6 ـ مداخل التدقيق في ظل الأنظمة الحاسوبية 

 بناءً على ما تم ذكره في الاستراتيجيات الثلاث أعلاه فان المدقق قد يقوم باتباع إحدى ثلاث طرق عند تدقيق الأنظمة الحاسوبية، التدقيق حول الحاسوب أو من خلال الحاسوب أو باستخدام الحاسوب، وفيما يلي بيان لهذه الطرق:

1.6 أولاً: التدقيق حول الحاسوب Auditing Around the Computer

يقوم هذا المدخل على اهتمام المدقق بالمدخلات والمخرجات وعدم الاهتمام بما يجري داخل الحاسوب من عمليات تشغيلية، بافتراض أن الأمور الرقابية العامة تساعد في ضبط المدخلات والمخرجات ينظر المدقق في هذا المدخل الى جهاز الحاسوب كصندوق أسود Black Box، ويقوم بالتركيز على المدخلات والمخرجات كما في تدقيق الأنظمة اليدوية. فيقوم المدقق بالتحقق من المدخلات كما في النظام اليدوي بالرجوع إلى المستندات الأصلية والتحقق من صحتها ودقتها ومدى توفر الشروط القانونية فيها وتوفر التفويض المناسب بإعدادها وإدخالها إلى الحاسوب، ثم يقوم المدقق بالتحقق من المخرجات ومقارنتها مع المدخلات والتحقق من انسجام المخرجات مع المدخلات. وعند استخدام هذا المدخل لا بد من توفر بعض الشروط مثل توفر المستندات الخاصة بالمدخلات والمخرجات في الوقت المناسب وبالكمية الكافية والتفصيل الذي يفي بغرض التدقيق وأن يتم الاحتفاظ بها لفترة كافية من الزمن لغايات الرجوع اليها واستخدامها. ويمتاز هذا المدخل بسهولته وقلة تكاليفه وعدم حاجته للخبرات والمهارات المتخصصة في الأنظمة الحاسوبية، وعدم الاعتماد على بيانات افتراضية في عملية التدقيق ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن هذا المدخل أصبح قليل الاستخدام في الوقت الحالي بسبب الأنظمة المعقدة التي هي بحاجة إلى خبرات في مجال الحاسوب وبحاجة إلى التحقق من صحة التشغيل، بالاضافة إلى أن هذا المدخل يعتبر مكلفاً للعميل وأنه يضيع على المدقق فوائد استخدام الحاسوب في تنفيذ الاختبارات والذي يساعد في تحسين كفاءة وفاعلية عملية التدقيق.

2.6 ثانياً: التدقيق من خلال الحاسوب Auditing Through the Computer

في كثير من الحالات يجد المدقق بأنه لا يمكن الاكتفاء بالتدقيق حول الحاسوب وأنه لا  بد من الاهتمام بالرقابة الداخلية داخل الأجهزة، ولذلك لا بد من تدقيق المدخلات والمخرجات بالاضافة لعملية التشغيل، وبشكل عام فان قيام المدقق بالتدقيق من خلال الحاسوب يصبح ضروري بسبب الأمور التالية:

1 جزء مهم من الرقابة الداخلية موجود في برنامج الحاسوب.

2- وجود الفجوات ذات الأهمية في مسار المراجعة المرئي.

3 ـ حجم التعامل الكبير وحجم السجلات الكبير الذي يجعل عملية الاختبار بمدخل حول الحاسوب غير عملي.

وعند قيام المدقق باستخدام هذا المدخل فإنه يستخدم ما يسمى الطرق المساعدة باستخدام الحاسوب ((Computer Assisted Audit Techniques AAs وهي مجموعة من الطرق التي تزود المدقق بوسائل فعالة في اختبار رقابات تطبيقات الحاسوب، وهي بحاجة الى معرفة ومهارة خاصة، وهناك احتمالية تعرض النظام للعطل في الوقت الذي يكون المدقق يستخدم فيه الأجهزة في عملية الاختبار. ومن هذه الطرق التي يستخدمها المدقق ما يسمى المحاكاة الموازية والبيانات  الاختبارية ونموذج التدقيق المندمج مع نظام العميل وشبكة الاختبارات المتكاملة، وفيما يلي توضيح لهذه الطرق:

1.2.6 أولاً: المحاكاة المتوازية Parallel Simulation

وفي هذه الطريقة يقوم المدقق بمعالجة بيانات الشركة الفعلية باستخدام برامج مشابهة لتلك التي يستخدمها العميل، ويقوم المدقق باستخدام هذا الأسلوب عدة مرات خلال السنة تحت التدقيق. هذه الطريقة غالبا ما تستخدم في الاختبارات الجوهرية مثل عمليات الاحتساب

مزايا هذا المدخل:

1- بسبب استخدام البيانات الحقيقية، يستطيع المدقق التحقق من العمليات عن طريق تتبع المستندات الأصلية.

2- يمكن زيادة حجم العينة بشكل كبير دون تحمل تكاليف كبيرة.

3- يستطيع المدقق إدارة الاختبارات بشكل مستقل.

لكن على المدقق عند استخدام هذا الأسلوب أن يتوخى الحذر أكثر في اختيار البيانات المستخدمة في المحاكاة لتمثيل البيانات المالية الحقيقية للعميل.

2.2.6 ثانياً: البيانات الاختبارية Test Data

باستخدام هذا المدخل يقوم المدقق باختبار عمليات حقيقية ووهمية يقوم هو بإعدادها ومن ثم يقوم بمعالجتها باستخدام برامج حاسوب العميل الهدف من هذا المدخل هو تحديد ما إذا كانت برامج الحاسب الإلكتروني لدى العمل يمكنها أن تشغل العمليات المالية الحقيقية والوهمية. وللتحقق من ذلك يقوم المدقق بإدخال أنواع مختلفة من العمليات المالية في برنامج العميل تحت إشرافه، حيث يتم تحديد ما إذا كانت برامج الحاسب الإلكتروني لدى العميل ستعالج الأنواع المختلفة من البيانات بالشكل الصحيح وكما هو مبرمج لها.

وهذه الطريقة غالباً ما تستخدم في اختبارات الرقابة والاختبارات الأساسية للعمليات. وعند استخدام هذه الطريقة على المدقق التأكد من تحقق الأمور التالية:

1- أن البيانات الاختبارية تشمل جميع الحالات التي ينوي المدقق اختبارها، وذلك باستخدام بيانات حقيقية ووهمية.

2- أن الاختبارات تنفذ على البرامج التي يستخدمها العميل خلال السنة ككل وليس فقط في نهاية السنة، وذلك لأن العميل قد يقوم بإدخال تعديلات على البرامج وبالتالي لا بد من اختبار هذه البرامج قبل وبعد التعديلات.

3- التأكد من إلغاء جميع البيانات الاختبارية بعد الانتهاء من عملية الاختبار.

3.2.6 ثالثاً: نموذج التدقيق المندمج مع نظام العميل Embedded Audit

Module Approach

هذا المدخل يتطلب إيجاد نظم فرعية صغيرة داخل نظام الحاسوب عن طريق قيام المدقق بإنشاء ملفات صورية وإضافتها إلى ملفات العميل الموجودة، تهدف إلى استقطاب العمليات أو الأرصدة التي تحقق شروط معينة أو تتصف بصفة معينة، مثلاً ملف خاص يحول إليه كافة الأرصدة التي تتجاوز حد معين بحيث يقوم المدقق بعد ذلك باختبارها، وقد يكون هذا الملف يستقطب العمليات الشاذة. لذلك عادة ما تستخدم هذه الطريقة لتحديد العمليات غير العادية خلال الاختبارات الأساسية. إن هذه الطريقة تمكن المدقق من المتابعة الدائمة لعمليات العميل لأن هذا النموذج يكون موجوداً باستمرار، وهذا ما يميز هذه الطريقة عن طريقة البيانات الإختبارية والمحاكاة الموازية.

4.2.6 رابعاً: شبكة الاختبارات المتكاملة Integrated Test Facility

يعتبر هذا النموذج امتداداً للأساليب السابقة حيث يعتمد هذا الأسلوب على أساس افتراض المدقق لوحدة اقتصادية غير حقيقية كاملة ويقوم بمعالجة بياناتها باستخدام برامج العميل، والاختلاف هنا عن الطرق السابقة أن هذه الوحدة متكاملة ولا تقتصر على بعض العمليات. وهنالك مجموعة من الأساليب الأخرى المستخدمة في مدخل التدقيق خلال الحاسوب تشمل قيام المدقق بوضع مؤشر أو علامة على عمليات مختارة Tagging Transactions بحيث يتم استخدام هذه الاشارة كمرجع يمكن المدقق من تتبع هذا الصنف من العمليات من خلال النظام. وكذلك قد يستخدم المدقق ما يسمى Audit log وهو سجل لنشاطات معالجة محددة، بحيث يتم تسجيل الأحداث التي تقابل شروط معينة يضعها المدقق.