مصادر صياغة الفرضيات البحثية

اتفق الباحثون على أن من بين أهم المصادر التي تساعد الباحث على وضع الفرضيات وصياغتها بشكل سليم تأتي الخبرة المتخصصة للباحث واطلاعه وقراءاته في النظريات والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع دراسته كذلك فإن الخيال العلمي للباحث، وقدرته على الربط المنطقي بين خياله والواقع، وهذا ما يسمى بالقدرة الإبداعية؛ لأنه ينطلق من ملاحظة وتجربة سابقة، فضلاً عن المصادر البيئية مثل المجتمع والمحيط الذي يعيش فيه الباحث. ويمكن إيجاز هذه المصادر بما يأتي:

1- الحدس والتخمين: أن الحدس ظاهرة طبيعية تحدث أو حدثت مع كل منا، فالفرضيات القائمة على الحدس يصعب ربطها بإطار عام يشملها، فالفكرة التي يتوصل إليها الباحث عن طريق الحدس قد تكون هي الحل الصحيح لمشكلة البحث، أو تساعد في التوصل إلى إدراك العلاقات بين الأشياء وفهمها.

2- الملاحظة والتجارب الشخصية: بحيث يعتمد الباحث على ملاحظاته الشخصية وتجاربه وخبراته في وضع فرضيات محددة.

3- الاستنباط من نظريات علمية: يطلع الباحث على النظريات العلمية في هذا المجال ويدرس أجزاءها وبناءً على ذلك يضع فرضياته.

4- المنطق: قد تبنى الفرضية على أساس المنطق وحكم العقل الذي يبررها، وتتم صياغة الفرضية بما يتفق مع المنطق.

وعند صياغة الفرضيات يمكن أن يكون للبحث فرضية واحدة رئيسة، أو عدة فرضيات ويشترط فيها أن تغطي كل الجوانب التي يعنيها البحث. ويمكن أن تصاغ النظرية بالإثبات أو النفي ولا تكون لنفس الموضوع بالنفي والإثبات. ولا يستحسن أن تكون الفرضية طويلة أو معقدة بحيث يصعب التعرف على متغيري الفرضية (المتغير المستقل والمتغير التابع). وعلى الباحث عند صياغة الفرضيات التأكد من تأثير المتغير المستقل على التابع. وتعد المعرفة والخبرة الجيدة في صياغة الفرضية من المتطلبات الأساسية لصياغة الفرضية، إذ لا مجال للتفسير العشوائي أو الاعتباطي. وبعد التأكد من صحة الفرضية قد تتحول فيما بعد إلى حقيقة أو نظرية.