أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2015
1340
التاريخ: 27-11-2015
1422
التاريخ: 27-11-2015
2043
التاريخ: 30-11-2015
2152
|
قوله تعالى {لٰا تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ وهُو يُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ} [الأنعام : 103] .
تمدح سبحانه بالإجماع وبما يقتضيه سياق الآية بنفي إدراك الأبصار الذي هو رؤيتها .
وهذا التمدح راجع إلى ذاته لأن الإدراك ليس بمعنى فيتمدح بأن لا يفعله على سبيل التفضيل وكل ما تمدح بنفيه على هذا الوجه لا يكون إثباته إلا نقصا وموجبا ذماً . وهو يتعالى عما يوجب الذم والنقص . ألا ترى أنه تعالى لما تمدح بنفي الصاحبة والولد والسنة والنوم ، في قوله : {مَا اتَّخَذَ صٰاحِبَةً ولٰا وَلَداً} [الجن : 3] و{لٰا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولٰا نَوْمٌ} [البقرة : 255] ، لم يجز إثبات شيء من ذلك في حال من الأحوال لاقتضائه الذم والنقص كذلك هاهنا . يوضح ذلك أن قبل الآية : {بَدِيعُ السَّمٰاوٰاتِ والْأَرْضِ أَنّٰى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ ولَمْ تَكُنْ لَهُ صٰاحِبَةٌ وخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمْ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوخٰالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وهُو عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لٰا تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ وهُويُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ وهُو اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام : 110-103] .
فتمدح سبحانه بما تضمنته هذه الآيات من صفاته على حد واحد لا يختلف فيه الحال وكل ما كان نفيه مدحاً فلا يكون إثباته إلا ذماً عند أهل اللسان .
الرضا (1) -عليه السلام- : لا تدركه أوهام القلوب فكيف تدركه أبصار العيون .
الصادق (2) -عليه السلام- : أي : إحاطة الوهم ألا ترى إلى قوله : {قَدْ جٰاءَكُمْ بَصٰائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأنعام : 104] . يقال : فلانٌ بصيرٌ بالدراهم والثياب والجوارح والأشعار .
أبو جعفر (3) الثاني -عليه السلام- : أوهام القلوب أدق من أبصار العيون أنت قد تدرك بوهمك البلدان التي لم تدخلها ولا تدركها ببصرك . فأوهام القلوب لا تدركه فكيف تدركه الأبصار .
الصاحب (4) :
قالت : فقل لي : أبالأبصار تدركه ؟ فقلتُ : جل عن الأبصار بالعقلِ
أجمعوا على أن النبي (5) -عليه السلام- قال : يا من يرى ولا يرى وهو بالمنظر الأعلى .
10- وكتب أحمد بنُ إسحاق إلى أبي الحسن (6) الثالث -عليه السلام- يسأله عن الرؤية ؟ فكتب جوابهُ :
ليس تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر فمتى انقطع الهواء وعدم الضياء لم تصح الرؤية . وفي وجوب اتصال الضياء بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر والله يتعالى عن الأشباه فثبت أنه لا يجوز عليه سبحانه الرؤية بالأبصار .
وقيل للرضا (7) -عليه السلام- : إن رجلا رأى ربه في منامه فما يكون ذلك ؟
فقال : ذاك الرجلُ ، رجل لا دين له إن الله عز وجل لا يرى في اليقظة ولا في المنام ولا في الدنيا ولا في الآخرة .
أبو سعيد الواعظ في (رجالِ الصُوفيَّةِ) (8) : قال أمير المؤمنين -عليه السلام- سلوني قبل أن تفقدوني . فقال: ذعلبُ : هل رأيت ربّك ؟
فقال -عليه السلام- : ما كنت أعبدُ رباً لم أرهُ !
قال : كيف رأيته ؟
قال : لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان .
لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس .
فصاح ذعلب ، وخر مغشيا عليه (9) .
الصادق (10) -عليه السلام- وقد سأله أعرابيٌ : هل رأيت ربك حين عبدته ؟
فقال -عليه السلام- لم أكن أعبد ربا لم أره !
فقال : كيف رأيته ؟
قال : لم تره الأبصار بمشاهدة العيان بل رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس معروف بالآيات والدلالات منعوت بالعلامات لا يجور في قضيته {هُو اللّٰهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُو} .
فقال أعرابيٌ : {الله أعلم حيث يجعل رسالاته} [الأنعام : 124] . [شعرٌ] :
قالوا نرى معبودنا وجاروا إذ قال {لٰا تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ}
لا يبصر الإنسان ما يراه إلا إذا حاذاه أووازاه
. الصاحب (12) :
لوكان محسوسا بعيني ناظر لكان ملموسا بكفي زائر
___________________
1- أمالي الصدوق : 367 . مجمع البيان 2 : 344 . بلفظ مختلف قليلاً .
2- الكافي 1 : 89 . الاحتجاج 2 : 77 . التوحيد : 112 .
3- الكافي 1 : 99 التوحيد : 113 . الاحتجاج 2 : 238 . أمالي الصدوق : 367 وأبو جعفر الثاني هو الامام محمد الجواد - عليه السلام- .
4- ديوان الصاحب بن عباد : 40 وفيه : جلَّ عن الإداركِ .
5- التوحيد : 45 في جملة خطبة له (صلى الله عليه وآله) .
6- الكافي 1 : 97 ، التوحيد : 109 . الاحتجاج 2 : 251 وأبو الحسن الثالث هو الأمام علي بن محمد الهادي - عليه السلام- .
7- أمالي الصدوق : 546 .
8- كتاب (رجال الصوفية) لأبي سعيد الواعظ من الكتب المفقودة ، وهذه الرواية وردت في مصادر عديدة أخرى ، أنظر التوحيد : 304 فما بعدها ، وأنظر ما يأتي في هامش الرواية .
9- هذه الرواية في الاحتجاج 1 : 312 دون ذكر اسم السائل (ذعلب) . وهي في أمالي المرتضى 1 : 150 منسوبة الى الباقر (عليه السلام) وفي أمالي الصدوق : 305 منسوبة الى أمير المؤمنين (عليه السلام) والسائل فيها ذعلب . وفي الارشاد : 133 : أن رجلاً جاءَ الى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له ....
10- الكافي 1 : 97 . التوحيد : 108 عن الباقر (عليه السلام) باختلاف يسير في اللفظ أمالي الصدوق 246-247 . الإرشاد : 133 بزيادة في اللفظ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) . الاحتجاج 2 : 76-77 .
11- لم أقف على اسم قائل الأبيات ولا منظنة أخذها .
12- أخلَّ به ديوانه بتحقيق آل ياسين .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|