أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-05-2015
![]()
التاريخ: 2023-09-05
![]()
التاريخ: 22-10-2014
![]()
التاريخ: 2023-08-08
![]() |
وجوب النهي عن المنكر
قال تعالى : {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ } [هود : 116].
قال زيد بن علي عليه السّلام في قوله تعالى : فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إلى آخر الآية ، قال : تخرج الطائفة منّا ، ومثلنا كمن كان قبلنا من القرون ، فمنهم من يقتل ، وتبقى منهم بقيّة ليحيوا ذلك الأمر يوما ما « 1 ».
وقال زيد بن عليّ عليه السّلام ، في قوله : فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ قال : نزلت هذه فينا « 2 ».
وقال الشيخ الطبرسي ( رحمه اللّه تعالى ) : فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ أي : هلا كان ، وإلا كان ، ومعناه : النفي ، وتقديره : لم يكن من القرون من قبلكم قوم باقون يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ أي :
كان يجب أن يكون منهم قوم بهذه الصفة مع إنعام اللّه تعالى عليهم ، بكمال العقل ، وبعثة الرسل إليهم ، وإقامة الحجج لهم . وهذا تعجيب وتوبيخ لهؤلاء الذين سلكوا سبيل من قبلهم في الفساد نحو عاد ، وثمود ، والقرون التي عدها القرآن ، وأخبر بهلاكها أي : إن العجب منهم ، كيف لم تكن من جملتهم بقية في الأرض ، يأمرون فيها بالمعروف ، وينهون عن المنكر ؟ وكيف اجتمعوا على الكفر حتى استأصلهم اللّه بالعذاب ، وأنواع العقوبات لكفرهم باللّه ، ومعاصيهم له . وقيل : أُولُوا بَقِيَّةٍ معناه : ذوو دين وخير . وقيل : معناه ذوو بركة . وقيل : ذوو تمييز وطاعة إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ المعنى : إن قليلا منهم كانوا ينهون عن الفساد ، وهم الأنبياء والصالحون الذين آمنوا مع الرسل ، فأنجيناهم من العذاب الذي نزل بقومهم . وإنما جعلوا هذا الاستثناء منقطعا ، لأنه إيجاب لم يتقدم فيه صيغة النفي ، وإنما تقدم تهجين خرج مخرج السؤال ، ولو رفع لجاز في الكلام . وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ أي :
وأتبع المشركون ما عودوا من النعم والتنعم ، وإيثار اللذات على أمور الآخرة ، واشتغلوا بذلك عن الطاعات وَكانُوا أي : وكان هؤلاء المتنعمون البطرون مُجْرِمِينَ مصرين على الجرم .
وفي الآية دلالة على وجوب النهي عن المنكر ، لأنه سبحانه ذمهم بترك النهي عن الفساد ، وأخبر بأنه أنجى القليل منهم لنهيهم عن ذلك ، ونبه على أنه لو نهى الكثير كما نهى القليل ، لما هلكوا . ثم أخبر سبحانه أنه لم يهلك إلا بالكفر والفساد ، فقال : {وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ } وذكر في تأويله وجوه :
1 - إن المعنى وما كان ربك ليهلك القرى بظلم منه لهم ، ولكن إنما يهلكهم بظلمهم لأنفسهم ، كما قال : إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً الآية .
2 - إن معناه لا يؤاخذهم بظلم واحدهم ، مع أن أكثرهم مصلحون ، ولكن إذا عم الفساد ، وظلم الأكثرون ، عذبهم.
3 - إنه لا يهلكهم بشركهم وظلمهم لأنفسهم ، وهم يتعاطون الحق بينهم أي : ليس من سبيل الكفار إذا قصدوا الحق في المعاملة أن يهلكهم اللّه بالعذاب . و ( الواو ) : في قوله وَأَهْلُها : واو الحال . وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أنه قال : وأهلها مصلحون ينصف بعضها بعضهم « 3 ».
_______________
( 1 ) تفسير فرات : ص 63 .
( 2 ) تفسير فرات : ص 63 .
( 3 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 347.
|
|
منها نحت القوام.. ازدياد إقبال الرجال على عمليات التجميل
|
|
|
|
|
دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مراقبة القلب
|
|
|
|
|
مركز الكفيل للإعلان والتسويق ينهي طباعة الأعمال الخاصة بحفل تخرج بنات الكفيل الثامن
|
|
|