المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مسؤولية الوالدين في اصلاح الاطفال  
  
2417   10:46 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص349ـ 352
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

الوالدان مسؤولان..

مسؤولان عن تربية الأطفال، وعن إنحرافهم..

مسؤولان في مقابل الله جل وعلا، وفي مقابل الضمير والمجتمع..

فلو صدر من الوالدين سلوك خاطئ امام الطفل وتعلمه الأخير فعليهما تحمل المسؤولية كما لو غامرهما الفخر في حال حقق الطفل انتصاراً أو احرز تفوقاً في مجال ما.

على هذا الأساس ففي الوقت الذي يمكن الإنجاب بسهولة يصعب ان يكون الإنسان اباً وأماً بالمعنى الحقيقي ومسؤوليتهما أصعب؛ فالطفل أمانة الله ولا يمكن إيكال أمره لأي احد ولو حدث ان تنصل الوالدان من تربيته أو ما شابه ذلك فعلى الحكومة الإسلامية أو الحاكم الشرعي تعيين ولي أمر آخر.

يعزو عدم إصلاح كثير من الحالات المشينة في الطفل الى عدم إهتمام الوالدين بإصلاحها عملياً أو ان اسلوبهما غير محبب حتى يجذب الأطفال وبالتالي يمتنع عن سلوكه المشين علماً ان الطفل يتطلع الى ان يعرف دليل كل عمل يقوم به الوالدان.

ـ ضرورة إصلاح الذات أولاً :

انطلاقاً من هذا المفهوم فإننا نرى ان المصلحة تقضي بأن توكل عملية تأهيل الأطفال الى أشخاص كفوئين، وإذا لم يكن الوالدان بالمستوى المطلوب ولهما تصرفات غير لائقة فعليهما السعي في إصلاح نفسيهما أولاً.

ينبغي ان تكون بيئة العائلة طاهرة من الرذائل والفساد والعوامل الملوثة، وعلى الوالدين في هذا السياق تجنب ارتكاب الفعال المشينة ويعملا على تهذيب أخلاقهما وترسيخ التقوى في نفسيهما ليكونا أفضل اسوة صالحة لتربية الطفل وبناء شخصيته ورفده بكل ما هو حسن.

لا يحق لنا بعد ان أصبحنا أباً أو اماً ان نتحدث بصفتنا مستقلين ولا يصح ان نتصرف بكل ما يرد على خاطرنا بل ينبغي لنا ممارسة الرقابة على انفسنا حتى نحول دون انتقال العيوب والسلوك الخاطئ الى الطفل.. على الوالدين وباعتبارهما بناة الحياة ان يكونا بمستوى المهمة ويتوفر فيهما ما يرغبان بتزويد الطفل به من فكر ووعي وفعال.

ما من شك ان كلاً منا يعاني من عيوب ونقص لكن المهم هو ان نتخلص منها بشكل ما ونعمل على بناء انفسنا بالصورة الصحيحة و...

ـ قيادة الطفل.. على أي منوال؟

يتحمل الوالدان قيادة وإرشاد الطفل على ان هذه القيادة يجب ان تكون واعية من جهة وتتسم بالحيطة من جهة أخرى؛ فهما يهيمنان على حياة الطفل بكل ابعادها وإن أرادا النجاح في تربيتهما للطفل وبناء شخصيته فلا بد لهما من تحديد نهج وهدف معين يتحركان باتجاهه.

فالعشوائية والسطحية في قيادة الطفل تقلل من مستوى العملية التربوية وقيمتها بل وتتخللها في بعض الحالات أخطاء كثيرة وربما تسببت في بروز وضع لا ننشده للطفل فيما بعد.. إن الإهتمام المنطقي بالأمور والسعي لحل المشاكل عن طريق التأمل والفكر يعد من ضروريات الحياة العائلية في إطار تربية الطفل.

إننا نعتقد بإمكانية زرع مفاهيم الصدق والحرص وعدم التبذير وتحمل المسؤولية والتضحية وحب الخير للآخرين والتحلي بالمثل الإنسانية والقدرة على اتخاذ القرارات في الطفل من خلال القيادة الصحيحة في البيت وإعداده للمشاركة في حياة إجتماعية بصورة مؤثرة.

ـ على صعيد الأمر والنهي:ـ

يعتبر الأمر والنهي جزءاً من مهام العائلة في كافة الحالات وخاصة ما يتعلق بتأهيل الطفل، على ان يكون الأمر والنهي متناسباً مع إمكانات الطفل وقدراته بحيث يمكنه العمل بهما بصورة جيدة.

ينبغي أن يتصف الأمر والنهي بالحزم فيما يتعلق بالأطفال لكي يؤمنوا بضرورة العمل بها دون ان يشعروا بالضغط أو انها مفروضة عليهم. هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب على العائلة السعي لأن يحترم الطفل أمر والديه ويبادر الى تنفيذه؛ فلو أمره الوالدان ومن أجل الخروج من حالة الكسل بلملمة فراشه يومياً فعليه ان يمتثل لذلك لحين صدور الأمر بتركه.

النقطة الأخرى التي من الضروري الإشارة إليها في هذا المجال، أن يكون الأمر والنهي منطقيين ومتماشيين مع العقل السليم ولا ينمان عن الجهل أولا ينطبقان مع العقل السليم.. كما يجب ان لا يتناقض أمر مع أمر آخر لأن ذلك سيجعل الطفل في حيرة من أمره إذ يأمره الأب بشيء وتأمره الأم بخلافه أو ان يأمره الوالدان بشيء والأبن الأكبر لا يمتثل له.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.