقدس.

أمّا ما يتعلق بحديث ذلك الرجل المؤمن مع نفسه فانّه لم يكن بسبب الإنكار ولا التعّجب والشك بل أراد أن يشاهد احياء الموتى‏ بأم عينيه كي يطمئن قلبه كما أراد إبراهيم عليه السلام ذلك في القصة التي سوف نذكرها عمّا قريب.

ومن الممكن أيضاً أن يكون طلبه هذا من أجل أن يقدم دليلًا مقنعاً للمنكرين والمشككين ،  لأنّه في بعض الأحيان لا تكفي الاستدلالات العقلية ولا حتى‏ نداء الفطرة والوجدان في اقناع بعض الناس ،  فهم يصّرون على مشاهدة النماذج الحيّة لكي يأخذ الاستدلال طابع الحس وتزول جميع الوساوس عن قلوبهم ونفوسهم.

4- وأمّا ما يتعلق بنوع طعامه وشرابه فإنّ القرآن لم يصِّرح بشي‏ء عنه ،  ولكن يظهر من جملة : {لَمْ يَتَسَنَّهْ} التي هي من مادّة «سَنَه» والتي يفهم منها عدم فساد الطعام والشراب على الرغم من مرور سنين طويلة انّهما كانا من الأغذية والأشربة التي لا تفسد بمرور الزمان ،  وقيل بأنّ الطعام الذي كان يحمله هو «التين» و «العنب» والشراب هو «عصير الفواكه» أو «الحليب».

والملاحظ هنا أنّ اللَّه تعالى‏ ومن أجل اظهار قدرته ،  حفظ المواد السريعة الفساد من التلف ،  بينما ترك حماره الذي يقاوم الفساد عادةً عرضةً للفساد ،  وبهذا أصبح دليلًا على المكوث مائة سنة ودليلًا آخر على‏ إمكان الحياة بعد الموت ،  وذلك من أجل أن يشاهد الرجل المؤمن تلك الحقيقة بامِّ عينيه في كلا الأمرين (وجود نفسه ووجود حماره بعد الموت).

5- عبارة : {وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ}  تدلّ على‏ أنّ الفائدة المرجوّة من هذه الحادثة لا تختص بذلك الرجل المؤمن لوحده ،  بل لتكون عبرة نافعة لجميع الناس ،  لأنّ الناس قد عرفوا «عُزير عليه السلام» بالقرائن المختلفة ،  وتيقنوا من أنّه قد مات وبُعث ثانية بعد مرور مائة عام على‏ موته ،  فإن كان الجيل المعاصر لحياة عزير قد مات وفنى‏ فإنَّ الجيل الجديد عرفوا حقيقة الأمر بواسطة المعلومات التي حصلوا عليها من آبائهم.

_______________________
(1) جملة (أو كالّذي مَرّ ...) طبقاً لتصريح كثير من المفسرين هي عطف على‏ الآية التي قبلها «الم تر إلى‏ الذي حاجَّ إبراهيم ...» بناءً على‏ هذا يكون معنى‏ هذه الجملة كالتالي «الَم ترَ إلى‏ الذي مَرّ على‏ قريةٍ ...».

(2) تفاسير البرهان؛ نور الثقلين؛ مجمع البيان؛ روح المعاني؛ روح البيان؛ والكبير والقرطبي في ذيل الآية مورد البحث.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .