أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
2472
التاريخ: 9/10/2022
1600
التاريخ: 2023-08-22
1479
التاريخ: 26/11/2022
1341
|
هناك حبلًا ممتداً من أعماق قلب كل إنسان متصلًا باللَّه عزّوجل ، فتنطلق في روضةِ روح كلِ انسانٍ انشودةٌ تعبر عن هذا الإرتباط ، ولهذا السبب ، ونظراً لكثرة النفوس الإنسانية ، فإنّ الطرق إلى اللَّه لا حصر لها ، ولكلّ إنسان نوع خاص به من الإدراك والشعور بالنسبة للَّه سبحانه وتعالى.
ولكن مع كل هذه الاختلافات فإنّ وجهة الجميع واحدة ، العالم بأسره منقاد له ، وينمو في أعماقِ روحِ كلِ إنسانٍ برعم من معرفة ذاته وصفاته ، وتُزهر في قلب كل إنسانٍ زهرةٌ من أزهار معرفته.
ويرتفع دائماً من «الوادي الأيمن» نداءُ { إِنِّي أَنَا رَبُّكَ } [طه : 12] ويدعو الفطرة السوية الكامنة في كل النفوس الإنسانية إليه بصوت : {فَاخْلَع نَعْليكَ إِنَّكَ بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوى} (طه/ 12). يأمر الجميع بأن يسيروا بكل خضوع وخشوع واحترام وحذر شديد في الوادي المقدّس.
ويوصي جميع بني آدم بأن يعملوا بوصيته مثلما عملت مريم عليها السلام عندما أوصاها بقوله:
{وَهزّي اليكِ بِجذْعِ النَّخْلةِ} (مريم/ 25).
فيهزّون الأغصان المثمرة لشجرة التوحيد لتتساقط عليهم ثمرات الإيمان والمعرفة الطيبة.
وأن لا يخشون أبداً من نيران شرك النمروديين ، وأن يكونوا إبراهيميين فيدخلونها بكل اطمئنان وهدوء ليطفئوا نيران الشرك المحرقة ويحيلونها إلى روضة للتوحيد.
وأن يركبوا في سفينة المعرفة المنجية كما ركبها نوح ، ليُغرق كل الذين يدعون ويلهجون بغيره- حتّى الكنعانيين منهم-. وأن ينهالوا بالضرب على رأس «السامري» دون وجل ، ويحرقوا بنار غضبهم المقدّسة عِجله الذهبي المنمَّق الذي يتسبب في جذب قلوب المتعلّقين بالدنيا ومحبّي الثروة واكتناز الذهب وينثروا رماده في بحر الفناء!
أجل فإنّ سالكي هذا الطريق يكرّرون ما قام به الأنبياء المرسلون في سيرهم الظاهري في هذا العالم من خلال سيرهم الباطني للوصول إلى الهدف والمراد وهو «معرفة اللَّه».
وفي نهاية المطاف يلبّون النداء الروحي لنبي الإسلام صلى الله عليه و آله : «قولوا لا إله إلّا اللَّه تفلحوا» ، فيقتربون من أعلى مقامات الفلاح والفوز من خلال ترديدهم لنغمة التوحيد الروحية السامية بجميع أجزاء وجودهم «حتّى الوريد والشريان».
فيخرجون بهذا السير والسلوك الإلهي من «دار الطبيعة» ليجدوا طريقهم إلى «دار الحقيقة» ومقام القرب الإلهي.
ولكن النقطة المهمّة تكمن في أنّ هذا الطريق يمتاز بكثرة المنحدرات والمرتفعات والمنعطفات التي تكمن في مسالكها شياطين الجنّ والإنس ، الذين يبذلون الجهد الجهيد و «بزخرف القول» لحرف سالكي هذا الطريق عن مسيرتهم لأنّ إمامهم وزعيمهم إبليس أقسم بعزّة اللَّه وجلاله منذ البدء لإغواء بني آدم ، ولعلمه بأنّه «رجيم» ومطرود من حضرته ، فانّه يدعو الآخرين لاتباعه والاصطباغ بصبغته.
إنّ «الوسواس الخنّاس» هي صفة للشياطين الذين يضعون النقاب على وجوههم ، كالغول الاسطوري في قصص العرب ، يسيرون عدّة أيّام في جادة الصواب ، وبعد أن يجذبوا مجموعة من الناس إلى صفوفهم ، ينحرفون عن الصراط المستقيم ، ويلقون بهم في الأودية السحيقة «للضالين» و «المغضوب عليهم».
إذن ماذا ينبغي القيام به؟
وأين طريق النجاة؟
يا ترى ، هل يمكن طي هذا الطريق بواسطة العقل المجرّد ، على الرغم من أنّ العقل يعد وسيلة من الوسائل التي وهبها اللَّه تعالى للإنسان فهو نور من الأنوار الإلهيّة؟!
أم يجب ركوب أجنحة الوحي والصعود إلى سماء المعرفة ، فنتجاوز ضوء الشمع والمصباح ، ونمدُ أيدينا نحو الشمس المتلألئة ، فنستمد العون من نورها للوصول إليه ، لنحصل على الدليل من ذاته على ذاته؟
حيث إنّ مضمون حديث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : «مَنِ ابتَغى العِلْمَ في غيره (غير القرآن) أَضَلَّهُ اللَّه» «1» ، ينصّ على ذلك ، وهل يوجد غيره ، يعرفه حقّ معرفته ليتمكّن من تعريفه للآخرين؟
_____________________
(1) بحار الأنوار ، ج 89 ، ص 27.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|