المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأسلوب البديل للودودين / الإذعان  
  
279   09:25 صباحاً   التاريخ: 2025-03-05
المؤلف : روبرت بولتون، ودوروثي جروفر بولتون
الكتاب أو المصدر : أساليب الناس في العمل
الجزء والصفحة : ص 72 ــ 74
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

في فترات الضغط المنخفض يكون الشخص الودود هادئا، لطيفاً، متعاوناً يميل إلى الاتصال بالآخرين بأقل قدر ممكن من التوتر في علاقته معهم، وإذا كان الضغط يدفع البعض إلى الصياح بالسباب، وآخرين إلى التحكم الشديد في سلوكهم فإن رغبة أصحاب السلوك الودي في تجنب الخلاف، وإرضاء الآخرين تصبح أكثر وضوحاً، ونجد هذا الشخص يبالغ في إظهار تعاونه ومحاولة تقليل التوتر في علاقته معهم.

وعندما يلجأ الشخص الودود إلى الأسلوب البديل، فإنه غالباً ما يكون من الصعب معرفة ذلك، أما عندما يتحول الشخص المعبر إلى الأسلوب البديل، فإن العالم كله يعرف بذلك، وعندما يكون الشخص العملي في حالة ضغط شديد.. فلا يستغرق الأمر منا طويلاً حتى نشعر بوسائله المبالغ فيها في الاستبداد برأيه، أما الشخص الودود فإنه ينسل دون أن يشعر به أحد إلى الأسلوب البديل، فتراه يستمر في تبسمه وموافقته للآخرين كما هو دائما بل إنه يقول (بالطبع، هذا حسن).

وبينما يبدو الأمر وكأن شيئاً لم يتغير عندما يتحول الشخص الودود إلى الأسلوب البديل، إلا أن دليلك الأول لمعرفة هذا هو في الغالب شعورك الفطري بأن هناك شيئاً خطأ غير أنك لا تستطيع تحديد السبب الذي يجعلك تشعر بهذا، وعندما تلاحظ هذا الشخص بعناية أكثر فستلاحظ أنه بالرغم من سماعك لكلمات الموافقة منه، فإن لغة الجسد لديه وأسلوب جلسته يتمان بصورة ميكانيكية وستجدها أيضاً مفتقرة إلى الحماسة، وخالية من أي التزام، وإذا ما تحدث الشخص الودود عن إحباطه فلن يتعدى هذا حد التلميح.

ودفاعاً عن أسلوبهم البديل يقول بعض الودودين: (ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث حين أكون لطيفاً عندما أقع تحت ضغط؟ فبدلاً من أن تحدث ضجة، أو نمارس قدراً كبيراً من الاستبداد، نحاول نحن الودودين أن نظل في سلام) وآخرون من هؤلاء يرون أن كل الأساليب البديلة بما في ذلك أسلوبهم، تسبب الضغط لدى الآخرين، فهم يشعرون بالندم لأن سلوكهم البديل كان من الصعب على الآخرين أن يتعاملوا معه.

والمعبرون - والذين يفضلون أن يفصح المرء عما في نفسه - يكرهون أن يشعر المرء بحاجته إلى سلوك ما، ويتصرف بآخر، ويعتقد الشخص المعبر أنه: (إذا كانت لديك مشكلة فلتطرحها على الملأ أو تناقشها أو تصيح بها للآخرين، وبذلك يمكنك تجاوز هذه المشكلة، ولكن لا تتصرف وكأن الأمور كلها على ما يرام بينما هي ليست كذلك)، والعمليون لا يصبرون كثيراً على سلوك (السلام بأي ثمن)، أما المحللون فيمكن أن يتفهموا الرغبة في تجنب الخلاف، ولكنهم لا يحبون الأسلوب الذي يتبعه الودودون في تحقيق هذا، وذلك عندما يتحولون للأسلوب البديل وهؤلاء التحليليون لا يستسيغون أن يقول المرء شيئاً لا يؤمن به، وهذا هو ما يعتقد التحليليون أن الودودين يقومون به وهم في حالة الأسلوب البديل.

والسلوك البديل في أصله سلوك عنيف، إلا أن سلوك الودودين البديل يبدو مرناً ولكنه في الحقيقة أسلوب عنيف مثله مثل أي سلوك بديل للأساليب الأخرى، ولكن. قد تستشعر على نحو خاص انزعاج الشخص الودود، وربما تود مناقشة ما إذا كنت قد فعلت شيئاً أدى إلى هذه الاستجابة، وعلى الرغم من أنه يكون من الواضح أن هناك خطأ ما، فإن الشخص الودود عندما يتحول إلى الأسلوب البديل يقول - بشكل عام - بأن كل شيء على ما يرام، ويصر إصراراً شديداً على أنه لا حاجة للحديث عن الضغط الذي يؤثر على العلاقة. وبأسلوبه الهادئ يكون الشخص الودود عنيفاً وصارماً مثله مثل أي أسلوب آخر.

ورغبة الشخص الودود في دعم ما يفعله الآخرون، ترجع إلى رغبته في تجنب الخلاف وليس التزامه بما تم الاتفاق عليه، وعلى الرغم من أن الشخص الودود يدعم الآخرين دعماً حقيقياً وصادقاً في ظل الظروف الطبيعية؛ فإنه عندما يكون تحت ضغط، يذعن دون أن يكون ذلك منه تعاوناً صادقاً، وهو يرى أنه سوف يوافق ولكنه قد لا يقوم بتنفيذ ما اتفق عليه، وفي الواقع، فإن الغضب الذي يشعر به الشخص الودود دون أن يعبر عنه بشكل مباشر قد يظهر من آن لآخر، في صور بسيطة من صور التخريب.

ويستغرق الأمر طويلاً من الشخص الودود حتى يتحول إلى أسلوب بديل وذلك أكثر مما قد تستغرقه الأساليب الأخرى الأكثر توكيداً. وبمجرد أن يتحول إلى الأسلوب البديل، يميل الشخص الودود إلى أن يظل على هذه الحالة لفترة طويلة. وعلى الرغم من بطئه في غضبه فإنه بطيء أيضاً في النسيان والغفران، فبالنسبة للشخص الودود ليس هناك تسامح سهل، والأمر هنا كما حذر منه الشاعر درايدن، حيث قال: (اتقِ شر الحليم إذا غضب). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.