أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2015
![]()
التاريخ: 26-09-2014
![]()
التاريخ: 2023-10-21
![]()
التاريخ: 8-10-2014
![]() |
سلب فدك من فاطمة
قال تعالى : {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الروم: 38].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « لما بويع لأبي بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك ، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم منها ، فجاءت فاطمة عليها السّلام إلى أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر ، منعتني ميراثي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بأمر اللّه ؟ ! فقال لها : هاتي على ذلك شهودا . فجاءت بأمّ أيمن ، فقالت : لا أشهد حتى احتجّ - يا أبا بكر - عليك بما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقالت : أنشدك اللّه - يا أبا بكر - ألست تعلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : إنّ أم أيمن امرأة من أهل الجنّة ؟ قال : بلى . قالت : فأشهد أن اللّه أوحى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ فجعل فدكا لفاطمة عليها السّلام بأمر اللّه . وجاء علي عليه السّلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتابا بردّ فدك ، ودفعه إليها ، فدخل عمر ، فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال أبو بكر : إنّ فاطمة ادّعت في فدك ، وشهدت لها أمّ أيمن وعليّ ، فكتبت لها بفدك . فأخذ عمر الكتاب من فاطمة عليها السّلام فمزّقه ، وقال : هذا فيء للمسلمين ، وقال : أوس بن الحدثان ، وعائشة ، وحفصة يشهدون على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ، وإن عليا زوجها يجر إلى نفسه ، وأم أيمن فهي امرأة صالحة ، لو كان معها غيرها لنظرنا فيه .
فخرجت فاطمة عليها السّلام من عندهما باكية حزينة ، فلمّا كان بعد هذا جاء عليّ عليه السّلام إلى أبي بكر وهو في المسجد ، حوله المهاجرون والأنصار ، فقال : يا أبا بكر ، لم منعت فاطمة ميراثها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقد ملكته في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين ، فإن أقامت شهودا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جعله لها ، وإلا فلا حق لها فيه . فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا أبا بكر ، تحكم فينا بخلاف حكم اللّه في المسلمين ! قال : لا . قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ، ادّعيت أنا فيه ، من تسأل البيّنة ؟ قال : إيّاك كنت أسأل البيّنة على ما تدّعيه على المسلمين . قال : فإذا كان في يدي شيء وادّعى فيه المسلمون ، تسألني البيّنة على ما في يدي ، وقد ملكته في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وبعده « 1 » ، ولم تسأل المسلمين البيّنة على ما ادّعوا عليّ شهودا كما سألتني على ما ادّعيت عليهم ؟ فسكت أبو بكر ، ثم قال عمر : يا عليّ ، دعنا من كلامك ، فإنّا لا نقوى على حججك ، فإن أتيت بشهود عدول وإلا فهو فيء للمسلمين لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا أبا بكر ، تقرأ كتاب اللّه ؟ قال : نعم . قال : فأخبرني عن قول اللّه تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33] ، فيمن نزلت ، أفينا أم في غيرنا ؟ قال : بل فيكم .
قال : فلو أنّ شاهدين شهدا على فاطمة عليهم السّلام بفاحشة ، ما كنت صانعا ؟
قال : كنت أقيم عليها الحدّ كما أقيم على سائر المسلمين . قال : كنت إذن عند اللّه من الكافرين . قال : ولم ؟ قال : لأنّك رددت شهادة اللّه لها بالطهارة ، وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم اللّه وحكم رسوله أن جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها فدك وقبضته في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بوال على عقبيه ، مثل أوس بن الحدثان ، وأخذت منها فدك ، وزعمت أنّه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : البيّنة على المدّعي ، واليمين على من ادّعي عليه - قال - فدمدم الناس ، وبكى بعضهم ، فقالوا : صدق - واللّه - عليّ .
ورجع عليّ إلى منزله » .
قال : « ودخلت فاطمة المسجد ، وطافت بقبر أبيها ( عليه وآله السّلام ) وهي تبكي ، وتقول :
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب « 2 »
قد كان بعدك أنباء وهنبثة « 3 » * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكلّ الخير محتجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب
تقمصتها رجال واستخف بنا * إذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتصب
فكلّ أهل له قربى ومنزلة * عند الإله على الأدنين مقترب
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب « 4 »
فقد رزينا « 5 » بما لم يرزه أحد * من البريّة لا عجم ولا عرب
فقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والأعراق والنسب
فأنت خير عباد اللّه كلّهم * وأصدق الناس حين الصّدق والكذب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بتهمال لها سكب
سيعلم المتولي ظلم حامتنا « 6» * يوم القيامة أنى سوف ينقلب »
قال : « فرجع أبو بكر إلى منزله ، وبعث إلى عمر ، فدعاه ، فقال : ما رأيت مجلس عليّ منّا اليوم ؟ واللّه لئن قعد مقعدا مثله ليفسدنّ أمرنا ، فما الرأي ؟ قال عمر : الرأي أن تأمر بقتله . قال : فمن يقتله ؟ قال : خالد بن الوليد . فبعثا إلى خالد ، فأتاهما ، فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم .
قال : احملاني على ما شئتما ، ولو قتل علي بن أبي طالب . قالا : فهو ذاك .
قال خالد : متى أقتله ؟ قال أبو بكر : إذا حضر المسجد ، فقم بجنبه في الصلاة ، فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه . قال : نعم .
فسمعت أسماء بنت عميس ذلك ، وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل علي وفاطمة قأقرئيهما السّلام ، وقولي لعليّ :
{إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20] ، فجاءت إليهما ، فقالت لعليّ عليه السّلام : إنّ أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السّلام ، وتقول : إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ .
فقال علي عليه السّلام : قولي لها : إن اللّه يحيل بينهم وبين ما يريدون .
ثم قام وتهيّأ للصلاة ، وحضر المسجد ، ووقف خلف أبي بكر وصلّى لنفسه ، وخالد بن الوليد إلى جنبه معه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهّد ندم على ما قال ، وخاف الفتنة ، وشدّة علي عليه السّلام وبأسه ، ولم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظنّ الناس أنه قد سها ، ثم التفت إلى خالد ، فقال : يا خالد ، لا تفعل ما أمرتك به ، السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته .
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا خالد ، ما الذي أمرك به ؟ قال : أمرني بضرب عنقك . قال : وكنت فاعلا ؟ قال : إي واللّه ، فلو لا أنه قال : لا تفعل ، لقتلتك بعد التسليم - قال - فأخذه علي عليه السّلام ، فضرب به الأرض ، واجتمع الناس عليه ، فقال عمر : يقتله ، وربّ الكعبة . وقال الناس : يا أبا الحسن ، اللّه اللّه ، بحقّ صاحب هذا القبر . فخلّى عنه ، فالتفت إلى عمر ، وأخذ بتلابيبه ، وقال : يا بن صهّاك ، لولا عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وكتاب من اللّه سبق ، لعلمت أينا أضعف ناصرا ، وأقل عددا ثم دخل منزله » « 7 » .
_________________
( 1 ) في « ج ، ط » : قال : فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يديها وقد ملكته في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وبعده .
( 2 ) في البيت إقواء بيّن ، إذ أن حرف الروي في القصيدة مرفوع وهنا مجرور ، وروي في مصادر أخرى : « فاشهدهم قد انقلبوا » وروي أيضا : « فأشهدهم فقد نكبوا » .
( 3 ) الهنبثة : واحدة الهنابث ، وهي الأمور الشداد المختلفة . « لسان العرب - هنبث - ج 2 ، ص 199 » .
( 4 ) الكثيب من الرمل : هو ما اجتمع واحدودب ، والجمع : كثب . « لسان العرب - كثب - ج 1 ، ص 702 » .
( 5 ) الرّزء : المصيبة . « لسان العرب - رزأ - ج 1 ، ص 86 » .
( 6 ) الحامّة : خاصة الرجل من أهله وولده وذي قرابته . « لسان العرب - حمم - ج 12 ، ص 153 » ، وهي بتشديد الميم ، وخففت هنا للضرورة .
( 7 ) تفسير القمّي : ج 2 ، ص 155 .
|
|
هل يمكن أن تكون الطماطم مفتاح الوقاية من السرطان؟
|
|
|
|
|
اكتشاف عرائس"غريبة" عمرها 2400 عام على قمة هرم بالسلفادور
|
|
|
|
|
رئيس هيأة التربية والتعليم يطَّلع على سير الأعمال في المبنى الجديد لجامعة العميد
|
|
|