تُعرف الحساسية الدوائية أو الأرجِيَّة الدوائية Drug Allergy)) وفقًا لمنظمة الصحة العالمية على أنها تفاعل فرط التحسُّس نحو الدَّواء (Drug Hypersensitivity Reactions) بوساطة مناعية، حيث يمكن لأي دواء سواء أكان كيميائيا، أو عشبيا أن يسبب الحساسية الدوائية. كما تُعد الحساسية الدوائية أحد أنواع التفاعلات الدوائية الضارة التي يرتبط حدوثها بآلية مرضية مناعية يمكن أن تحدث لأي عامل خارجي أو دواء آمن وفعال، على سبيل المثال، تستعمل البنسلينات، وهي مجموعة مضادات حيوية شائعة لمعالجة العداوى الجرثومية، وتُعدّ فعالة وآمنة وهامشها العلاجي كبير (المجال العلاجي للدواء Therapeutic Window ).

إن الحساسية أو الأَرَجِيَّة هي رد فعل مفرط للجسم يؤدي إلى استجابة التهابية عندما يتلامس الشخص مع بعض المواد أو المؤَرّجات، وعادة ما تكون المواد المسببة للحساسية مواد غير ضارة وتشمل الأشياء التي يحيط بها الناس كل يوم مثل: عث الغبار، وحبوب الطلع، ووبر الحيوانات الأليفة، والطعام، ولدغ الحشرات وتسبب هذه المواد تفاعلات أرجيّة (Allergic Reactions) فقط لدى الأشخاص الذين لديهم فرط التحسس تجاهها. يمكن أن تحدث الأَرْجِيّة (فرط التحسس للمُسْتَضِد) التي تُعرف أيضًا بفرط التَّحَسُّس (Hypersensitivity) عندما يفرط الجهاز المناعي بالنشاط ويطور استجابة للمواد الموجودة في البيئة. وعندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه أحد مسببات الحساسية تظهر الأعراض في المكان الذي تدخل فيه المادة المسببة للحساسية أو تلامس الجسم عادةً تكون في الأنف أو الرئتين، أو الحلق، أو الجلد.

 صورة توضح بعض مسببات الحساسية

بما أن الحساسية الدوائية تُعدُّ أحد أنواع التفاعلات الدوائية الضارة، فمن الضرورة التعريف الموجز بالتفاعلات الدوائية الضارة قبل الاستفاضة بالحديث عن الحساسية الدوائية. عرفت منظمة الصحة العالمية التفاعلات الدوائية الضارة على أنها تأثيرات ضارة في جسم الإنسان تحدث عند استخدام الأدوية بجرعاتها العلاجية. فعلى سبيل المثال: الأسبرين بجرعاته العلاجية الصغيرة 81 ملي جرام وهو من أهم الأدوية المستعملة للوقاية من تجلط الدم عند مرضى القلب يمكن أن تسبب جرعاته العلاجية تهيجا وتخريشًا مَعِديًا وقد يشتكي بعض المرضى حدوث أعراض قرحة هضمية.