أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2016
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 14-6-2021
![]()
التاريخ: 2024-05-19
![]() |
من قصة هود عليه السلام مع قومه عاد
قال تعالى : {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } [الشعراء: 123 - 140].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : ثم أخبر سبحانه عن عاد ، فقال : كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ والتأنيث لمعنى القبيلة ، لأنه أراد بعاد القبيلة إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ في النسب هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ اللّه باجتناب معاصيه إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ إلى قوله رَبِّ الْعالَمِينَ - مر تفسيرها في السؤال السابق -أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ أي : بكل مكان مرتفع . وقيل : بكل شرق . . وقيل : بكل طريق - [ أقول : قال أبو جعفر عليه السّلام وأمّا قوله : بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً : « يعني بكل طريق آية ، والآية عليّ عليه السّلام تَعْبَثُونَ » ] « 1 » .
ثم قال : قوله : آيَةً تَعْبَثُونَ أي : بناء لا تحتاجون إليه لسكناكم ، وإنما تريدون العبث بذلك ، واللعب واللهو . كأنه جعل بناهم ما يستغنون عنه عبثا منهم . . .
ويؤيده الخبر المأثور عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، خرج فرأى قبة مشرفة ، فقال : ما هذه ؟ قال له أصحابه : هذا الرجل من الأنصار . فمكث حتى إذا جاء صاحبها ، فسلم في الناس ، أعرض عنه ، وصنع ذلك به مرارا ، حتى عرف الرجل الغضب ، والإعراض عنه ، فشكا ذلك إلى أصحابه ، وقال :
واللّه إني لأنكر نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ما أدري ما حدث في ، وما صنعت ؟
قالوا : خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فرأى قبتك ، فقال : لمن هذه ؟ فأخبرناه . فرجع إلى قبته ، فسواها بالأرض . فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم ، فلم ير القبة ، فقال :
ما فعلت القبة التي كانت ههنا ؟ قالوا : شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه ، فأخبرناه فهدمها . فقال : إن لكل بناء يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة ، إلا ما لا بد منه .
وقيل : معناه أنهم كانوا يبنون بالمواضع المرتفعة ، ليشرفوا على المارة والسائلة ، فيسخروا منهم ، ويعبثوا بهم ، . . . وقيل : إن هذا في بنيان الحمام ،أنكر هود عليهم اتخاذهم بروجا للحمام عبثا . . . وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ أي : حصونا وقصورا مشيدة . . . وقيل : مأخذا للماء تحت الأرض . . . لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ كأنكم تخلدون فيها ، فلا تموتون . فإن هذه الأبنية بناء من يطمع في الخلود .
قال الزجاج : معناه تتخذون مباني للخلود ، لا تتفكرون في الموت .
وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ البطش : الأخذ باليد أي : إذا بطشتم بأحد تريدون إنزال عقوبة به ، عاقبتموه عقوبة من يريد التجبر بارتكاب العظائم ، كما قال :
إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ .
وقيل : معناه وإذا عاقبتم قتلتم ، فمعنى الجبار : القتال على الغضب بغير حق .
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ - مر تفسيره في الآية رقم ( 108 ) - وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أي : أعطاكم ما تعلمون من الخير . والإمداد : اتباع الثاني ما قبله شيئا بعد شيء على انتظام .
وهؤلاء أمدوا بأنواع من النعم ، وهو قوله « أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ فأعطاهم رزقهم على إدرار إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ إن عصيتموني عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ يريد يوم القيامة . وصفه بالعظم لما فيه من الأهوال العظيمة .
قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَ وَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ أي : أنهيتنا أم لم تكن من الناهين لنا . . . والمعنى : إنا لا نقبل ما تدعونا إليه على كل حال ، أو عظت أم سكت أي : حصول الوعظ منك وارتفاعه مستويان عندنا .
ثم قالوا إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ أي : ما هذا الذي جئتنا به إلا كذب الأولين الذين ادعوا النبوة ، ولم يكونوا أنبياء ، وأنت مثلهم . ومن قرأ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ بضم الخاء فالمعنى : ما هذا الذي نحن عليه من تشييد الأبنية ، واتخاذ المصانع ، والبطش الشديد ، إلا عادة الأولين من قبلنا . وقيل : معناه ما هذا الذي نحن فيه إلا عادة الأولين ، في أنهم كانوا يحيون ويموتون ، ولا بعث ولا حساب . وقيل : معناه ما الذي تدعيه من النبوة والرسالة ، إلا عادة الأولين .
وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ على ما تدعيه لا في الدنيا ، ولا بعد الموت فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ بعذاب الاستئصال {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }« 2 » - مر تفسيره في الآيتين ( 67 - 68 ).
_______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 125 .
( 2 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 343 .
|
|
هل يمكن أن تكون الطماطم مفتاح الوقاية من السرطان؟
|
|
|
|
|
اكتشاف عرائس"غريبة" عمرها 2400 عام على قمة هرم بالسلفادور
|
|
|
|
|
رئيس هيأة التربية والتعليم يطَّلع على سير الأعمال في المبنى الجديد لجامعة العميد
|
|
|