أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-12-2015
5720
التاريخ: 2024-11-03
194
التاريخ: 1-1-2016
2747
التاريخ: 10-3-2022
2744
|
إن حركة الرياح في المدينة تختلف عن حركة الرياح في المناطق المجاورة لها من خلال اختلاف السرعة والتيارات الهوائية فوق المدينة. وسبب هذا الاختلاف هو إن أبنية المدينة العالية تكون عائقاً بوجه سرعة الرياح. أي إن هذه الأبنية تكون سطحاً خشناً يزيد من عامل الاحتكاك مع حركة الهواء مما يؤدي إلى خفض سرعتها. كما إن الحرارة في منطقة الجزيرة الحرارية تؤدي إلى تسخين للهواء مما يدفع به للارتفاع على شكل تيارات هوائية، هذا فضلاً عن أن عائق الأبنية مع التسخين يؤديان إلى زيادة الاضطرابات الهوائية في جو المدينة. لكل ذلك فأن المدينة تتميز بانخفاض سرعة الرياح فيها عن المناطق المجاورة وان فترات سكون الهواء فوق المدينة أكثر من هذه الفترات فوق الريف المجاور. ولابد من الإشارة إلى الصعوبات التي يجابهها الباحثون في مجال قياس الرياح فليس هناك تسجيلات لسرعة الرياح في الشوارع ومناطق العمل في المدينة. بل إن كل تسجيلات السرعة في المدينة تأخذ أما من أسطح البنايات أو من مواقف السيارات الكبيرة. وهكذا فأن اختلاف سرعة الرياح في المدينة تم مقارنتها بما يجاورها بقياسات لا تعبر بشكل دقيق عن طبيعة سرعة الرياح في المدينة.
إن القاعدة التي تبين إن سرعة هواء المدينة اقل من سرعة هواء المناطق المجاورة ليست عامة كما يبدو من نتائج البحوث. ففي دراسة لجاندلر Chandler عن سرعة الرياح في وسط مدينة لندن وسرعة الرياح في المطار المجاور، وجد إن سرعة الرياح تختلف بين الليل والنهار. ففي النهار يكون هواء المناطق المجاورة دائماً أسرع من الهواء في المدينة، وفي الليل يحدث العكس. ويحاول الباحث أن يعطي سببا لذلك فيذكر انه في النهار يتغلب عنصر إعاقة الأبنية للرياح وبذلك تقل سرعة الهواء في المدينة عن سرعته في المناطق المجاورة بينما في الليل، ولان الرياح تميل إلى السكون في المناطق المكشوفة نتيجة التبريد وتكوين طبقة من الهواء المستقر، فأن المدينة في هذه الحالة مازالت أدفأ من المناطق المجاورة. لذلك يكون استقرار الهواء فيها اقل من المناطق المجاورة مما يؤدي إلى حركة رياح تكون أسرع من المناطق المجاورة.
ويبين جاندلر إن ليالي الصيف وأيام وليالي الشتاء تكون فيها الرياح أسرع في المدينة إذا كانت سرعة الرياح دون 5.5 م /ثا ولابد من القول إن الاختلاف في السرعة بين هواء المدينة والمناطق المجاورة يقل كلما زادت سرعة الهواء إن مثال لندن قد لا ينطبق على مدن أخرى فقد وجد عدد من الباحثين نتائج مختلفة بهذا الصدد عن النتيجة التي توصل إليها جاندلر. لذلك يبدو إن لكل مدينة ظروفها والتي تؤثر في اختلاف سرعة الهواء فيها، وأن جميع البحوث التي تناولت اختلاف سرعة الرياح بين المدينة والريف المجاور لم تكن بنفس التفصيل الذي تم في لندن. كما إن اختلاف مواقع أجهزة التسجيل لسرعة الرياح قد يكون لها تأثير في نتائج الدراسات.
أما بالنسبة إلى اتجاه الرياح وحركة التيارات الهوائية فوق المدينة، فأن الافتراض هو، لما كان الهواء في وسط المدينة (الجزيرة الحرارية) يسخن أكثر من الهواء المجاور، فأنه سوف يكون تيارات هوائية صاعدة تؤدي إلى انخفاض نسبي في الضغط يتطلب جلب هواء من المناطق المجاورة ليحل محل الهواء المتصاعد. وبذلك يتم جلب هواء بارد نسبياً من المناطق المجاورة للمدينة ويسمى بنسيم الريف. إن هذا الافتراض يرتبط إذاً بتكون الجزيرة الحرارية ووضوحها، أي نسبة الاختلاف بين درجة حرارة وسط المدينة والمناطق المجاورة. فإذا كانت الجزيرة الحرارية ضعيفة، فلا يسجل دخول هواء من المناطق المجاورة إلى وسط المدينة. وقد أثبتت عدد من البحوث وجود هذا الهواء عندما تكون الجزيرة الحرارية شديدة الوضوح وعندما تكون سرعة الرياح في الإقليم خفيفة. أما إذا اشتدت سرعة الرياح العامة فأن هذه الدورة تنعدم ولا يمكن إثباتها. فمن جهة تختفي الجزيرة الحرارية عندما تشتد حركة الرياح العامة، ومن جهة أخرى فأن سرعة الرياح العالية تخفي إثر حركة نسيم الريف. فقد وجد إن مدينة نيويورك يتصاعد منها تيار هوائي من جزيرة منهاتن (قلب (المدينة) ليؤدي إلى هبوط تيارات هوائية على أطراف المدينة. كما إن هواءاً سطحياً بارداً نسبياً ينساب من المناطق المجاورة إلى قلب المدينة عندما تكون سرعة الرياح العامة خفيفة. وحتى مع وضوح هذه الدورة فإن الرياح السطحية داخل المدينة تبقى أخف من سرعة رياح المناطق المجاورة بسبب العوائق المرتفعة. ويستثنى من ذلك الشوارع التي تمتد باتجاه مواز لحركة الرياح، حيث تكون السرعة فيها أعلى من المناطق المجاورة وذلك لان الأبنية على جانبي الشارع تحصر الهواء فتزيد من سرعته.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|