المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



النبي (صلى الله عليه وآله) حمله ومولده وارضاعه  
  
4137   04:24 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص313-314
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / الولادة والنشأة /

حملت به امه أيام التشريق قالت : فما وجدت له مشقة حتى وضعته ثم خرج أبوه عبد الله وامه حامل به في تجارة له إلى الشام فلما عاد نزل على أخواله بني النجار بالمدينة فمرض هناك ومات ورسول الله (صلى الله عليه واله) حمل وقيل كان عمره سنتين وأربعة أشهر وقيل كان عمره سبعة أشهر وقيل شهرين وكان عبد الله فقيرا لم يخلف غير خمسة من الإبل وقطيع غنم وجارية اسمها بركة وتكنى أم أيمن وهي التي حضنت النبي (صلى الله عليه واله) .

ولد (صلى الله عليه واله) بمكة يوم الجمعة أو يوم الاثنين عند طلوع الشمس أو عند طلوع الفجر أو عند الزوال على اختلاف الأقوال السابع عشر من شهر ربيع الأول على المشهور بين الامامية وقال الكليني منهم لاثنتي عشرة ليلة مضت منه وهو المشهور عند غيرهم وبعضهم وافقنا.

واتفق الرواة على أنه (صلى الله عليه واله) ولد عام الفيل بعد خمسة وخمسين يوما أو خمسة وأربعين أو ثلاثين يوما من هلاك أصحاب الفيل لأربع وثلاثين سنة وثمانية أشهر أو لاثنتين وأربعين سنة مضت من ملك كسرى انو شروان ولسبع بقين من ملكه .

وأرسلت آمنة إلى عبد المطلب تبشره فسر بذلك ودخل عليها وقام عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه وقال :

الحمد لله الذي أعطاني  *  هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان  *  أعيذه بالله ذي الأركان

حتى أراه بالغ البنيان    *   أعيذه من شر ذي شنان

                 من حاسد مضطرب العنان

وكانت ولادته في الدار المعروفة بدار ابن يوسف وهو محمد بن يوسف أخو الحجاج وكان (صلى الله عليه واله) وهبها لعقيل بن أبي طالب فلما توفي عقيل باعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج فلما بنى داره المعروفة بدار ابن يوسف ادخل ذلك البيت في الدار ثم أخذته الخيزران أم الرشيد فأخرجته وجعلته مسجدا يصلي فيه وهو معروف إلى الآن يزار ويصلى فيه ويتبرك به ولما اخذ الوهابيون مكة في عصرنا هذا هدموه ومنعوا من زيارته على عادتهم في المنع من التبرك بآثار الأنبياء والصالحين وجعلوه مربطا للدواب .

أرضعته أولا ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح أياما قبل ان تقدم حليمة وكانت أرضعت قبله عمه حمزة فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يكرمها وتكرمها زوجته خديجة أم المؤمنين وأعتقها أبو لهب بعد الهجرة فكان (صلى الله عليه واله) يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت فسال عن ابنها مسروح فقيل مات فسال عن قرابتها فقيل ماتوا .

ثم أرضعته حتى شب حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله السعدية من بني سعد بن بكر وكان أهل مكة يسترضعون لأولادهم نساء أهل البادية طلبا للفصاحة ولذلك قال (صلى الله عليه وآله) أنا أفصح من نطق بالضاد ، بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد . فجاء عشر نسوة من بني سعد بن بكر

يطلبن الرضاع وفيهن حليمة فأصبن الرضاع كلهن إلا حليمة وكان معها زوجها الحارث المكنى أبا ذؤيب وولدها منه عبد الله فعرض عليها رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت يتيم ولا مال له وما عست امه ان تفعل فخرج النسوة وخلفنها فقالت لزوجها ما ترى قد خرج صواحبي وليس بمكة غلام يسترضع الا هذا الغلام اليتيم فلو انا أخذناه فاني أكره ان ارجع بغير شيء فقال لها خذيه عسى الله ان يجعل لنا فيه خيرا فأخذته فوضعته في حجرها فدر ثدياها حتى روي وروي أخوه وكان اخوه لا ينام من الجوع فبقي عندها سنتين حتى فطم فقدموا به على أمه زائرين لها وأخبرتها حليمة ما رأت من بركته فردته معها ثم ردته على أمه وهو ابن خمس سنين ويومين .

وقدمت حليمة على رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد ما تزوج فبسط لها رداءه وأعطتها خديجة أربعين شاة وأعطتها بعيرا .

وجاءت إليه يوم حنين فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه .

وجاءه وفد هوازن يوم حنين وفيهم أبو ثروان أو أبو برقان عمه من الرضاعة وقد سبي منهم وغنم وطلبوا ان يمن عليهم فخيرهم بين السبي والأموال فقالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا وما كنا لنعدل بالأحساب شيئا فقال اما ما لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وسأسأل لكم الناس فقال المهاجرون والأنصار ما كان لنا فهو لرسول الله وأبى بعض المؤلفة قلوبهم من قبائل العرب وقبائلهم فأعطاهم إبلا عوضا من ذلك ويأتي تفصيله في وقعة حنين وجاءوا يوم حنين بأخته (صلى الله عليه وآله) من الرضاعة وهي الشيماء بنت الحارث فقالت يا رسول الله اني أختك من الرضاعة فبسط لها رداءه فأجلسها عليه وقال إن أحببت فعندي محببة مكرمة وان أحببت ان أعطيك وترجعي إلى قومك فقالت بل تعطيني وتردني إلى قومي .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.