المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6381 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التقسيم النباتي لجنس الحمضيات Citrus
19-8-2022
إجراءات التوظيف
16-10-2016
معنى التصرف القانوني المجرد
23-8-2021
مفهوم الجيوبولتيكس- المفهوم الحديث للجيوبولتيكس
25-4-2020
سيرَة الأَنبياء وَالأَوصياء في طَلَب الرزق
23-12-2016
Oxidation of Aldehydes
19-9-2019


طرق تحصيل ملكة السخاء  
  
137   10:14 صباحاً   التاريخ: 2025-01-02
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص260-261
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-01 1089
التاريخ: 19-7-2016 1425
التاريخ: 19-7-2016 2248
التاريخ: 19-7-2016 2069

إن هذه الفضيلة الاجتماعية كسائر الفضائل الاخرى تحصل في نفس الإنسان بالتعليم والتربية والتفكر والممارسة العملية.

إذا توجه الإنسان والتفت إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ هذه الأموال والثروات أمانة إلهية بيده ولا دوام لها ، فهذا العلم يدفع الإنسان إلى البذل والعطاء ويحسب ذلك وكأنه يضع هذه الأموال في صندوق أمين يحفظها ليوم الحاجة والفاقة ، وكذلك التأمل في آثار وبركات السخاء ومعطياته المهمة في واقع الإنسان وحياته فإنّ ذلك يمكنه أن يكون مؤثراً في تحريك عامل الشوق بالبذل والسخاء.

إن مطالعة تاريخ حياة الكرماء والبخلاء وسيرتهم والمقارنة بين هاتين الطائفتين من الاحترام الكبير والشخصية النافذة لدى الناس بالنسبة إلى الطائفة الاولى ، والذلّة والحقارة والدناءة وسوء السمعة الّتي تحدق بالطائفة الثانية ، كلّ ذلك من شأنه أن يورث الإنسان «السخاء» في دائرة السلوك الأخلاقي.

هذه الامور هي من البعد النظري للمسألة ، اما من حيث البعد العملي فإنّ الإنسان كلّما مارس هذا العمل أكثر وتمرّن عليه في واقعه الاجتماعي فان هذه الفضيلة سوف تتعمق في نفسه حتّى تحصل له ملكة الجود والسخاء ، لأن تكرار الأعمال الكريمة والتحرّك من موقع البذل والعطاء في التعامل مع الناس حتّى لو كان ذلك شاقاً على النفس فإنّه سيكون بالتدريج عادة ، ثمّ يتحول إلى حالة ، وبالتالي يكون ملكة أخلاقية في واقع النفس.

وضمناً فإنّ عملية تربية الوالدين والمعلم والاستاذ مؤثرة كثيراً في هذا المجال ، فلو أنّهم عودوا الطفل حالة الجود والسخاء منذ الطفولة فإنّ هذه الملكة الأخلاقية سوف تمد جذورها إلى أعماق نفوسهم وقلوبهم وتكون في الكبر جزءاً من شخصيتهم ، ويذكر في حالات «الصاحب بن عبّاد» أنّه كان في أوان صغره إذا أراد المضيّ إلى المسجد ليقرأ تعطيه والدته ديناراً ودرهماً كلّ يوم وتقول له تصدّق بها على أوّل فقير تلقاه فجعل هذا دأبه في شبابه إلى أن كبر وماتت والدته. وكان لا يدخل عليه في شهر رمضان بعد العصر أحد كائناً من كان فيخرج من داره إلّا بعد الافطار عنده وكانت داره لا تخلو في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان من ألف نفس مفطرة فيها وكانت صلاته وصدقاته وقرباته في هذا الشهر تبلغ مبلغ ما يطلق منها في جميع شهور السنة ([1]).

ونختم هذا البحث في بعض الأحاديث الشريفة :

ورد عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) أنّه قال : «الَجَنَّةُ دَارُ الاسْخِياء» ([2]).

ويقول الإمام الصادق (عليه‌ السلام) أنّ الله تعالى يقول «انّي جَوادٌ كريمٌ لا يُجَاوِرُني لَئيمٌ» ([3]).

وفي حديث آخر عن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) أنّه قال : «طَعامُ الجَوادِ دَواءٌ وَطَعامُ البَخيلِ داءٌ» ([4]).

وأحد العرفاء يدعى «ابن سمّاك» ([5]) يقول «عَجِبْتُ لِمَن يَشتَرِيَ الْمَماليكَ بِمالِهِ وَلا يَشتَرِي الْاحرارَ بِمَعروفِهِ» ([6]).

وقيل لابن عربي : من هو سيّدكم؟ فقال : «مَنِ احْتَمَلَ شَتْمَنَا وَاعطى سَائِلَنَا وَاغْضى جَاهِلَنا» ([7]).


[1] سفينة البحار ، مادّة صحب.

[2] المحجّة البيضاء ، ج 6 ، ص 62.

[3] المصدر السابق ، ص 64.

[4] المصدر السابق ، ص 61.

[5] عاش «ابن سمّاك» في القرن الثاني الهجري في زمن حكومة هارون الرشيد ، وتوفي عام 183 ه‍ ق في الكوفة ، يقول عنه المحدّث القمّي في سفينة البحار (مادة سمك) أنّه كان حسن الكلام صاحب مواعظ ، ويذكر ابن أبي الحديد أنّه دخل ابن السماك على الرشيد فقال له ، عظني ، ثمّ دعا بماء ليشربه فقال ، ناشدتك الله لو منعك الله من شربه ما كنت فاعلاً؟ قال ، كنت أفتديه بنصف ملكي ، قال ، فاشرب ، فلمّا شرب قال ، ناشدتك الله لو منعك الله من خروجه ما كنت فاعلاً؟ قال ، كنت افتديه بنصف ملكي ، قال ، إنّ ملكاً يفتدى بشربة ماء لخليق أن لا ينافس عليه.

[6] المحجّة البيضاء ، ص 65.

[7] المصدر السابق.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.