المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اللبرنت كما وصفه بليني.
2024-02-21
العناصر الجائزة الخصم على القيمة المضافة
8-4-2022
المعايير المهنية التي تناولت تقارير المدققين الداخليين والصادرة عن ادارة التدقيق الداخلي
2023-03-17
توبة المؤمن
2023-03-23
هيبته ووقاره
6-4-2016
السبر والتقسيم
5-11-2014


غزوة ذات السلاسل التي حذفوها من السيرة !  
  
429   04:33 مساءً   التاريخ: 2024-11-04
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج2، ص389-397
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015 3096
التاريخ: 11-12-2014 3617
التاريخ: 5-11-2015 3404
التاريخ: 2-7-2017 3201

1 . غزوة ذات السلاسل برواية أهل البيت « عليهم السلام »

ذات السلاسل : اسم لمنطقة في الحجاز على بعد خمس مراحل من المدينة من جهة مكة ويعرف المكان باسم وادى الرمل ، وباسم السلسلة ، وقيل سميت الغزوة بذات السلاسل ، لأنهم جاؤوا بالأسرى مربوطين ببعضهم كسلسلة .

وسببها أن الله أخبر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن جمعاً من قبائل سليم يستعدون لغزو المدينة ، فأرسل سرية من بضع مئات بقيادة أبى بكر ، فرجع منهزماً ، ثم أرسل عمر فرجع منهزماً ، ثم أرسل عمرو بن العاص فرجع منهزماً . فأرسل علياً ( عليه السلام ) ومعه أبو بكر وعمر وخالد وابن العاص فسلك طريقاً ضلل جواسيس سليم ، وأغار صباحاً مبكراً على مركز تجمعهم فنزلت سورة : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . وهزمهم وأسر منهم وجاء بهم مقرنين في الحبال كأنهم سلسلة .

ففي أمالي الطوسي / 407 : « عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا ؟ قال : وجَّه رسول الله عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزماً يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه ، فلما انتهى إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي : أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريده من فرسان المهاجرين والأنصار . فوجهه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال له : أكمن النهار ، وسِر الليل ولا تفارقك العين . قال فانتهى على إلى ما أمره به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسار إليهم فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله على نبيه : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . . إلى آخرها » .

وفى الإرشاد : 1 / 162 : « ثم كانت غزاة السلسلة وذلك أن أعرابياً جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فجثا بين يديه وقال له جئتك لأنصح لك ، قال : وما نصيحتك ؟ قال : قوم من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل وعملوا على أن يبيتوك بالمدينة . . » .

وفى مناقب آل أبي طالب : 2 / 328 : « أبو القاسم بن شبل الوكيل ، وأبو الفتح الحفار بإسنادهما عن الصادق ( عليه السلام ) ، ومقاتل والزجاج ووكيع والثوري والسدي وأبو صالح وابن عباس : أنه أنفذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر في سبع مائة رجل ، فلما صار إلى الوادي وأراد الإنحدار فخرجوا إليه فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعاً كثيراً ، فلما قدموا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث عمر فرجع منهزماً ، فقال عمرو بن العاص : إبعثنى يا رسول الله فإن الحرب خدعة ولعلى أخدعهم . فبعثه فرجع منهزماً ، وفى رواية أنه أنفذ خالداً فعاد كذلك ، فساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذلك ، فدعا علياً ( عليه السلام ) وقال : أرسلته كراراً غير فرار ، فشيعه إلى مسجد الأحزاب ، فسار بالقوم متنكباً عن الطريق يسير بالليل ويكمن بالنهار ، ثم أخذ على محجة غامضة فسار بهم حتى استقبل الوادي من فمه ، ثم أمرهم أن يعكموا الخيل وأوقفهم في مكان وقال لا تبرحوا ، وانتبذ أمامهم وأقام ناحية منهم ، فقال خالد وفى رواية قال عمر : أنزلنا هذا الغلام في واد كثير الحيات والهوام والسباع ، إما سبع يأكلنا أو يأكل دوابنا ، وإما حية تعقرنا وتعقر دوابنا ، وإما يعلم بنا عدونا فيأتينا ويقتلنا ! فكلموه نعلو الوادي ، فكلمه أبو بكر فلم يجبه ، فكلمه عمر فلم يجبه ، فقال عمرو بن العاص : إنه لا ينبغي أن نضيع أنفسنا ! إنطلقوا بنا نعلو الوادي فأبى ذلك المسلمون ! وفى رواية أبت الأرض أن تحملهم ، أي لم يستطيعوا المشي ! قالوا فلما أحس ( عليه السلام ) الفجر قال : إركبوا بارك الله فيكم ، وطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم وأشرف عليهم قال لهم : اتركوا عكمة دوابكم ! قال فشمت الخيل ريح الإناث فصهلت ، فسمع القوم صهيل خيلهم فولوا هاربين .

وفى رواية مقاتل والزجاج أنه كبس القوم وهم غادون فقال : يا هؤلاء أنا رسول رسول الله إليكم أن تقولوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإلا ضربتكم بالسيف . فقالوا : انصرف عنا كما انصرف الثلاثة فإنك لا تقاومنا ! فقال ( عليه السلام ) : إنني لا أنصرف أنا علي بن أبي طالب ، فاضطربوا وخرج إليه الأشداء السبعة وناصحوه وطلبوا الصلح فقال ( عليه السلام ) : إما الإسلام وإما المقاومة فبرز إليه واحد بعد واحد ، وكان أشدهم آخرهم وهو سعد بن مالك العجلي وهو صاحب الحصن فقتلهم ، فانهزموا ودخل بعضهم في الحصن ، وبعضهم استأمنوا وبعضهم أسلموا ، وأتوه بمفاتيح الخزائن .

قالت أم سلمة : انتبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) من القيلولة فقلت : الله جارك ما لك ؟ فقال : أخبرني جبرئيل بالفتح ونزلت : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . !

قال أبو منصور الكاتب :

أقسم بالعاديات ضبحا * حقاً وبالموريات قدحا

وقال المدني :

وقوله والعاديات ضبحا * يعنى علياً إذْ أغار صُبحا

على سليم فشنها كفحا * فأكثر القتل بها والجرحا

وأنتم في الفُرش نائمونا !

فبشر النبي ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه بذلك وأمرهم باستقباله والنبي يتقدمهم ، فلما رأى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ترجل عن فرسه فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إركب فإن الله ورسوله عنك راضيان ، فبكى على ( عليه السلام ) فرحاً ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي لولا أنى أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح . . الخبر . وقال العوني :

من ذا سواه إذا تشاجرت القنا * وأبى الكماة الكر والإقداما

وتصلصلت حلق الحديد وأظهرت * فرسانها التصحاج والإحجاما

ورأيت من تحت العجاج لنقعها * فوق المغافر والوجوه قتاما

كشف الإله بسيفه وبرأيه * يظمى الجواد ويروى الصمصاما

ووزيره جبريل يقحمه الوغى * طوعا وميكال الوغى إقحاما

وقال الحميري :

وفى ذات السلاسل من سليم * غداة أتاهم الموت المبير

وقد هزموا أبا حفص وعمراً * وصاحبه مراراً فاستطيروا

وقد قتلوا من الأنصار رهطاً * فحل النذر أو وجبت نذور

أذادَ الموت مشيحة ضخاماً * جحاجحة يسد بها الثغور » .

ورواه في الخرائج : 1 / 167 ، وفيه : « وكان المشركون قد أقاموا رقباء على جبالهم ينظرون إلى كل عسكر يخرج إليهم من المدينة على الجادة ، فيأخذون حذرهم واستعدادهم ، فلما خرج على ترك الجادة وأخذ بالسرية في الأودية بين الجبال . فلما رأى عمرو بن العاص قد فعل على ذلك علم أنه سيظفر بهم فحسده ، فقال لأبى بكر وعمر ووجوه السرية : إن علياً رجل غِرٌّ لاخبرة له بهذه المسالك ، ونحن أعرف بها منه ، وهذا الطريق الذي توجه فيه كثير السباع ، وسيلقى الناس من معرتها أشد ما يحاذرونه من العدو فاسألوه أن يرجع عنه إلى الجادة !

فعرفوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذلك ، قال : من كان طائعاً لله ولرسوله منكم فليتبعنى ومن أراد الخلاف على الله ورسوله فلينصرف عني . فسكتوا وساروا معه ، فكان يسير بهم بين الجبال بالليل ويكمن في الأودية بالنهار ، وصارت السباع التي فيها كالسنانير ، إلى أن كبس المشركين وهم غارُّونَ آمنون وقت الصبح ، فظفر بالرجال والذراري والأموال فحاز ذلك كله ، وشد الرجال في الحبال كالسلاسل فلذلك سميت غزاة ذات السلاسل .

فلما كانت الصبيحة التي أغار فيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على العدو ومن المدينة إلى هناك خمس مراحل ، خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصلى بالناس الفجر وقرأ : وَالْعَادِياتِ . . في الركعة الأولي ، وقال : هذه سورة أنزلها الله على في هذا الوقت يخبرني فيها بإغارة على على العدو » .

وقال في الإرشاد : 1 / 113 : غزوة وادى الرمل ، ويقال : إنها كانت تسمى بغزوة السلسلة وفيه / 116 : « فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لبعض من كان معه في الجيش : كيف رأيتم أميركم ؟ قالوا : لم ننكر منه شيئاً إلا إنه لم يؤم بنا في صلاة إلا قرأ بنا فيها بقل هو الله أحد ! فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) سأسأله عن ذلك ، فلما جاءه قال له : لمَ لم تقرأ بهم في فرائضك إلا بسورة الإخلاص ؟ فقال : يا رسول الله أحببتها . قال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فإن الله قد أحبك كما أحببتها . ثم قال له : يا علي لولا أنني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر بملأ منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك » !

ورواها فرات في تفسيره / 591 ، وفيه : « وما زال على ليلته قائماً يصلى حتى إذا كان في السحر قال لهم : إركبوا بارك الله فيكم ، قال : فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . فَالْمُورِياتِ قَدْحًا . فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا . فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا . . . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تخالط القوم ورب الكعبة » .

وفى تفسير فرات / 591 ، « وسار على فيمن معه متوجهاً نحو العراق وظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه حتى أتاهم من الوادي ، ثم جعل يسير الليل ويكمن النهار . . . فقتل منهم مائة وعشرين رجلاً وكان رئيس القوم الحارث بن بشر ، وسبى منهم مائة وعشرين ناهداً » . وتفسير القمي : 2 / 434 ، إعلام الوري : 1 / 382 وسماها غزوة وادى الرمل . وكشف الغمة : 1 / 230 وسماها غزاة السلسلة . وكذا العلامة في كشف اليقين / 151 . وتأويل الآيات : 2 / 839 و 843 ، عن أبي جعفر « عليه السلام » . . .

وروى في تفسير فرات / 599 ، رواية مفصلة في سبب نزول سورة العاديات ، خلاصتها أن أهل وادى اليابس جمعوا اثنى عشر ألفاً لغزو المدينة . .

وفى تأويل الآيات : 2 / 840 : « وأمر عليهم أبا بكر فسار إليهم ، فلقيهم قريباً من الحرة وكانت أرضهم أسنة كثيرة الحجارة والشجر ببطن الوادي والمنحدر إليهم صعب ، فهزموه وقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة . فلما قدموا على النبي عقد لعمر بن الخطاب وبعثه ، فكمن له بنو سليم بين الحجارة وتحت الشجر ، فلما ذهب ليهبط خرجوا عليه ليلاً فهزموه حتى بلغ جنده سيف البحر فرجع عمر منهم منهزماً . فقام عمرو بن العاص إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أنا لهم يا رسول الله إبعثنى إليهم . فقال له : خذ في شأنك فخرج إليهم فهزموه وقتل من أصحابه ما شاء الله . قال : ومكث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أياماً يدعو عليهم . . قال أبو جعفر : وكأني أنظر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيع علياً عند مسجد الأحزاب وعلى على فرس أشقر مهلوب وهو يوصيه . . فنزلت : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . . قال : فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : صبَّح على والله جمع القوم ! ثم صلى وقرأ بها ، فلما كان اليوم الثالث قدم على ( عليه السلام ) المدينة وقد قتل من القوم عشرين ومائة فارس ، وسبى عشرين ومائة ناهد » .

أقول : سياق هذه الغزوة كسياق محاصرة حصن خيبر الذي عجز الصحابة عن فتحه ، فبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) . وكذلك استقباله لعلى ( عليه السلام ) ومدحه له يشبه ما قاله في حقه بعد فتح خيبر . وهو يكشف عن خطورة تجمع بنى سليم وهم قبيلة كبيرة ومعهم لفيف من غيرهم .

وكان وقتها بعد الحديبية وبعد مؤتة ، ومع تحشيد هرقل لغزو المدينة . وقد تكون قريش أو هرقل حرَّكوا بنى سليم وأمدوهم ليغزوا المدينة .

2 . ملاحظات على تحريفهم ذات السلاسل

1 - لم نجد في مصادر السلطة شيئاً عن سبب نزول سورة العاديات إلا قولهم : « بعث ( صلى الله عليه وآله ) خيلاً فأسهبت شهراً لم يأته منها خبر فنزلت : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا » وهذا كل ما ذكروه ! أسباب النزول للواحدي / 305 والفائق للزمخشري : 2 / 172 .

ولا تعجب فغرضهم إخفاء فرار الفارين وبطولة على ( عليه السلام ) ! بل لم يهدأ بالهم حتى جعلوا العاديات الأباعر وليس الخيل ! ثم رووه عن علي ( عليه السلام ) !

قال ابن حجر في فتح الباري : 8 / 559 : « وعند البزار والحاكم من حديث ابن عباس قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خيلاً فلبثت شهراً لا يأتيه خبرها فنزلت : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا ، ضبحت بأرجلها ، فَالْمُورِياتِ قَدْحًا : قدحت الحجارة فأورت بحوافرها . فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا : صبحت القوم بغارة ، فأثَرْنَ به نَقْعاً : التراب . فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا : صبحت القوم جميعاً . وفى إسناده ضعف ، وهو مخالف لما روى ابن مردويه بإسناد أحسن منه ! عن ابن عباس قال : سألني رجل عن العاديات فقلت : الخيل ، قال فذهب إلى علي فسأله فأخبره بما قلت ، فدعاني فقال لي : إنما العاديات الإبل من عرفة إلى مزدلفة . . الخ » !

وفى تفسير القرطبي : 20 / 155 ، أن ابن عباس تاب رجع عن قوله بأنها الخيل إلى قول على ( عليه السلام ) بأنها الإبل ! وفرح ابن حجر بذلك كبقية علماء السلطة ، لأنه يغطى غزوة ذات السلاسل ويجعل للإبل حوافر تورى بها الصوان قدحاً !

2 - « تقع ذات السلاسل من جهة مكة والبحر ، ومسافتها عن المدينة خمس مراحل أي خمسة أيام في المتوسط ، وكان لبنى سليم جواسيس في المدينة فاتجه على ( عليه السلام ) أولاً نحو العراق ليخدع جواسيس بنى سُليم بأنه متجه إلى العراق لا إليهم ، فهم إذن من الجهة المخالفة للعراق أي جهة مكة . وفى رواية : « فهزموه حتى بلغ جنده سيف البحر فرجع عمر منهم منهزماً » . « تأويل الآيات : 2 / 840 » . ومعناه أنها في جهة البحر الأحمر ، ويظهر أنها جبال رضوى وهى منازل بنى سليم ، « معجم البلدان : 3 / 181 » . وقد سمتها بعض رواياتها غزوة بنى سليم ، قال في كشف الغمة : 1 / 232 : « نزلت في حق على ( عليه السلام ) وانتصاره على بنى سليم » .

بينما جعلتها الحكومات بلاد بلى وعذرة التي تقع في أرض الشام قريب تبوك ، وجعلها بعضها في الكاظمة قرب البصرة . أي من الجهة المخالفة جغرافياً .

ويوجد ذات السلاسل قرب كاظمة كما في مكتبة الخرائط :

22 http : / / sirah . al - islam . com / map - pic . asp ? f = mapa

وهو اسم لمنطقة بعد وادى القرى من جهة الشام ، بينها وبين المدينة عشرة أيام كما « في الطبقات : 2 / 131 » . وسميت بذلك لأن جبالها متموجة كالسلاسل .

3 - لا تجد في غزوة ذات السلاسل الحكومية أسماء قتلى ولا وصف قتال ! بل تهافتاً في الهدف والنتيجة والأحداث ! فهي تقول مرة إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث ابن العاص في مئتى فارس إلى أخواله عشيرة أمه النابغة ليدعوهم إلى الإسلام أو يقاتلهم ! وأن جمع العدو كان كثيراً فبعث ابن العاص إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يطلب مدداً فأمده بأبى عبيدة في ثلاث مئة فيهم أبو بكر وعمر ! واختلفوا مع ابن العاص لكنهم أطاعوه ، ثم لا تذكر أحداثاً مع عدو ولا معركة ! ومع ذلك تقول إن ابن العاص دوخ القبائل ، ورجع !

قال ابن هشام : 4 / 1040 : « وغزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من أرض بلى وعذرة ، وكان من حديثه أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعثه يستنفر العرب إلى الشام .

وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي ، فبعثه رسول الله إليهم يستألفهم لذلك ، حتى إذا كان على ماء بأرض جذام ، يقال له السلسل وبذلك سميت تلك الغزوة غزوة ذات السلاسل ، فلما كان عليه خاف فبعث إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يستمده ، فبعث إليه رسول الله أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وقال لأبى عبيدة حين وجهه : لا تختلفا . فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو : إنما جئت مدداً لي ، قال أبو عبيدة : لا ، ولكني على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه ، وكان أبو عبيدة رجلاً ليناً سهلاً هيناً عليه أمر الدنيا ، فقال له عمرو : بل أنت مدد لي ، فقال أبو عبيدة : يا عمرو ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي : لاتختلفا وإنك إن عصيتني أطعتك ، قال : فإني الأمير عليك وأنت مدد لي ، قال فدونك ، فصلى عمرو بالناس . . » .

ونحوه الطبري : 2 / 315 ، وذكر أن عدد سرية عمرو كان ثلاث مئة ، وقال : « فكان جميعهم خمس مائة » . ولم يذكر ابن هشام ولا ابن إسحاق ولا الطبري نتيجة هذه الغزوة أو السرية لأنها من أصلها مكذوبة ولا نتيجة ملموسة لها !

وتضحك من كلام ابن سعد في الطبقات : 2 / 131 ، قال : « كان عمرو يصلى بالناس ، وسار حتى وطأ بلاد بلى ودوخها ، حتى أتى إلى أقصى بلادهم وبلاد عذرة وبلقين ، ولقى في آخر ذلك جمعاً فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد وتفرقوا . ثم قفل » !

4 . وذكر رواة السلطة أنها كانت في الشتاء فقد أراد عمر أن يشعل ناراً فنهاه ابن العاص ، فكلمه أبو بكر وتصايحا فلم يقبل ، وقال من أشعل ناراً ألقيته فيها !

بينما نزلت سورة العاديات في الخيل التي أثارت بحوافرها النقع أي الغبار .

5 . في رواية الحكومة أن ابن العاص ذبح بعيراً لآخرين وسلخه وأخذ أجرته من لحمه فأطعمهم ، ولما عرف أبو بكر أنه أجرة ذبحه تقيأ ما أكله لأنه حرام ! ورووا فيها أن رجلاً اسمه رافع بن عمرو رافق أبا بكر فيها فقال له : عظني ، فوعظه بما وعظه به النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يبتعد عن الإمارة كل عمره ! ولما سمع ذلك الرجل بأن أبا بكر صار خليفة جاء اليه وذكَّره بما قاله فقال له : أجبرونى على الخلافة ، لأنهم خافوا على المسلمين الفرقة ! تاريخ دمشق : 18 / 10 وابن هشام : 4 / 104 .

وهذا يدل على أنهم كانوا في سرية صغيرة غير ذات السلاسل فجعلوها هي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.