أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3096
التاريخ: 11-12-2014
3617
التاريخ: 5-11-2015
3404
التاريخ: 2-7-2017
3201
|
1 . غزوة ذات السلاسل برواية أهل البيت « عليهم السلام »
ذات السلاسل : اسم لمنطقة في الحجاز على بعد خمس مراحل من المدينة من جهة مكة ويعرف المكان باسم وادى الرمل ، وباسم السلسلة ، وقيل سميت الغزوة بذات السلاسل ، لأنهم جاؤوا بالأسرى مربوطين ببعضهم كسلسلة .
وسببها أن الله أخبر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن جمعاً من قبائل سليم يستعدون لغزو المدينة ، فأرسل سرية من بضع مئات بقيادة أبى بكر ، فرجع منهزماً ، ثم أرسل عمر فرجع منهزماً ، ثم أرسل عمرو بن العاص فرجع منهزماً . فأرسل علياً ( عليه السلام ) ومعه أبو بكر وعمر وخالد وابن العاص فسلك طريقاً ضلل جواسيس سليم ، وأغار صباحاً مبكراً على مركز تجمعهم فنزلت سورة : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . وهزمهم وأسر منهم وجاء بهم مقرنين في الحبال كأنهم سلسلة .
ففي أمالي الطوسي / 407 : « عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا ؟ قال : وجَّه رسول الله عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزماً يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه ، فلما انتهى إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي : أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريده من فرسان المهاجرين والأنصار . فوجهه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال له : أكمن النهار ، وسِر الليل ولا تفارقك العين . قال فانتهى على إلى ما أمره به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسار إليهم فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله على نبيه : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . . إلى آخرها » .
وفى الإرشاد : 1 / 162 : « ثم كانت غزاة السلسلة وذلك أن أعرابياً جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فجثا بين يديه وقال له جئتك لأنصح لك ، قال : وما نصيحتك ؟ قال : قوم من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل وعملوا على أن يبيتوك بالمدينة . . » .
وفى مناقب آل أبي طالب : 2 / 328 : « أبو القاسم بن شبل الوكيل ، وأبو الفتح الحفار بإسنادهما عن الصادق ( عليه السلام ) ، ومقاتل والزجاج ووكيع والثوري والسدي وأبو صالح وابن عباس : أنه أنفذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر في سبع مائة رجل ، فلما صار إلى الوادي وأراد الإنحدار فخرجوا إليه فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعاً كثيراً ، فلما قدموا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث عمر فرجع منهزماً ، فقال عمرو بن العاص : إبعثنى يا رسول الله فإن الحرب خدعة ولعلى أخدعهم . فبعثه فرجع منهزماً ، وفى رواية أنه أنفذ خالداً فعاد كذلك ، فساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذلك ، فدعا علياً ( عليه السلام ) وقال : أرسلته كراراً غير فرار ، فشيعه إلى مسجد الأحزاب ، فسار بالقوم متنكباً عن الطريق يسير بالليل ويكمن بالنهار ، ثم أخذ على محجة غامضة فسار بهم حتى استقبل الوادي من فمه ، ثم أمرهم أن يعكموا الخيل وأوقفهم في مكان وقال لا تبرحوا ، وانتبذ أمامهم وأقام ناحية منهم ، فقال خالد وفى رواية قال عمر : أنزلنا هذا الغلام في واد كثير الحيات والهوام والسباع ، إما سبع يأكلنا أو يأكل دوابنا ، وإما حية تعقرنا وتعقر دوابنا ، وإما يعلم بنا عدونا فيأتينا ويقتلنا ! فكلموه نعلو الوادي ، فكلمه أبو بكر فلم يجبه ، فكلمه عمر فلم يجبه ، فقال عمرو بن العاص : إنه لا ينبغي أن نضيع أنفسنا ! إنطلقوا بنا نعلو الوادي فأبى ذلك المسلمون ! وفى رواية أبت الأرض أن تحملهم ، أي لم يستطيعوا المشي ! قالوا فلما أحس ( عليه السلام ) الفجر قال : إركبوا بارك الله فيكم ، وطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم وأشرف عليهم قال لهم : اتركوا عكمة دوابكم ! قال فشمت الخيل ريح الإناث فصهلت ، فسمع القوم صهيل خيلهم فولوا هاربين .
وفى رواية مقاتل والزجاج أنه كبس القوم وهم غادون فقال : يا هؤلاء أنا رسول رسول الله إليكم أن تقولوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإلا ضربتكم بالسيف . فقالوا : انصرف عنا كما انصرف الثلاثة فإنك لا تقاومنا ! فقال ( عليه السلام ) : إنني لا أنصرف أنا علي بن أبي طالب ، فاضطربوا وخرج إليه الأشداء السبعة وناصحوه وطلبوا الصلح فقال ( عليه السلام ) : إما الإسلام وإما المقاومة فبرز إليه واحد بعد واحد ، وكان أشدهم آخرهم وهو سعد بن مالك العجلي وهو صاحب الحصن فقتلهم ، فانهزموا ودخل بعضهم في الحصن ، وبعضهم استأمنوا وبعضهم أسلموا ، وأتوه بمفاتيح الخزائن .
قالت أم سلمة : انتبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) من القيلولة فقلت : الله جارك ما لك ؟ فقال : أخبرني جبرئيل بالفتح ونزلت : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . !
قال أبو منصور الكاتب :
أقسم بالعاديات ضبحا * حقاً وبالموريات قدحا
وقال المدني :
وقوله والعاديات ضبحا * يعنى علياً إذْ أغار صُبحا
على سليم فشنها كفحا * فأكثر القتل بها والجرحا
وأنتم في الفُرش نائمونا !
فبشر النبي ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه بذلك وأمرهم باستقباله والنبي يتقدمهم ، فلما رأى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ترجل عن فرسه فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إركب فإن الله ورسوله عنك راضيان ، فبكى على ( عليه السلام ) فرحاً ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي لولا أنى أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح . . الخبر . وقال العوني :
من ذا سواه إذا تشاجرت القنا * وأبى الكماة الكر والإقداما
وتصلصلت حلق الحديد وأظهرت * فرسانها التصحاج والإحجاما
ورأيت من تحت العجاج لنقعها * فوق المغافر والوجوه قتاما
كشف الإله بسيفه وبرأيه * يظمى الجواد ويروى الصمصاما
ووزيره جبريل يقحمه الوغى * طوعا وميكال الوغى إقحاما
وقال الحميري :
وفى ذات السلاسل من سليم * غداة أتاهم الموت المبير
وقد هزموا أبا حفص وعمراً * وصاحبه مراراً فاستطيروا
وقد قتلوا من الأنصار رهطاً * فحل النذر أو وجبت نذور
أذادَ الموت مشيحة ضخاماً * جحاجحة يسد بها الثغور » .
ورواه في الخرائج : 1 / 167 ، وفيه : « وكان المشركون قد أقاموا رقباء على جبالهم ينظرون إلى كل عسكر يخرج إليهم من المدينة على الجادة ، فيأخذون حذرهم واستعدادهم ، فلما خرج على ترك الجادة وأخذ بالسرية في الأودية بين الجبال . فلما رأى عمرو بن العاص قد فعل على ذلك علم أنه سيظفر بهم فحسده ، فقال لأبى بكر وعمر ووجوه السرية : إن علياً رجل غِرٌّ لاخبرة له بهذه المسالك ، ونحن أعرف بها منه ، وهذا الطريق الذي توجه فيه كثير السباع ، وسيلقى الناس من معرتها أشد ما يحاذرونه من العدو فاسألوه أن يرجع عنه إلى الجادة !
فعرفوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذلك ، قال : من كان طائعاً لله ولرسوله منكم فليتبعنى ومن أراد الخلاف على الله ورسوله فلينصرف عني . فسكتوا وساروا معه ، فكان يسير بهم بين الجبال بالليل ويكمن في الأودية بالنهار ، وصارت السباع التي فيها كالسنانير ، إلى أن كبس المشركين وهم غارُّونَ آمنون وقت الصبح ، فظفر بالرجال والذراري والأموال فحاز ذلك كله ، وشد الرجال في الحبال كالسلاسل فلذلك سميت غزاة ذات السلاسل .
فلما كانت الصبيحة التي أغار فيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على العدو ومن المدينة إلى هناك خمس مراحل ، خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصلى بالناس الفجر وقرأ : وَالْعَادِياتِ . . في الركعة الأولي ، وقال : هذه سورة أنزلها الله على في هذا الوقت يخبرني فيها بإغارة على على العدو » .
وقال في الإرشاد : 1 / 113 : غزوة وادى الرمل ، ويقال : إنها كانت تسمى بغزوة السلسلة وفيه / 116 : « فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لبعض من كان معه في الجيش : كيف رأيتم أميركم ؟ قالوا : لم ننكر منه شيئاً إلا إنه لم يؤم بنا في صلاة إلا قرأ بنا فيها بقل هو الله أحد ! فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) سأسأله عن ذلك ، فلما جاءه قال له : لمَ لم تقرأ بهم في فرائضك إلا بسورة الإخلاص ؟ فقال : يا رسول الله أحببتها . قال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فإن الله قد أحبك كما أحببتها . ثم قال له : يا علي لولا أنني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر بملأ منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك » !
ورواها فرات في تفسيره / 591 ، وفيه : « وما زال على ليلته قائماً يصلى حتى إذا كان في السحر قال لهم : إركبوا بارك الله فيكم ، قال : فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . فَالْمُورِياتِ قَدْحًا . فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا . فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا . . . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تخالط القوم ورب الكعبة » .
وفى تفسير فرات / 591 ، « وسار على فيمن معه متوجهاً نحو العراق وظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه حتى أتاهم من الوادي ، ثم جعل يسير الليل ويكمن النهار . . . فقتل منهم مائة وعشرين رجلاً وكان رئيس القوم الحارث بن بشر ، وسبى منهم مائة وعشرين ناهداً » . وتفسير القمي : 2 / 434 ، إعلام الوري : 1 / 382 وسماها غزوة وادى الرمل . وكشف الغمة : 1 / 230 وسماها غزاة السلسلة . وكذا العلامة في كشف اليقين / 151 . وتأويل الآيات : 2 / 839 و 843 ، عن أبي جعفر « عليه السلام » . . .
وروى في تفسير فرات / 599 ، رواية مفصلة في سبب نزول سورة العاديات ، خلاصتها أن أهل وادى اليابس جمعوا اثنى عشر ألفاً لغزو المدينة . .
وفى تأويل الآيات : 2 / 840 : « وأمر عليهم أبا بكر فسار إليهم ، فلقيهم قريباً من الحرة وكانت أرضهم أسنة كثيرة الحجارة والشجر ببطن الوادي والمنحدر إليهم صعب ، فهزموه وقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة . فلما قدموا على النبي عقد لعمر بن الخطاب وبعثه ، فكمن له بنو سليم بين الحجارة وتحت الشجر ، فلما ذهب ليهبط خرجوا عليه ليلاً فهزموه حتى بلغ جنده سيف البحر فرجع عمر منهم منهزماً . فقام عمرو بن العاص إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أنا لهم يا رسول الله إبعثنى إليهم . فقال له : خذ في شأنك فخرج إليهم فهزموه وقتل من أصحابه ما شاء الله . قال : ومكث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أياماً يدعو عليهم . . قال أبو جعفر : وكأني أنظر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيع علياً عند مسجد الأحزاب وعلى على فرس أشقر مهلوب وهو يوصيه . . فنزلت : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا . . قال : فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : صبَّح على والله جمع القوم ! ثم صلى وقرأ بها ، فلما كان اليوم الثالث قدم على ( عليه السلام ) المدينة وقد قتل من القوم عشرين ومائة فارس ، وسبى عشرين ومائة ناهد » .
أقول : سياق هذه الغزوة كسياق محاصرة حصن خيبر الذي عجز الصحابة عن فتحه ، فبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) . وكذلك استقباله لعلى ( عليه السلام ) ومدحه له يشبه ما قاله في حقه بعد فتح خيبر . وهو يكشف عن خطورة تجمع بنى سليم وهم قبيلة كبيرة ومعهم لفيف من غيرهم .
وكان وقتها بعد الحديبية وبعد مؤتة ، ومع تحشيد هرقل لغزو المدينة . وقد تكون قريش أو هرقل حرَّكوا بنى سليم وأمدوهم ليغزوا المدينة .
2 . ملاحظات على تحريفهم ذات السلاسل
1 - لم نجد في مصادر السلطة شيئاً عن سبب نزول سورة العاديات إلا قولهم : « بعث ( صلى الله عليه وآله ) خيلاً فأسهبت شهراً لم يأته منها خبر فنزلت : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا » وهذا كل ما ذكروه ! أسباب النزول للواحدي / 305 والفائق للزمخشري : 2 / 172 .
ولا تعجب فغرضهم إخفاء فرار الفارين وبطولة على ( عليه السلام ) ! بل لم يهدأ بالهم حتى جعلوا العاديات الأباعر وليس الخيل ! ثم رووه عن علي ( عليه السلام ) !
قال ابن حجر في فتح الباري : 8 / 559 : « وعند البزار والحاكم من حديث ابن عباس قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خيلاً فلبثت شهراً لا يأتيه خبرها فنزلت : وَالْعَادِياتِ ضَبْحًا ، ضبحت بأرجلها ، فَالْمُورِياتِ قَدْحًا : قدحت الحجارة فأورت بحوافرها . فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا : صبحت القوم بغارة ، فأثَرْنَ به نَقْعاً : التراب . فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا : صبحت القوم جميعاً . وفى إسناده ضعف ، وهو مخالف لما روى ابن مردويه بإسناد أحسن منه ! عن ابن عباس قال : سألني رجل عن العاديات فقلت : الخيل ، قال فذهب إلى علي فسأله فأخبره بما قلت ، فدعاني فقال لي : إنما العاديات الإبل من عرفة إلى مزدلفة . . الخ » !
وفى تفسير القرطبي : 20 / 155 ، أن ابن عباس تاب رجع عن قوله بأنها الخيل إلى قول على ( عليه السلام ) بأنها الإبل ! وفرح ابن حجر بذلك كبقية علماء السلطة ، لأنه يغطى غزوة ذات السلاسل ويجعل للإبل حوافر تورى بها الصوان قدحاً !
2 - « تقع ذات السلاسل من جهة مكة والبحر ، ومسافتها عن المدينة خمس مراحل أي خمسة أيام في المتوسط ، وكان لبنى سليم جواسيس في المدينة فاتجه على ( عليه السلام ) أولاً نحو العراق ليخدع جواسيس بنى سُليم بأنه متجه إلى العراق لا إليهم ، فهم إذن من الجهة المخالفة للعراق أي جهة مكة . وفى رواية : « فهزموه حتى بلغ جنده سيف البحر فرجع عمر منهم منهزماً » . « تأويل الآيات : 2 / 840 » . ومعناه أنها في جهة البحر الأحمر ، ويظهر أنها جبال رضوى وهى منازل بنى سليم ، « معجم البلدان : 3 / 181 » . وقد سمتها بعض رواياتها غزوة بنى سليم ، قال في كشف الغمة : 1 / 232 : « نزلت في حق على ( عليه السلام ) وانتصاره على بنى سليم » .
بينما جعلتها الحكومات بلاد بلى وعذرة التي تقع في أرض الشام قريب تبوك ، وجعلها بعضها في الكاظمة قرب البصرة . أي من الجهة المخالفة جغرافياً .
ويوجد ذات السلاسل قرب كاظمة كما في مكتبة الخرائط :
22 http : / / sirah . al - islam . com / map - pic . asp ? f = mapa
وهو اسم لمنطقة بعد وادى القرى من جهة الشام ، بينها وبين المدينة عشرة أيام كما « في الطبقات : 2 / 131 » . وسميت بذلك لأن جبالها متموجة كالسلاسل .
3 - لا تجد في غزوة ذات السلاسل الحكومية أسماء قتلى ولا وصف قتال ! بل تهافتاً في الهدف والنتيجة والأحداث ! فهي تقول مرة إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث ابن العاص في مئتى فارس إلى أخواله عشيرة أمه النابغة ليدعوهم إلى الإسلام أو يقاتلهم ! وأن جمع العدو كان كثيراً فبعث ابن العاص إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يطلب مدداً فأمده بأبى عبيدة في ثلاث مئة فيهم أبو بكر وعمر ! واختلفوا مع ابن العاص لكنهم أطاعوه ، ثم لا تذكر أحداثاً مع عدو ولا معركة ! ومع ذلك تقول إن ابن العاص دوخ القبائل ، ورجع !
قال ابن هشام : 4 / 1040 : « وغزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من أرض بلى وعذرة ، وكان من حديثه أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعثه يستنفر العرب إلى الشام .
وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي ، فبعثه رسول الله إليهم يستألفهم لذلك ، حتى إذا كان على ماء بأرض جذام ، يقال له السلسل وبذلك سميت تلك الغزوة غزوة ذات السلاسل ، فلما كان عليه خاف فبعث إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يستمده ، فبعث إليه رسول الله أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وقال لأبى عبيدة حين وجهه : لا تختلفا . فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو : إنما جئت مدداً لي ، قال أبو عبيدة : لا ، ولكني على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه ، وكان أبو عبيدة رجلاً ليناً سهلاً هيناً عليه أمر الدنيا ، فقال له عمرو : بل أنت مدد لي ، فقال أبو عبيدة : يا عمرو ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي : لاتختلفا وإنك إن عصيتني أطعتك ، قال : فإني الأمير عليك وأنت مدد لي ، قال فدونك ، فصلى عمرو بالناس . . » .
ونحوه الطبري : 2 / 315 ، وذكر أن عدد سرية عمرو كان ثلاث مئة ، وقال : « فكان جميعهم خمس مائة » . ولم يذكر ابن هشام ولا ابن إسحاق ولا الطبري نتيجة هذه الغزوة أو السرية لأنها من أصلها مكذوبة ولا نتيجة ملموسة لها !
وتضحك من كلام ابن سعد في الطبقات : 2 / 131 ، قال : « كان عمرو يصلى بالناس ، وسار حتى وطأ بلاد بلى ودوخها ، حتى أتى إلى أقصى بلادهم وبلاد عذرة وبلقين ، ولقى في آخر ذلك جمعاً فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد وتفرقوا . ثم قفل » !
4 . وذكر رواة السلطة أنها كانت في الشتاء فقد أراد عمر أن يشعل ناراً فنهاه ابن العاص ، فكلمه أبو بكر وتصايحا فلم يقبل ، وقال من أشعل ناراً ألقيته فيها !
بينما نزلت سورة العاديات في الخيل التي أثارت بحوافرها النقع أي الغبار .
5 . في رواية الحكومة أن ابن العاص ذبح بعيراً لآخرين وسلخه وأخذ أجرته من لحمه فأطعمهم ، ولما عرف أبو بكر أنه أجرة ذبحه تقيأ ما أكله لأنه حرام ! ورووا فيها أن رجلاً اسمه رافع بن عمرو رافق أبا بكر فيها فقال له : عظني ، فوعظه بما وعظه به النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يبتعد عن الإمارة كل عمره ! ولما سمع ذلك الرجل بأن أبا بكر صار خليفة جاء اليه وذكَّره بما قاله فقال له : أجبرونى على الخلافة ، لأنهم خافوا على المسلمين الفرقة ! تاريخ دمشق : 18 / 10 وابن هشام : 4 / 104 .
وهذا يدل على أنهم كانوا في سرية صغيرة غير ذات السلاسل فجعلوها هي .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|