أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-22
549
التاريخ: 2024-10-09
468
التاريخ: 2024-07-21
668
التاريخ: 2024-02-23
1210
|
يدين العبرانيون بالجزء الأعظم من حضارتهم لقوم الكنعانيين الذين سبقوهم استيطان بلاد «فلسطين»، فقد أخذ العبرانيون عنهم لغتهم وحروفهم الأبجدية، ولا نزاع في أن الإسرائيليين عندما استقر بهم المقام في موطنهم الجديد نبذوا لهجتهم السامية القديمة، وتكلموا بلهجة القوم الذين سكنوا معهم، وبدهي أن لهجتهم لم تكن تكتب؛ لأنهم لم يكونوا بعدُ يعرفون القراءة والكتابة؛ ولذلك لم يكن لهم في بادئ الأمر إنتاج أدبي أو تاريخي مكتوب.
ونعلم من تاريخ الإسرائيليين القديم أنهم كانوا من البدو أو العرب الرحَّل، ومن أجل ذلك كانوا لا يعرفون الزراعة، وقد تعلموها من الكنعانيين بعد أن استقروا مدة في فلسطين. ويلاحَظ في البلاد الجبلية التي كان يسكنها اليهود أن الكثير من نسلهم استمر في مزاولة حياة الرعاة، أما الجزء الشمالي الخصيب فقد كانت الزراعة فيه أول مورد لحياة سكانه.
وقد نتج عن الاختلاط من جهة الزراعة والتزاوج مع السكان الأصليين أن أخذ العبرانيون من الكنعانيين الشعائر الدينية والعادات التي كان يعدها السكان الجدد ضرورية للخصب وضمان المحاصيل الطيبة، ومعنى ذلك أن العبرانيين قد اتخذوا مجموعة عظيمة من الشعائر والأحفال بما في ذلك تقديس العمد الخشبية و«الشجرة المقدسة» (1) التي تدعى «العشيرة» و«المرتفعات» (2) و«عبادة الثعابين» (3) و«العجل الذهبي»، وقد كان الاعتقاد أن الطريقة المثلى للعبادة هي تضحية حيوان وتقديم قربان في المحراب من محاصيل الحقل والقطيع، وهذا الاعتقاد كان عامًّا بين أهالي «سوريا» و«مسبوتاميا» و«مصر» على السواء.
ولا نزاع في أن رقص «داود» أمام التابوت ليس إلا صدى للرقص الكنعاني الخاص بالخصب (راجع سفر صموئيل الثاني الإصحاح 6 سطر 14): «وكان داود يرقص بكل قوته أمام الرب، وكان داود متمنطقًا بأفود من كتان».
ولا تزال بقايا هذا الرقص موجودة حتى يومنا هذا عند الدراويش (وهو المعروف بالذكر).
أما الشعائر المحرمة التي نقرؤها في «التوراة» فتحمل في ثناياها معنى أنها قبل أن تحرَّم كانت مستعملة عند اليهود الذين أخذوها عن جيرانهم، ثم حرمها فيما بعدُ مرشدوهم؛ لأنها لا تتمشى مع مبادئ الديانة اليهودية. يضاف إلى ذلك أن تحريم طبخ جدي في لبن أمه كان يعد أمرًا غريبًا، وقد فُسِّر تفسيرًا في هذه الجهة (راجع الخروج إصحاح 23 سطر 19): «أول أبكار أرضك تحضره إلى بيت الرب إلهك، لا تطبخ جديًا بلبن أمه.» (وكذا نفس السفر إصحاح 34 سطر 26).
ولم يكن الاعتراف «بيهوه» أنه الإله الأعلى بحق الفتح يحرم اعتبار الآلهة المحلية أنهم المراقبون على إنتاج الأرض، وقد كانت سلطة «يهوه» القضائية على الحكومة هي السلطة النافذة، أما شئون الحياة العادية كالزراعة والتجارة فلم تكن همه الأول.
ونجد أحيانًا — وعلى وجه خاص في الجزء الشمالي من المملكة العبرانية — أن «يهوه» كان قد اكتسب عدة صفات من صفات الإله «بعل»، فأصبح يعد رب السماء، ومرسل المطر، ومراقب العواصف. وكان الآباء اليهود يسمون بكر أولادهم باسم «يهوه»، والأصغر باسم «بعل»؛ ولذلك نجد أن نسبة الأسماء العبرانية المركبة مع اسم «بعل» كانت تزداد باستمرار في العهد الأول، فنجد أن «شاؤل» سمى ابنه «أش-بعل» (رجل بعل)، و«يهوناثان» سمى «مري-بعل» (بعل يقاوم)، و«داود» سمى «بعليا راع» (بعل يعرف). (راجع سفر الأيام الأول إصحاح 8 سطر 33-34): «ونير ولد قيس، وقيس ولد شاؤل، وشاؤل ولد يهوناثان وملكيشوع وأبيناداب وأشبعل وابن يهوناثان مريبيعل، ومريبيعل ولد ميخا.» (وكذا موجود بنفس السفر إصحاح 9 سطر 39-40 ونفس السفر إصحاح 14 سطر 7): «واليشمع وبعليا داع واليفلط.» وقد كان «ليهوه» مناهض في «بعل» الإله الكنعاني، حتى إنه في عهد «آخاب» و«أزابل» لم يكن يوجد أكثر من 7000 نسمة لم يجثوا على ركبهم لبعل، وهذا العدد على أية حال يَظْهَر أنه قد أرضى «اليشع» (سفر الملوك الأول إصحاح 19 سطر 18): «وقد أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف؛ كل الرُّكَب التي لم تَجْثُ للبعل، وكل فم لم يقبِّله».
...............................................
1-وهي تمثل النبات السرمدي الخضرة الذي يسكن فيه إله الخصب.
2- وذلك أنه فضلًا عن المعابد التي كانت تقوم في المدينة كان للكنعانيين محاريب معظمها محاريب في الهواء الطلق على قمم التلال، وهذه هي المرتفعات، وقد أنكرها مرارًا كتاب العهد القديم. (راجع سفر الملوك الأول إصحاح 13 سطر 2): «فنادى نحو المذبح بكلام الرب وقال: يا مذبح يا مذبح هكذا قال الرب: هو ذا سيولد لبيت داود ابن اسمه يوشيا، ويذبح عليك كهنة المرتفعات الذين يوقدون عليك وتحرق عليك عظام الناس».
3- كانت إلهة الحصاد في مصر تدعى «رنوتت»، وتمثَّل في صورة ثعبان. (راجع مصر القديمة جزء 5).
|
|
دون أهمية غذائية.. هذا ما تفعله المشروبات السكرية بالصحة
|
|
|
|
|
المنظمة العربية للطاقة تحذر من خطر.. وهذه الدولة تتميز بجودة نفطها
|
|
|
|
|
وفد أكاديمي يشيد بجهود مؤسسة الوافي في مجال التوثيق وحفظ التراث
|
|
|