تعرف مجموعة العمل الحكومية لتغير المناخ سياسات التكيف بأنها أي عملية توافق في الطبيعة أو النظام البشري استجابة لتغيرات حقيقية متوقعة للمناخ أو للآثار الناتجة عنه وذلك من أجل تقليل الأضرار أو استكشاف فرص الفوائد محتملة أن مقدرة المجتمعات على التكيف مع التغيرات المناخية الحالية والمستقبلة تتوقف على مستوى الثروة في المجتمع والتعليم وقوة المؤسسات والمقدرة على الوصول إلى التكنولوجيات الحديثة.

لا ينبغي تعليق أمال كبيرة على عملية التكيف مع التغيرات المناخية لـوجــود محددات طبيعية تحول دون ذلك. فمثلاً ارتفاع مستوى سطح البحر على المناطق الساحلية وما يترتب عليه من تهجير لملايين البشر الذين سوف يفقدون موطنهم الأصلي، وحالة الدول الجزرية حيث يتحول وطن كامل إلى منطقة غير مأهولة بالسكان. كما أن سياسات التكيف لن تجدي نفعا في حالة تأثير ارتفاع درجات الحرارة على التنوع الحيوي بتهديد بقاء أو القضاء على آلاف من الأصناف الحية كما انه ليس من السهل حساب تكاليف التكيف بدقة بسبب عوامل اللايقين، وتوقعات التطور التكنولوجي السريعة، وصعوبة حساب التكلفة والعائد المستقبلية.

ويمكن إدارة عملية التكيف من خلال مستويين، هما:

1ـ بناء القدرات: ويتضمن توفير المعلومات والبنى المؤسسية والقدرات البشرية. ووضع المعايير لقياس مدى فهم المخاطر المتوقعة والقدرة على وضع التدابير المناسبة لمواجهتها وكذلك قدرات المؤسسات البحثية على إعداد الدراسات واقتراح أفضل أساليب العمل لمواجهة التغيرات المناخية أو الآثـار الناتجة عنها.

2ـ توجيه عمليات التكيف: المتمثلة في القدرات المؤسسية على تخطيط برامج العمل وإدارة عمليات التكيف والمقدرة على التعامل الجيد مع الحلول التقنية المقترحة.