المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18498 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



سلب فدك من فاطمة  
  
211   02:07 صباحاً   التاريخ: 2025-02-07
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 5 ص417-421.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2015 5065
التاريخ: 26-09-2014 6743
التاريخ: 2023-10-21 1031
التاريخ: 8-10-2014 5617

سلب فدك من فاطمة

قال تعالى : {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الروم: 38].

قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « لما بويع لأبي بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك ، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم منها ، فجاءت فاطمة عليها السّلام إلى أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر ، منعتني ميراثي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بأمر اللّه ؟ ! فقال لها : هاتي على ذلك شهودا . فجاءت بأمّ أيمن ، فقالت : لا أشهد حتى احتجّ - يا أبا بكر - عليك بما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقالت : أنشدك اللّه - يا أبا بكر - ألست تعلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : إنّ أم أيمن امرأة من أهل الجنّة ؟ قال : بلى . قالت : فأشهد أن اللّه أوحى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ فجعل فدكا لفاطمة عليها السّلام بأمر اللّه . وجاء علي عليه السّلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتابا بردّ فدك ، ودفعه إليها ، فدخل عمر ، فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال أبو بكر : إنّ فاطمة ادّعت في فدك ، وشهدت لها أمّ أيمن وعليّ ، فكتبت لها بفدك . فأخذ عمر الكتاب من فاطمة عليها السّلام فمزّقه ، وقال : هذا فيء للمسلمين ، وقال : أوس بن الحدثان ، وعائشة ، وحفصة يشهدون على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ، وإن عليا زوجها يجر إلى نفسه ، وأم أيمن فهي امرأة صالحة ، لو كان معها غيرها لنظرنا فيه .

فخرجت فاطمة عليها السّلام من عندهما باكية حزينة ، فلمّا كان بعد هذا جاء عليّ عليه السّلام إلى أبي بكر وهو في المسجد ، حوله المهاجرون والأنصار ، فقال : يا أبا بكر ، لم منعت فاطمة ميراثها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقد ملكته في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين ، فإن أقامت شهودا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جعله لها ، وإلا فلا حق لها فيه . فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا أبا بكر ، تحكم فينا بخلاف حكم اللّه في المسلمين ! قال : لا . قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ، ادّعيت أنا فيه ، من تسأل البيّنة ؟ قال : إيّاك كنت أسأل البيّنة على ما تدّعيه على المسلمين . قال : فإذا كان في يدي شيء وادّعى فيه المسلمون ، تسألني البيّنة على ما في يدي ، وقد ملكته في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وبعده « 1 » ، ولم تسأل المسلمين البيّنة على ما ادّعوا عليّ شهودا كما سألتني على ما ادّعيت عليهم ؟ فسكت أبو بكر ، ثم قال عمر : يا عليّ ، دعنا من كلامك ، فإنّا لا نقوى على حججك ، فإن أتيت بشهود عدول وإلا فهو فيء للمسلمين لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه .

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا أبا بكر ، تقرأ كتاب اللّه ؟ قال : نعم . قال : فأخبرني عن قول اللّه تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33] ، فيمن نزلت ، أفينا أم في غيرنا ؟ قال : بل فيكم .

قال : فلو أنّ شاهدين شهدا على فاطمة عليهم السّلام بفاحشة ، ما كنت صانعا ؟

قال : كنت أقيم عليها الحدّ كما أقيم على سائر المسلمين . قال : كنت إذن عند اللّه من الكافرين . قال : ولم ؟ قال : لأنّك رددت شهادة اللّه لها بالطهارة ، وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم اللّه وحكم رسوله أن جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها فدك وقبضته في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بوال على عقبيه ، مثل أوس بن الحدثان ، وأخذت منها فدك ، وزعمت أنّه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : البيّنة على المدّعي ، واليمين على من ادّعي عليه - قال - فدمدم الناس ، وبكى بعضهم ، فقالوا : صدق - واللّه - عليّ .

ورجع عليّ إلى منزله » .

قال : « ودخلت فاطمة المسجد ، وطافت بقبر أبيها ( عليه وآله السّلام ) وهي تبكي ، وتقول :

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب « 2 »

قد كان بعدك أنباء وهنبثة « 3 » * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكلّ الخير محتجب

وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب

تقمصتها رجال واستخف بنا * إذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتصب

فكلّ أهل له قربى ومنزلة * عند الإله على الأدنين مقترب

أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب « 4 »

فقد رزينا « 5 » بما لم يرزه أحد * من البريّة لا عجم ولا عرب

فقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والأعراق والنسب

فأنت خير عباد اللّه كلّهم * وأصدق الناس حين الصّدق والكذب

فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بتهمال لها سكب

سيعلم المتولي ظلم حامتنا « 6» * يوم القيامة أنى سوف ينقلب »

قال : « فرجع أبو بكر إلى منزله ، وبعث إلى عمر ، فدعاه ، فقال : ما رأيت مجلس عليّ منّا اليوم ؟ واللّه لئن قعد مقعدا مثله ليفسدنّ أمرنا ، فما الرأي ؟ قال عمر : الرأي أن تأمر بقتله . قال : فمن يقتله ؟ قال : خالد بن الوليد . فبعثا إلى خالد ، فأتاهما ، فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم .

قال : احملاني على ما شئتما ، ولو قتل علي بن أبي طالب . قالا : فهو ذاك .

قال خالد : متى أقتله ؟ قال أبو بكر : إذا حضر المسجد ، فقم بجنبه في الصلاة ، فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه . قال : نعم .

فسمعت أسماء بنت عميس ذلك ، وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل علي وفاطمة قأقرئيهما السّلام ، وقولي لعليّ :

{إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20] ، فجاءت إليهما ، فقالت لعليّ عليه السّلام : إنّ أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السّلام ، وتقول : إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ .

فقال علي عليه السّلام : قولي لها : إن اللّه يحيل بينهم وبين ما يريدون .

ثم قام وتهيّأ للصلاة ، وحضر المسجد ، ووقف خلف أبي بكر وصلّى لنفسه ، وخالد بن الوليد إلى جنبه معه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهّد ندم على ما قال ، وخاف الفتنة ، وشدّة علي عليه السّلام وبأسه ، ولم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظنّ الناس أنه قد سها ، ثم التفت إلى خالد ، فقال : يا خالد ، لا تفعل ما أمرتك به ، السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته .

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا خالد ، ما الذي أمرك به ؟ قال : أمرني بضرب عنقك . قال : وكنت فاعلا ؟ قال : إي واللّه ، فلو لا أنه قال : لا تفعل ، لقتلتك بعد التسليم - قال - فأخذه علي عليه السّلام ، فضرب به الأرض ، واجتمع الناس عليه ، فقال عمر : يقتله ، وربّ الكعبة . وقال الناس : يا أبا الحسن ، اللّه اللّه ، بحقّ صاحب هذا القبر . فخلّى عنه ، فالتفت إلى عمر ، وأخذ بتلابيبه ، وقال : يا بن صهّاك ، لولا عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وكتاب من اللّه سبق ، لعلمت أينا أضعف ناصرا ، وأقل عددا ثم دخل منزله » « 7 » .

_________________

( 1 ) في « ج ، ط » : قال : فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يديها وقد ملكته في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وبعده .

( 2 ) في البيت إقواء بيّن ، إذ أن حرف الروي في القصيدة مرفوع وهنا مجرور ، وروي في مصادر أخرى : « فاشهدهم قد انقلبوا » وروي أيضا : « فأشهدهم فقد نكبوا » .

( 3 ) الهنبثة : واحدة الهنابث ، وهي الأمور الشداد المختلفة . « لسان العرب - هنبث - ج 2 ، ص 199 » .

( 4 ) الكثيب من الرمل : هو ما اجتمع واحدودب ، والجمع : كثب . « لسان العرب - كثب - ج 1 ، ص 702 » .

( 5 ) الرّزء : المصيبة . « لسان العرب - رزأ - ج 1 ، ص 86 » .

( 6 ) الحامّة : خاصة الرجل من أهله وولده وذي قرابته . « لسان العرب - حمم - ج 12 ، ص 153 » ، وهي بتشديد الميم ، وخففت هنا للضرورة .

( 7 ) تفسير القمّي : ج 2 ، ص 155 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .