أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-11-2015
2037
التاريخ: 20-10-2015
1405
التاريخ: 2-12-2015
1379
التاريخ: 20-10-2015
1508
|
موسى بن شاكر (وبنوه الثلاثة)
لم تحمل المصادر الينا تاريخ ولادة موسى بن شاكر وكذلك نشأته وتلقيه العلم في بغداد، وكل الذي عرف عن هذه الاسرة ان الاب موسى كان في زمن الخليفة العباسي المأمون في القرن الثالث الهجري، وانه كان يتولى للخليفة الاهتمام بشؤون الفلك في بلاطه وذلك في حدود سنة 198 – 218 هـ وفي بغداد برز موسى ابن شاكر وابناؤه محمد وأحمد وحسن في علوم الرياضيات والهندسة والميكانيكا، ولذلك انتدبه المأمون في بعثة الى منطقة سنجار (من أقضية العراق). لقياس المسافة التي تقابل درجة في خط الطول – هذا يكافئ قياس محيط الارض اذا قدرت هذه المسافة بـ 360. وفي سنجار وبعد حساب طويل مضن ودقيق توصلت بعثة موسى الى ان المسافة تساوي 2/663 ميلا عربيا (الميل العربي يساوي 2, 11973 مترا)، وهذا يعادل 356 , 47 كيلو متر لمدار الارض. هذه النتيجة قريبة من الرقم الصحيح، لان مدار الارض الفعلي يعادل 000 . 40 كيلو متر على التقريب، ولهذا يعزي الى بني موسى بن شاكر القول بالجاذبية العمودية بين الاجرام السماوية، وهي التي تربط كواكب السماء بعضها ببعض ويجعل الأجسام تقع على الارض. وقد كلفهم المأمون بقياس محيط الارض، وقد قدروه – كما اسلفنا – بنحو أربعة وعشرون الف ميل، واختاروا لذلك مكانا منبسطا في صحراء سنجار، ونصبوا آلاتهم وقاسموا الارتفاعات والميل والافق، وعلموا ان كل درجة من درجات الفلك يقابلها 2/663 ميل، وقد توافق هذا الحساب مع ما عملوه في ارض الكوفة. وقياس العرب هذا هو أول قياس حقيقي اجري مباشرة مع كل ما اقتضته تلك المساحة من المدة الطويلة والمشقة.
توفى موسى بن شاكر عن سن مبكرة وكان اولاده الثلاثة ما زالوا اطفالا، ولحسن مكانتهم عند الخليفة تبعا لدرجة ابيهم عنده فقد رعاهم المأمون وعلمهم واحسن اليهم، حتى ان كبير اخوته المدعو "محمد" اصبح ذا مكانة وشان كبير في السياسة، وحل محل ابيه موسى عند الخليفة المأمون، ورغم اشتغاله في السياسة في بلاط المأمون، الا انه كان عالما فلكيا ورياضيا من الدرجة الاولى، ولهذا اهتم بالأرصاد الجوية والانشاءات الميكانيكية. ويذكر ان المأمون اوكل امر العناية لهم الى اسحاق بن إبراهيم المصعبي حاكم بغداد، حتى اذا ما شبوا دفع الى يحيى بن منصور رئيس بيت الحكمة، وكان من كبار المنجمين، ففتحت امام الثلاثة في تلك الدار كل انواع المعرفة والعلوم ورسائل التعليم والاستفادة حتى برزوا في علم الفلك والرياضيات والميكانيكا والهندسة والموسيقى والطب والحكمة والفلسفة.
وكان موسى بن شاكر وأولاده مرصدا كبيرا على طرف جسر بغداد، فكانت ارصادهم مرجعا لمن جاء بعدهم من علماء المسلمين وغيرهم. فهم وضعوا طريقة البحث وكانوا الوحيدين في زمنهم وتركوا المجال لغيرهم من العلماء ان يتحققوا من صحة قياساتهم. كما ترجموا عن اليونانية الكثير من الكتب الرياضية والفلك.
وألف بنوا موسى في علم الحيل كتاب " حيل بني موسى " ويتضمن كتابهم هذا مائة تركيب ميكانيكي، كما كتبوا في علم الاثقال، وقد يكون كتابهم الاول الذي يبحث في الميكانيكا. وهو من أحسن الكتب وامتعها.
وقد اكتشف بنو موسى طريقة مبتكرة لرسم الشكل الاهليجي، وذلك بغرس ابرتين في نقطتين، ثم اخذ خيط اكثر من ضعف بعدي هاتين النقطتين، ثم ربط هذا الخيط من طرفيه ووضع حول الابرتين وأولج فيه قلم رصاص، وعند ادارة القلم يتكون الشكل الاهليجي، وتسمى النقطتان "محترقي" الاهليجي او "بؤرتيه".
وكان بنو موسى قد شرحوا صعود مياه الفرات والعيون الى أعلى، وكيفية ترشيح الابار من الجوانب، وبينوا كيفية صعود المياه الى الاماكن العالية في القلاع ورؤوس المنارات، وطبقوا نظرياتهم على حاجاتهم اليومية في القلاع المرتفعة، وكان علم السوائل عندهم من فروع الحيل.
لقد قام بنو موسى بحسابات فاقت ما وصل اليه بطليموس وفلكيو العصر المروزي، حتى ان البيروني صرح بعد مائة وخمسين عاما : "اني ارى ان بوسع المرء ان يعتمد على ما قام به ابناء موسى من أبحاث...".
محمد بن موسى بن شاكر
وهو الابن الأكبر لموسى، قضى الشطر الأكبر من وقته في دراسة وتطوير علم الفلك والرياضيات وعلم طبقات الجو، بالإضافة الى اسهامه في علم الحيل الذي كان من اختصاص أخيه محمد. وقد عرف محمد بسعة اطلاعه وتبحره في معظم فروع المعرفة ولهذا كان يلقب بحكم بني موسى. قيل انه برز في علم الفلك والرياضيات والفلسفة والطب، بينما نبغ أخوه احمد في علم الميكانيكا، وشهر الحسن في علم الهندسة. وكان الاخوة الثلاثة بعد عملهم في دار الرصد المأمونية في الشماسية في أعلى بغداد قد انشئوا مرصدا خاصا بهم في دارهم التي اقاموها عند باب الطاق في جانب الرصافة في بغداد. تقول زيغريد هونكه في "شمس العرب تسطع على الغرب " : "لم يكن محمد علما وفلكيا ورياضيا طويل الباع فحسب، بل كان أيضا ممن انصرفوا الى تعاطي الفلسفة وخصوصا في المنطق، ووضع كتابا في الاسباب الأولى لوجود العالم، كما اهتم بعلم طبقات الجو، وذيل كتابه ببعض الملاحظات، بل تعدى هذا كله فاهتم بالإنشاءات الميكانيكية، وهو موضوع كان من اختصاص أخيه أحمد، وكتب بالتفصيل عن القدماء حول الميزان السريع".
احمد بن موسى بن شاكر
وهو أوسط ابناء موسى بن شاكر. كان ميالا الى الأعمال التطبيقية والآلات الميكانيكية المتحركة. وقد بنى احمد مع أخيه محمد ساعة نحاسية كبيرة الحجم استفاد منها علماء عصره. تقول زيغريد في الكتاب المذكور نفسه : ان احمد بن موسى بن شاكر تفنن في الهندسة الميكانيكية، فاخترع تركيبا ميكانيكيا يسمح للأوعية ان تملئ تلقائيا مكا فرغت، والقناديل ترتفع فيها الفضائل تلقائيا أيضا كما اتت النار على جزء منها ويصب فيها الزيت تلقائيا ولا تنطفئ عند هبوب الريح عليها. كما ابتكر آلة ميكانيكية للزراعة والفلاحة تحدث صوتا بصورة تلقائية كلما ارتفع الماء الى حد معين في الحقل عند سقيه. واخترع عددا كبيرا من النافورات التي تظهر صورا عديدة للمياه الصاعدة. والملفت ان نظريات احمد بن موسى لا زالت مستخدمة عند تصميم النافورات الحديثة، وفي كتاب "المراصد الفلكية ببغداد" يقول معروف ناجي : "في مرصد سامراء رأيت آلة بناها الاخوان محمد واحمد ابنا موسى، وهي ذات شكل دائري تحصل صور النجوم ورموز الحيوانات في سطحها، وتديرها قوة مائية، وكلما غاب نجم في قبة السماء اختفت صورته في اللحظة ذاتها في الالة، واذا ظهر في قبة السماء ظهرت صورته في الخط الافقي من الالة" . ويبدو ان احمد بن موسى كان له السبق بين اخويه ومعاصريه في صنع الآلات المنزلية ولعب الاطفال وبعض الآلات المتحركة مثل الرافعات المبنية على قواعد ميكانيكية والتي تستعمل لجر الاثقال او رفعها او وزنها.
الحسن بن موسى بن شاكر
نابغة عصره في علم الهندسة، حل بعض المسائل التي كانت مستعصية على علماء معاصرين له، حتى سمت شهرته وعلت درجته عند المأمون فقربه واعتبره أحد علمائه الكبار في حقل الهندسة. الف في قطع المستديرات. بقي مرجعا لعلماء اوروبا في الاشكال الاهليجية، تقول زيغريد هونكه في "شمس العرب تسطع على الغرب" في سوق رواية شيقة عن الحسن : ان احد العلماء المتخصصين في حقل الرياضيات والمعاصرين للحسن بن موسى اتهمه بالإهمال امام الخليفة المأمون، وذلك بقوله : ان الحسن بن موسى لم يدرس أي ستة كتب من كتب اقليدس. فتعجب المأمون من هذا الخبر وتساءل عن صحة هذا النبأ. فرد الحسن بن موسى على تساؤلات المأمون : والله ، لو اردت ان اكذب لقلت اتهاماته كاذبة، ولوضعته امام تجربة حاسمة، ذلك انه لم يسألني عن واحدة من مسائل الكتب التي لم اقرأها، ولو انه فعل، لكنت حللتها بسرعة البرق وأخبرته النتائج، ثم ان جهلي لهذه الكتب لا يعوقني امام الصعوبات، فهذه الاشياء هيئة بالقياس الى مهما صعبت.
اهتم بنو موسى بن شاكر، بعدما فتحت امامهم ابواب بين الحكمة، بترجمة كتب الفلك والميكانيكا من لغتها الاصلية الى اللغة العربية، مما دفع المأمون الى ان يسند اليهم الاشراف على قسم الترجمة في هذا البيت، فصاروا يختارون الكتب والمؤلفين الذي تجدر ترجمة كتبهم، ووقع اختيارهم على المترجمين امثال حنين بن اسحاق وثابت بن قرة. والجدير بالذكر ان اخاهم الأكبر محمدا كان ينتقل في البلاد سعيا وراء جمع المخطوطات والكتب النادرة، وخصوصا ما هو منها في علم الميكانيكا والفلك والرياضيات والفلسفة والطب والصيدلة. ويقال انه ذهب الى اليونان ليتمكن من الحصول على المخطوطات العلمية التي تبحث في هذه الموضوعات، ويقال أيضا ان ابناء موسى طوروا في قانون هيرون لإيجاد مساحة المثلث اذا علم طول كل من اضلاعه.
جاء في طبقات لصاعد الاندلسي ان محمدا واحمد والحسن ابناء موسى بن شاكر برزوا بصفة عامة باشتغالهم في علم الحيل "الميكانيكا" ، الى جانب شهرتهم في الفلك والرياضيات والهندسة، فبرهنوا على مقدرة فائقة النظير في حقل التكنولوجيا المتطورة.
مؤلفات بني موسى بن شاكر
تنوعت مؤلفات ابناء موسى بين الهندسة والمساحة والمخروطات والفلك وعلم الحيل والرياضيات :
وانفرد محمد بن موسى بالكتاب التالية :
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|