أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2015
2766
التاريخ: 2024-04-15
925
التاريخ: 14-2-2016
7689
التاريخ: 22-10-2014
2540
|
مقا- سيح : أصل صحيح وقياسه قياس ما قبله ، يقال ساح في الأرض- فسيحوا في الأرض أربعة أشهر . والسيح : الماء الجاري ، والمساييح : هم الّذين يسيحون في الأرض بالنميمة والشرّ والإفساد بين الناس ، وممّا يدلّ على صحّة هذا القياس قولهم ساح الظلّ إذا فاء . والسيح : العباءة المخطّطة ، وسمّي بذلك تشبيها لخطوطها بالشيء الجاري .
مصبا- ساح في الأرض يسيح سيحا ، ويقال للماء الجاري سيح ، تسمية بالمصدر ، وسيحون : نهر عظيم دون جيحون .
التهذيب 5/ 173- قال الليث : السيح- الماء الظاهر على وجه الأرض يسيح سيحا .
الأصمعيّ : ساح الماء يسيح سيحا : إذا جرى على وجه الأرض ، وجمعه سيوح وأسياح .
وقال الليث : السياحة ذهاب الرجل في الأرض للعبادة والترهّب ، وسياحة هذه الامّة الصيام ولزوم المساجد . وجاء في التفسير : إنّ السائحين والسائحات : الصائمون . وقيل للصائم سائح : لأنّ الّذي يسيح متعبّدا يذهب في الأرض لا زاد معه ، فحين يجد الزاد يطعم ، والصائم لا يطعم أيضا . واساح فلان نهرا : إذا أجراه .
قع- (شيح) محادثة ، تأمّل ، تفكير ، اهتمام ، حرص .
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو جريان مع تروّي ونظر . وبهذا يظهر الفرق بينها وبين موادّ السيب والجريان وغيرها .
فإطلاق المادّة في مورد ظهور الماء وجريانه على وجه الأرض : إذا كان الجريان بالدقّة ، فكأنّه يتروّى ويتأمّل في حركته . وهكذا في ذهاب الرجل مع توجّه وتفكّر في قبال وظائفه بينه وبين اللّٰه تعالى وبنيّة الطاعة والعبادة . وهكذا ذهابه بنيّة نميمة وإفساد وإيجاد شرّ . وكذلك في جريان الظلّ إذا فاء ، فانّه بالدقّة والتدريج والمحاسبة .
وأمّا العباءة المخطّطة ونحوها : فباعتبار التدبير وإعمال التفكّر في خطوطها حين النسج ، فيكون إجراء رسم الخطوط بالدقّة والنظر .
{ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة : 1 ، 2] .
الخطاب للمشركين الناكثين عهودهم ، وقد أمهل اللّٰه لهم أربعة أشهر حرم من شوّال ، لكي يسيروا في الأرض منطلقين مع تفكّر وتروّي ونظر في جريان أمورهم وأعمالهم وبرنامج حياتهم وخصوصيّات أفكارهم واعتقاداتهم ، ثمّ إذا انقضت تلك المدّة ولم يتنبّهوا ولم يهتدوا الى الصلاح والرشد : فاقتلوهم .
فظهر لطف التعبير بالمادّة في المورد ، دون ما يرادفها .
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [التوبة : 112] .
و قد رتّب اللّه عزّ وجلّ مراحل السالكين الى اللّه تعالى في سبعة منازل :
1- منزل التوبة : وهو الرجوع الى اللّٰه تعالى من العصيان والخلاف ، ومن التعلّق بالحياة الدنيا ، ومن الغفلة والضلال . وهذا أوّل منزل للسالك الى اللّٰه تعالى ، ولا بدّ له من العزم والتصميم والنيّة الخالصة القاطعة ، حتّى يخرج عن الخلاف والضلال بالكلّيّة ، ويتحقّق له التوبة القاطعة من دون ترديد وتزلزل وريب .
2- منزل العبوديّة المطلقة : وهو التذلّل والتعبّد والاطاعة والاتّباع في جميع ما يريد اللّٰه ويأمر وينهى ، حتّى يكون جميع أعماله وأقواله وأحواله وبرنامج أموره وظاهره وسرّه على طبق حكم اللّٰه تعالى وعلى ما تقتضي وظائف العبوديّة ، بحيث لا يرى منه غير الطاعة ، ولا يشاهد منه غير الخضوع والتذلّل .
ويلزم للسالك أن يجاهد في تثبيت آثار وهو المنزل والتثبّت فيه حتّى لا يبقى له أدنى خلاف في سرّه وعلنه ، ويكون جميع جوارحه وأعضاء بدنه وقلبه في طاعة اللّٰه تعالى واتّباعه ، قال عزّ وجلّ- . {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56] - فانّ عبادة اللّٰه تعالى والسير في طاعته واتّباعه هو سعادة العبد ، وفيه صلاحه وكماله ، ويقابله الضلال والانحراف عن الحقّ ، واتّباع خطوات الشيطان .
3- منزل الحمد : ومرجعه الى رضى العبد وطمأنينة نفسه في قبال قضائه وحكمة تكوينيّا وتشريعيّا ، وكون الربّ تعالى ممدوحا عنده من أيّ جهة وصفة ، من جهة صفاته الذاتيّة وصفاته الفعليّة ، ومن جهة أوامره ونواهيه وتكاليفه المتوجّهة الى العبيد عامّة أو خاصّة .
فانّ العبد إذا توجّه الى أنّ صلاحه وسعادته وخيره في اتّباع الأحكام الإلهيّة وفي عبوديّة الربّ وإطاعته وسلوك مرضاته : يعرف أنّ ما يريد ويقضي ويحكم ويقدّر إنّما هو خير وصلاح للعبد ، وما يريد إلّا إصلاح حاله وتكميل نفسه وإيصال الخير والرحمة اليه .
فهو محمود في جميع فعاله وشئونه ، ليس في حكمه وهن ، ولا في عمله ضعف ولا في قوله خلاف ، ولا في تدبيره اختلال ، ولا يتصوّر له نقص ولا حاجة ، وهو غنيّ في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله .
فلا بدّ للعبد من تحقيق هذه الصفات الإلهيّة ومعرفتها واليقين بها ، حتّى يكون مطمئنّا عليها ، وحامدا له على كلّ حال ، لا يبقى في نفسه أدنى درجة من اضطراب واعتراض وترديد .
فتحقّق هذه الصفة وتثبّتها في سرّ السالك إنّما يكون بعد تثبّت العبوديّة ، وما لم يتثبت في هذا المنزل : لا يتوقّع له الارتقاء الى منزل أعلى .
4- منزل السياحة : وهو سير معنويّ وحركة روحيّة في الأسماء والصفات والتجلّيات الإلهيّة ، وتحصيل المعرفة بالحقائق والمعارف اللاهوتية بتهذيب النفس وتزكيتها وتسليمها ورفع الحجب بتأييد اللّٰه المتعال وحوله وقوته ولطفه وعنايته وتوفيقه .
وهذا المعنى إنّما يتحقّق بالاتّصاف بالصفات العليا الإلهيّة ، والتمكّن في حضرتها ، والتثبّت في ساحتها ، والتخلّق بحقائقها .
وحينئذ تتجلّى له حقائق الأسماء والصفات ، ويستعدّ لإدراكها . وهذا المنزل يعبّر عنه- بالسفر في الحقّ بالحقّ .
5- منزل الركوع : وفيه يتحقّق الخضوع والخشوع التامّ للسالك في قبال عظمة اللاهوت وجلال اللّٰه وجماله الأبهى ، وترتفع الأنانيّة ، ويركع للّٰه بظاهره وباطنه وفي جميع أعماله وأحواله .
6- منزل السجود : وفيه يتحقّق مقام المحو والفناء الصرف ، ولا يبقى من وجوده أثر ، ولا يرى إلّا اللّٰه ، وفيه تتجلّى حقيقة الإخلاص .
7- منزل السفر الى الخلق : وهو المعبّر عنه بقوله تعالى : . { الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ } [التوبة : 112] ، وهذه الجملات بمنزلة جملة واحدة ، وإشارة الى منزل واحد ، بقرينة العطف بالواو .
وفي هذا المنزل بعد الفناء الصرف وتجلّي الإخلاص : يستعدّ السالك لأن يكون واسطة بين الخلق والخالق بولاية عامّة أو خاصّة .
فهذه سبعة منازل للسالك الى اللّٰه العزيز : منزلان منها في عالم الملك ويتعلّقان بالبدن ، وهما التوبة والعبادة . وثلاثة منازل منها تتعلّق بالقلب وعالم الملكوت ، وهي الحمد والسياحة والركوع . وواحد منها يتعلّق بعالم الجبروت والعقل وحكومة اللاهوت وهو السجود . والمنزل الأخير مقام جامع ، وفيه يتجلّى حقيقة الإنسان وكماله .
وهذا هو المراد من الإنسان الكامل ، كما أنّ المنزل السادس يعبّر عنه بمقام الوصول واللقاء ورفع الحجب . وقد أشير الى هذه المنازل الستّة بقوله تعالى : . { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف : 110] .
{أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم : 5] .
الآية الكريمة في توصيف الأزواج من حيث كونهنّ أزواجا ، وهذه الأوصاف بالترتيب المذكور صفات كماليّة محسّنة لهنّ ، وآخرها السياحة بعد كونهنّ عابدات ، والمراد كونهنّ في صدد النظر والتفكّر والتحقيق في المعارف الإلهيّة والعقائد الدينيّة وكيفيّة تهذيب النفس .
فالسياحة في مقام الزواج آخر منزل يفيد ويؤثّر في كماله وتمامه . وأمّا الركوع والسجود والأمر بالمعروف : فغير مفيدة في مقام الزواج من حيث الزوجيّة ، بل قد تنافي حقوق الزوجيّة ، وعلى هذا لم تذكر في المورد .
وأمّا عدم ذكر صفات- الإسلام والايمان والقنوت في عداد منازل السالكين في الآية السابقة : فانّ السلوك إنّما يبتدأ به من منزل التوبة ، وأمّا مراحل الإسلام والايمان والقنوت الظاهريّة الأوّليّة : فهي مقدّمة للسلوك الى اللّٰه تعالى ، والسير إنّما يبتدأ به من التوبة . فانّ السير إنّما يتحقّق بعد التثبّت والتهيّؤ ، وهذه الصفات للتهيّؤ .
______________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- التهذيب = تهذيب اللغة للأزهري ، 15 مجلّداً ، طبع مصر ، 1966م .
- قع = قاموس عبريّ - عربيّ ، لحزقيل قوجمان ، 1970 م .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|