العروض الوسطى هي العروض التي تنحصر جغرافياً بين المدارين والدائرتين. ولكن التأثير الطقسي للعروض الوسطى قد يتعدى المدارين ليصل تأثيره أحيانا إلى دوائر عرض قريبة من خط الاستواء، فقد يصل تأثيره إلى دائرة عرض 17 ، إما العروض العليا فهي جغرافياً العروض المحصورة بين الدائرتين والقطبين. ولكن هناك تأثير متبادل بين العروض الوسطى والعليا طقسياً. فتأثير العروض الوسطى قد يتعدى الدائرتين خاصة في فصل الصيف، ليصل إلى دائرة عرض 60، كما إن طقس العروض العليا قد يتعدى الدائرتين إلى تقريباً دائرة عرض 30 ، التأثير الطقسي المقصود هنا هو الكتل الهوائية التي تحمل صفات المناطق التي تنشأ فيها، أو تأثير العواصف والتيارات البحرية التي تنقل الصفات أو الطاقة إلى المناطق التي تتحرك إليها. ليس هناك حدود للهواء لكي يحصر بها ولكن لوحظ أن هناك تباين طقسي أو مؤثرات طقسية مختلفة بين العروض المختلفة. فكما لاحظنا في الفصل السابق إن المؤثرات على العروض الدنيا ليست نفس المؤثرات على العروض الوسطى والعليا. لذلك لابد من أن تدرس هذه العروض بشك منفصل ليتم التركيز على المميزات التي تتمتع بها هذه العروض.

ودراسة طقس العروض الوسطى والعليا سيدخلنا في مناقشة ظواهر ومظاهر جديدة لم نتطرق إليها لحد ألان كالمنخفضات والمرتفعات الجوية، وكذلك مظاهر دورة الهواء في طبقات الجو العليا التي وجد أن لها تأثير كبير على مظاهر الطقس السطحية. لذلك سنحاول في هذا الفصل أن نتعرض إلى المؤثرات السطحية والعليا على الطقس السائد في العروض الوسطى والعليا، وكيفية التنبؤ الجوى الجارية لهذه العروض.