المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Square Root Algorithms
4-9-2019
أسأل الله من فضله
25-8-2017
النظرية الهندسية واساسيات تصميم البلاطات اللاحقة الشد
19-1-2023
How Is a Gene Turned On
9-6-2021
علي شريك الخير يوم القيامة
29-01-2015
بلانك يتفادى المشكلة أو يطلق أول رصاصة على الميكانيكا الكلاسيكية
2023-10-14


تنزيه نبي الله نوح عليه السلام  
  
2361   10:57 صباحاً   التاريخ: 4-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج7 , ص88-89
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي نوح وقومه /

تقرأ في قصّة نوح عليه السلام : أنّه حينما بدأ الطوفان بسبب الأمطار الغزيرة المنهمرة من السماء، والمياه المتدفّقة من باطن الأرض، لم تمض مدّة طويلة حتّى أحاط الماء بكلّ مكان، وأنّ نوحاً وأصحابه ركبوا السفينة، وتعرّض إبنه للغرق لتمرّده على أمر أبيه، وعدم إيمانه الذي يعدّ شرطاً لركوب السفينة، فنظر نوح إلى‏ السماء وقال : {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ} (هود/ 45).

أي قد وعدتني بإنقاذ أهلي، فعاتب اللَّه سبحانه نوح على الفور بخطاب قال فيه : {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهلِكَ} (هود/ 46).

فَلِمَ تطلب ما ليس لك به علم؟! فاعتذر نوح وقال : {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (هود/ 47).

في هذه الآية يعتذر نوح عليه السلام عن طلبه ما ليس له به علم، ويطلب من اللَّه تعالى العفو والرحمة والمغفرة، كما ويقول أيضاً : إن لم تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين.

السؤال هو : كيف تتلاءم هذه المواضيع الثلاثة ومقام عصمة الأنبياء؟

الجواب : يجب أوّلًا التدقيق في نوع الخطأ الذي ارتكبه نوح؟ هل كان ذنباً، أم تصرّفاً في حدّ ترك الأولى؟ طبعاً كان اللَّه تعالى قد حذّر نوحاً من مغبّة الشفاعة للظالمين (المشركين) لأنّهم مغرقون، قال تعالى : {وَلَا تُخَاطِبْنِي فِى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} (هود/ 37).

ولكن هل أنّ نوحاً كان يعلم بأنّ ابنه من زمرة الكفّار؟، إذ من الممكن وكما احتمله بعض المفسّرين أنّ الولد كان يخفي حاله عن أبيه، وما أكثر اولئك الأبناء الذين نسمع عنهم أو نراهم يتظاهرون أمام آبائهم بالصلاح، في حين ينتهجون نهجاً آخر في غيابهم.

مضافاً إلى‏ ذلك، وطبقاً للآية {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} (هود/ 40) «1».

فقد كان نوح يتصوّر أنّ إبنه سيكون من أهل النجاة، إعتماداً على الوعد الإلهي، ولذا طلب من اللَّه تعالى ذلك في الآيات مورد البحث : {وَنَادَى‏ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِى مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} (هود/ 45).

في هذه الحادثة لا نشاهد أي مصداق للذنب والمعصية من نوح سوى ترك الأولى، إذ كان ينبغي عليه أن يتحقّق أكثر في حال ولده قبل أن يطلب من اللَّه تعالى نجاته، كما أنّ تعبير نوح بالنسبة لولده حين ناداه وقال له : {يَا بُنَىَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} (هود/ 42) ولم يقل (من الكافرين) قرينة على أنّ نوحاً لم يكن يعتبر ولده من الكافرين بل معهم.

كما قال البعض أيضاً : إنّ نوحاً كان يعلم بكفر إبنه، لكن حبّه الشديد له (بالإضافة إلى‏ حالة الإضطراب التي أحاطت به عند حدوث الطوفان، والتي كانت تفوق العادة) كان السبب وراء تجاهل نوح لوضع إبنه ولو مؤقتاً للجوء إلى‏ اللَّه تعالى لإنقاذه، لكنّه انتبه بعد الإنذار الإلهي واعتذر لتركه الأولى.

______________________
(1) يمكن أن يكون هذا التعبير إشارة إلى‏ الآية 37 من نفس سورة هود «عدّة آيات قبل الآية مورد البحث» حيث يقول تعالى : {وَلَا تُخَاطِبْنِي فِى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} وأنّ واحداً من أجلى مصاديقها يتحقق في زوجة نوح التي التحقت بالكفّار وأنّ نوحاً بدوره لم يتعرّض للحديث عن نجاتها أبداً.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .