أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-05
![]()
التاريخ: 2024-10-22
![]()
التاريخ: 2023-04-28
![]()
التاريخ: 14-06-2015
![]() |
الانابة الى الله واتقاء ما يبغض
قال تعالى : {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [الروم: 31، 37].
قال الشيخ الطبرسي : .. قال سبحانه مُنِيبِينَ إِلَيْهِ قال الزجاج : زعم جميع النحويين أن معناه فأقيموا وجوهكم منيبين إليه ، لأن مخاطبة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، تدخل معه فيها الأمة والدليل على ذلك قوله يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فقوله : فَأَقِمْ وَجْهَكَ معناه فأقيموا وجوهكم منيبين إليه أي : راجعين إلى كل ما أمر به مع التقوى ، وأداء الفرض ، وهو قوله وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ . ثم أخبر سبحانه أنه لا ينفع ذلك إلا بالإخلاص في التوحيد ، فقال : وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ أي : لا تكونوا من أهل الشرك من جملة الذين فرقوا دينهم . ويجوز أن يكون قوله من الذين فرقوا دينهم . وَكانُوا شِيَعاً ابتداء كلام ومعناه : الذين أوقعوا في دينهم الاختلاف ، وصاروا ذوي أديان مختلفة ، فصار بعضهم يعبدوننا ، وبعضهم يعبد نارا وبعضهم شمسا ، إلى غير ذلك . وقد تقدم تفسيره في سورة الأنعام . كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ أي : كل أهل ملة بما عندهم من الدين راضون . وقيل : كل فريق بدينهم معجبون مسرورون ، يظنون أنهم على حق .
وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ أي : إذا أصابهم مرض ، أو فقر ، أو شدة ، دعوا اللّه تعالى . مُنِيبِينَ إِلَيْهِ أي : منقطعين إليه ، مخلصين في الدعاء له . ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً بأن يعافيهم من المرض ، أو يغنيهم من الفقر ، أو ينجيهم من الشدة . إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ أي : يعودون إلى عبادة غير اللّه على خلاف ما يقتضيه العقل من مقابلة النعم بالشكر .
ثم بين سبحانه أنهم يفعلون ذلك لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ من النعم إذ لا غرض في الشرك إلا كفران نعم اللّه سبحانه . وقيل : إن هذه اللام للأمر على معنى التهديد ، مثل قوله : فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ثم قال سبحانه يخاطبهم مهددا لهم : فَتَمَتَّعُوا بهذه الدنيا ، وانتفعوا بنعيمها الفاني ، كيف شئتم . فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ عاقبة كفركم أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً هذا استفهام مستأنف معناه : بل أنزلنا عليهم برهانا وحجة ، يتسلطون بذلك على ما ذهبوا إليه . فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ أي : فذلك البرهان كأنه يتكلم بصحة شركهم ، ويحتج لهم به ، والمعنى . إنهم لا يقدرون على تصحيح ذلك ، ولا يمكنهم ادعاء برهان وحجة عليه « 1 ».
وقال : تقدم ذكر المشركين ، عقبه سبحانه بذكر أحوالهم في البطر عند النعمة ، واليأس عند الشدة . فقال : وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً أي : إذا آتيناهم نعمة من عافية ، وصحة جسم ، أو سعة رزق ، أو أمن ودعة فَرِحُوا بِها أي : سروا بتلك الرحمة وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ أي : وإن أصابهم بلاء وعقوبة بذنوبهم التي قدموها . وسمي ذلك سيئة توسعا لكونه جزاء على السيئة . وقيل : وإن يصبهم قحط ، وانقطاع مطر ، وشدة ، وسميت سيئة لأنها تسوء صاحبها إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ أي : ييأسون من رحمة اللّه . وإنما قال بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ولم يقل بما قدموا على التغليب للأظهر الأكثر ، فإن أكثر العمل لليدين ، والعمل للقلب وإن كان كثيرا ، فإنه أخفى .
ثم نبههم سبحانه على توحيده فقال : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ} أي : يوسعه لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ أي : ويضيق لمن يشاء على حسب ما تقتضيه مصالح العباد إِنَّ فِي ذلِكَ أي : في بسط الرزق لقوم ، وتضييقه لقوم آخرين لَآياتٍ أي دلالات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ باللّه .
________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 60 - 61 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|