تصنف الفيضانات على عدة أنواع اعتماداً على مصدرها وسرعة حدوثها ومنها :

1- فيضانات الامطار الغزيرة : يحدث هذا النوع من الفيضانات عند تساقط الامطار بغزارة خلال مدة زمنية قصيرة فتغمر مياه النهر المناطق المجاورة لها وتختلف سرعة الفيضان حسب طبيعة سطح المنطقة اذ تكون الفيضانات بطيئة قد تستمر لعدة أيام في الأراضي الواسعة المنبسطة في حين يزداد تدفق المياه ويتلاشى بسرعة في المناطق الجبلية والوديان شديدة الانحدار.

ان هطول الامطار الغزيرة في شرق افريقيا يزيد من نشاط الأعاصير بنسبة تتراوح 10 ـ 20 % وهذا يعني زيادة مخاطر الفيضانات اذا أدت تساقط الامطار الموسمية في العام 2020 الى حدوث فيضانات نهرية وانهيارات أرضية وخسائر بشرية فضلاً عن التدمير الذي لحق بالبني التحتية في أجزاء من جيبوتي واثيوبيا وكينيا والصومال واوغندا.

وقد تعرضت الولايات المتحدة في عام 1993 الى فيضان مدمر حدث نتيجة هطول الامطار التي هطلت من منتصف شهر يونيو حتى أغسطس على امتداد الغرب الأوسط للولايات المتحدة مسببة ارتفاع المياه خلف السدود على حوض نهر المسيسيبي مما أدى الى انهيار السدود مدمرة 1000 حاجز من 1500 حاجز وضعتها الحكومة الفدرالية لحجز المياه ويعد من أكثر الفيضانات تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة فقد بلغت نسبة الخسائر 20 بليون دولار.

2- الفيضانات المفاجئة او السيول : تحدث هذه الفيضانات بشكل مفاجئ وسريع عند هطول الأمطار بغزارة خلال فترة زمنية قصيرة في الصحاري والمنخفضات وتحدث غالباً في المناطق الجافة وشبه الجافة نتيجة نقص التربة والغطاء النباتي وتتميز الفيضانات المفاجأة بان لها مقياساً زمنياً يبلغ 3-6 ساعات بين هطول الامطار وبداية حدوث الفيضان وتسبب هذه الفيضانات خطراً كبيراً في الأرواح والممتلكات وهذه الفيضانات لا تمنح الناس وقت كافي للهرب من خطر الفيضان كما انها ترسب كميات كبيرة من الرواسب على السهول الفيضية وتكون مدمرة للغطاء النباتي وتحدث الفيضانات المفاجأة نتيجة ذوبان الأنهار الجليدية وانهيار السدود ، ويرى هورتن ان أحد أسباب الفيضان المفاجئ في المناطق الجافة وشبه الجافة هو حدوث فائض الارتشاح الذي يعد السمة الغالبة في هذه المناطق.

3- الفيضانات الجليدية: تعد الفيضانات الجليدية مؤشر واضح على الاحترار العالمي فهي حساسة للتغيرات المناخية، تنجم هذه الفيضانات نتيجة امتلاء البحيرات بالأمطار والجريان السطحي للأنهار او الركام الجليدي ونتيجة للانهيارات الثلجية تتدفق بشكل مفاجأ لتغمر المناطق المحيطة بها مسبية اضراراً بالسد فمنذ عام 1990 زاد عدد وحجم البحيرات الجليدية بشكل سريع وبعد سكان جبال اسيا أكثر السكان تضرراً بهذه الفيضانات.

4- الفيضانات الساحلية: تتعرض السواحل للفيضانات نتيجة للعواصف الساحلية فالرياح القوية التي تحدث بفعل العواصف المفاجئة وتسبب موجات المد العالي الى تعمل على غمر مناطق ساحلية كبيرة وحدوث فيضانات فتتدفق مياه البحر الى اليابسة المجاورة للساحل البحري ونظراً لتغير المناخ فقد زادت وتيرة وشدة الفيضانات الساحلية والتي يمكن ان تكون أكثر قوة وتدميراً مستقبلاً وبعد السكان الذي يعيشون بالقرب من الأنهار في المناطق الرطبة ذات الرياح الموسمية أكثر الأشخاص عرضة للفيضانات.

5- فيضانات السدود: تنهار السدود وتفيض مؤدية الى فيضانات عارمة قد تجرف قرى بأكملها مسببة خسائر بشرية ومادية بالغة في حال زيادة منسوب المياه عن معدله نتيجة تجاوزها عمرها الافتراضي او نتيجة الأخطاء الهندسية في التصميم او التشييد وعدم الصيانة بشكل منتظم او تنهار بفعل الزلازل او الانهيارات الأرضية والتفجيرات نتيجة الحروب والصراعات، فقد أدى انهيار سد في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة من ارتفاع منسوب المياه (10-15) م وتسبب في قتل أكثر من 2000 شخص .

6- فيضانات الأنهار: من أكثر الفيضانات حدوثاً في العالم تحدث هذه الفيضانات نتيجة لفيضان مياه النهر التي تغمر جوانبه ويشيع هذا النوع من الفيضانات في المناطق الرطبة التي تزداد فيها العواصف الممطرة والمناطق القريبة من الأنهار الجليدية والثلوج، يمكن ان يتسبب فيضان النهر على الأنهار الفرعية الأصغر حجماً في مجرى النهر واحياناً يتسبب في انهيار السدود واغراق الأراضي المجاورة له.

ويعد نهر المسيسيبي واليانحي والهوان من اكثر الأنهار تكراراً للفيضانات وقوتها المدمرة لوجودهم في مناطق مكتظة بالسكان فقد سبب فيضان نهر هونان عام 1886 الى مقتل 90000 شخصاً ناهيك عن الخسائر المادية التي يتسبب فيها الفيضان .

7- فيضانات الزلازل والبراكين (التسونامي): هو من أخطر الظواهر الطبيعية التي تتعرض لها الأرض والتي تحدث بسبب الزلازل والبراكين والانهيارات الأرضية وتكون على شكل موجات تنشأ تحت الماء تنتشر الى جميع الاتجاهات عبر احواض البحار والمحيطات مسببة فيضانات ساحلية وتيارات قوية تستمر لعدة ساعات او أيام، أمواج التسونامي يكون اتجاهها مع تعامد نطاق الكسر الزلزالي وتزداد سرعتها مع انساع عمق المياه ولا تتحرك الموجات بنفس السرعة فالموجات طويلة المدى أسرع من الموجات القصيرة وتكون المسافة الفاصلة بين موجتين متتالين 500-560 كم .

يقع مصدر التسونامي المحلي بالقرب من الساحل وتتراوح مدة وصوله الى السواحل القريبة بضع دقائق الى اقل من ساعة في حين مصدر التسونامي البعيد عن الساحل يستغرق ثلاث ساعات تقريباً أو أكثر ليصل الى السواحل فمثلاً يحتاج التسونامي الذي يحدث قبالة روسيا 7- 8 ساعات تقريباً ليصل إلى الساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ للولايات المتحدة يستمد التسونامي مصدره من حركة الأرض وتصل سرعته في المحيط الهادئ الى 800 كم/ساعة سجل المحيط الهادئ اعلى نسبة لموجات التسونامي تبلغ 80% و10% في المحيط الهندي و5% - 10 % في البحر المتوسط  ، ولهذه الظاهرة القدرة على تغيير الأيكولوجي على المناطق البحرية التي تمر بها واحداث تغيير في التوازن البيني لقدرتها على نقل الأسماك والهائمات الى مكان اخر ، وفي عام 2004 تعرضت إندونيسيا الى زلزال كبير بلغت قوته 9.1 على مقياس ريختر بالقرب من جزيرة سومطرة الذي يعد المركز السطحي للزلزال اندفعت فيه المياه الى الداخل مسببة دمار واسع وأدى انحسارها الى جر الحطام والجثث بعيداً إلى البحر استغرقت مدة ثلاث ساعات ارتفعت فيها الأمواج التي تولدت بفعل الزلزال الى 10 م .