المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

زنبور الحنطة المنشاري (حشرات القمح والشعير)
14-2-2019
مشروعية الشفعة
17-10-2017
الشكل الخارجي والجلد للأسماك
16-12-2015
الامام الجواد وخلفاء بني العباس
19-9-2017
الإمام العسكري عليه ‌السلام والتفسير
2-12-2014
ماده ادیبوند 65
2023-08-22


سعادة الأطفال وشقاؤهم بيد الوالدين  
  
32   08:06 صباحاً   التاريخ: 2024-12-12
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص132ــ135
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

في الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عزّ وجلّ إذا أراد أن يخلق النطفة(1) التي مما أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له(2) فـيه ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع وأوحى إلى الرحم(3) أن افتحي بابك حتى يلج فيك خلقي وقضائي النافذ وقدري، فتفتح الرحم بابها فتصل النطفة إلى الرحم فتردد فيه أربعين يوماً(4)، ثم تصير علقة أربعين يوماً، ثم تصير مضغة أربعين يوماً، ثم تصير لحماً تجري فيه عروق مشتبكة، ثم يبعث الله ملكين خلاقين في الأرحام مــا يشاء الله فيقتحمان(5) في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء(6) فينفخان فيها روح الحياة والبقاء ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله ثم يوحي الله إلى الملكين اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري واشترطا لي البداء فيما تكتبان فيقولان: يا رب ما نكتب؟ فيوحي الله إليهما أن ارفعا رؤوسكما إلى رأس أمه فيرفعان رؤوسهما فإذا اللوح يقرع جبهة أمه فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته وزينته وأجله وميثاقه شقياً أو سعيداً وجميع شأنه قال: فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان(7) ثم يختمان الكتاب ويجعلانه بين عينيه ثم يقيمانه قائماً في بطن أمه، قال: فربما عتى(8) فانقلب ولا يكون ذلك إلا في كل عات أو مارد وإذا بلغ أو ان خروج الولد تاماً أو غير تام أوحى الله عزّ وجل إلى الرحم أن افتحي بابك حتى يخرج خلقي إلى أرضي وينفذ فيه أمري فقد بلغ أوان خروجه، قال: فيفتح الرحم باب الولد فيبعث الله إليه ملكا يقال له: زاجر فيزجره زجرة فيفزع منها الولد فينقلب فيصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في أسفل البطن ليسهل الله على المرأة وعلى الولد الخروج، قال: فإذا احتبس زجره الملك زجرة أخرى فيفزع منها فيسقط الولد إلى الأرض باكياً فزعاً من الزجرة(9).

الشقى شقِيُّ في بطن امه

قال تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 105، 106].

قال الإمام الرضا (عليه السلام): إذا تمَّت الأربعة أشهرٍ [يعني لِلنُّطفة] بعث الله تبارك وتعالى إليها ملكين خلاقين يُصوّرانِهِ، ويكتبان رِزقه وأجله وشقياً أو سعيداً(10).

وقال الإمام علي (عليه السلام): ثُم يبعث الله ملك الأرحام... يقول: يا إلهي، أشقي أم سعيد؟ فيُوحِي اللهُ عزَّ وجلَّ مِن ذلك ما يشاء ويكتُبُ الملك(11).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): السَّعيد من سعد في بطن أُمِّهِ، والشَّقِيُّ من شقي في بطن أُمِّه.

وعنه (صلى الله عليه وآله): ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنَّة والنار، وإلا وقد كتبت شقيّةً أو سعيدةً، أما أهلُ السَّعادة فيُيسّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشَّقاوة فيُيسّرون لعمل أهل الشقاوة(12).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى ينقل الـعـبـد مـن الشقاء إلى السَّعادة، ولا ينقلُه مِن السَّعادة إلى الشَّقاء(13).

وعنه (عليه السلام) - فيمن زار الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقِّهِ: وإن كان شقيّاً كُتِب سعيداً، ولم يزل يخُوضُ في رحمة الله عزَّ وجلَّ(14).

وعنه (عليه السلام) - فيمن قرأ سورة «الكافِرُون» و«الإخلاص» في الفريضة -: وإن كان شقيّاً مُحِي مِن ديوان الأشقياء، وأثبت في ديوان السعداء(15).

وعنه (عليه السلام) - بعد ذكر دعاء -: ما من عبدٍ مُؤْمِنٍ يدعُو بِهِنَّ مُقبِلا قلبُهُ إِلَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلا قضى حاجته، ولو كان شقيّاً رجوتُ أن يُحوَّل سعِيداً(16).

فيتضح مما سبق مدى أهمية رحم الأم في سعادة الطفل وشقائه، وكذلك اتضح السبب في عدم التركيز كثيراً على أصلاب الآباء، إذ أن الرحم هو المصدر الأساسي للسعادة والشقاء، وفيه يتقرر مصير الإنسان وسلوكه بنسبة كبيرة، فبعض الأطفال يبتلى بقسم من العيوب والنواقص العضوية ويولد معها، وهناك بعض الأطفال نجدهم سالمين من حيث القوام البدني، ولكنهم مصابون ببعض الانحرافات والعوارض النفسية والروحية، قد يكون سببها نشأ وهم في بطون أمهاتهم. إن الانحرافات البدنية والنفسية كثيرة، وهناك الكثير منها لا يزال مجهولاً لدى العلماء حتى اليوم، إلا أن قسماً كبيراً من تلك العاهات يمكن الاتقاء منها عند إحراز السلامة البدنية والنفسية للآباء والأمهات.

_____________________________

(1) أي يخلقها بشراً تاماً.

(2) أي يبدو له في خلقه فلا يتم خلقه بأن يجعله سقطاً.

(3) حرك الرجل للجماع، بإلقاء الشهوة عليه، وإيحاؤه سبحانه إلى الرحم كناية عن فطره إياها على الإطاعة طبعاً.

(4) في بعض النسخ (أربعين صباحاً) وقوله. " فتردد " بحذف إحدى التاءين أي تتحول من حال إلى حال.

(5) أي يدخلان من غير استرضاء واختيار لها.

(6) أي الروح المخلوقة في الزمان المتقادم قبل خلق جسده وكثيراً ما يطلق القديم على هذا المعنى في اللغة والعرف كما لا يخفى على من تتبع كتب اللغة وموارد الاستعمالات، والمراد بها النفس النباتية أو الحيوانية أو الإنسانية. وقيل: عطف البقاء على الحياة دالة على أن النفس الحيوانية باقية في تلك النشأة وأنها مجردة عن المادة وأن النفس النباتية بمجردها لا تبقى.

(7) قرع اللوح جبهة أمه كأنه كناية عن ظهور أحوال أمه وصفاتها وأخلاقها مـن نـاصيتها وصورتها التي خلقت عليها، كأنه جميعاً مكتوبة عليها وإنما تستنبط الأحوال التي ينبغي أن يكون الولد عليها من ناصية أمه ويكتب ذلك على وفق ما ثمة للمناسبة التي تكون بينه وبينها وذلك لأن جوهر الروح إنما يفيض على البدن بحسب استعداده وقبوله إياه واستعداد البدن تابع لأحوال نفسي الأبوين وصفاتهما وأخلاقهما، ولا سيما الأم المربية له على وفق ما جاء به من ظهر أبيه فناصيتها حينئذ مشتملة على أحواله الأبوية والأمية أعني ما يناسبهما جميعاً بحسب مقتضى ذاته وجعل الكتاب المختوم بين عينيه كناية عن ظهور صفاته وأخلاقه من ناصيته وصورته التي خلق عليها وأنه عالم بها وقتئذ بعلم بارئها بها لفنائه بعد وفناء صفاته في ربه لعدم دخوله بعد في عالم الأسباب والصفات المستعارة والاختيار المجازي ولكنه لا يشعر بعلمه فإن الشعور بالشيء أمر والشعور بالشعور أمر آخر.

(8) عتا عتواً وعتياً استكبر وجاوز الحد فهو عات وعتى.

(9) الكافي - الشيخ الكليني: 6/ 13 ــ 15.

(10) قرب الإسناد: 353 / 1262.

(11) علل الشرائع: 95/ 4.

(12) كنز العمال: 491، 579، 538.

(13) التوحيد: 358 / 6.

(14) كامل الزيارات: 164.

(15) ثواب الأعمال: 155/1.

(16) الكافي: 2/ 516/ 1. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.