المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ما رأيكم في المختار الثقفي؟ وهل صحيح انه ادعى مهدية محمد بن الحنفية رحمه الله تعالى؟  
  
112   08:21 صباحاً   التاريخ: 2024-10-21
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج4 - ص 251
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / أولياء وخلفاء وشخصيات / المختار الثقفي /

الجواب :

1 ـ فيما يرتبط بادعائه مهدية محمد بن الحنفية، أقول:

إن ما بين أيدينا من نصوص لا يثبت ذلك عنه، ولا يبرر نسبة ذلك إليه.. فإنه إنما كتب إلى محمد بن الحنفية، يقول: أنت مهدي بحمد الله.

ولم يقل له: أنت المهدي.

والظاهر: أن نسبة الكيسانية إليه قد جاءت في وقت متأخر، وبطريقة الكيد الإعلامي الذي لاحقه أعداؤه من الأمويين والزبيريين بعد قتله..

2 ـ أعتقد أن المختار كان محباً لأهل البيت [عليهم السلام]، صادق الولاء لهم، مبغضاً لأعدائهم، وحانقاً عليهم.. وقد كان قتله لمرتكبي جرائم كربلاء عن إيمان وصدق، وحرص ظاهر، نابع من قناعة بهذا الأمر، ولم يكن ذلك بهدف الإعلام السياسي، كما هو ظاهر..

وقد ترحم عليه الإمام السجاد [عليه السلام] فيما روي عنه صلوات الله وسلامه عليه..

3 ـ إن المختار كان يرى كيف أن ابن الزبير قد ملك الحجاز، وهو معروف بلؤمه، وبغضه للإمام علي وآله [عليهم السلام].. كما أن عبد الملك بن مروان المعروف بأبي ذبان. حيث كان يلتقط الذباب ويأكله.. قد ملك الشام ومصر وسواها..

ولا يرى لهؤلاء أي فضل أو امتياز عليه، لا في الفهم والوعي، ولا في الميزات والمواصفات، ولا في السياسة والتدبير. بل يرى لنفسه الفضل عليهم، فإذا كان أمثال هؤلاء يحكمون الناس، ويستبدون بأمور الأمة، فليس هو بأقل منهم، فلماذا لا يصيب مثل ما أصابوا، وينال من هذه الدنيا مثلما نالوا.

فثار عليهم، وملك العراق، وأظهر حسن سياسة وتدبير، وفهم للواقع الذي يتعامل معه، لولا أنه وقع في غلط فادح كانت فيه نهايته، وذلك حين استعان في بعض الوقائع بغير العرب القاطنين في الكوفة، فتركه العرب.. وتمكن منه أعداؤه بسبب ذلك.

4 ـ وبعد.. فإن المختار كان من جهة، في مواجهة الزبيريين، وقد كان الزبيريون حكام الحجاز، وكان من جهة أخرى في مواجهة الحكام الأمويين.. وقد استولى على العراق، وقتل من قدر عليه ممن شارك في قتل الإمام الحسين [عليه السلام] في كربلاء، وهذا ذنب عظيم، لا يمكن أن يغفره له أي من هذين الفريقين.

وقد قدّر له أن يواجه الفشل في حركته.. فلاحقه أعداؤه في كلا الجانبين بحملة إعلامية مسعورة، أدت إلى تشويه صورته، ونسبة العظائم إليه..

هذا وقد كان للتيار الزبيري دور هام في تكوين الفكر لدى غير الشيعة، وذلك على يد عروة بن الزبير، الذي كان يستفيد من موقع خالته عائشة، ونفوذها القوي.. ثم من قرابته من أبي بكر بصورة عامة.

5 ـ إن المختار نفسه قد ساعد ـ فيما يظهر ـ على إشاعة بعض الأخبار عنه، حيث كان يمارس مع أهل العراق ـ الذين عرف فيهم آنئذٍ السطحية والجهل ـ أساليب تؤدي إلى اتهامه بذلك، ومن شواهد سطحيتهم، ما يذكرونه من أن قاتل الإمام الحسين [عليه السلام] يأتي إلى ابن زياد ويقول له:

إملأ ركابي فضة وذهباً ... ... إني قتلت السيد المحجبا

قتلت خير الناس أماً وأباً ... ... وخيرهم إذ ينسبون نسباً

فقال له ابن زياد: إن كان الأمر كذلك فلم قتلته. وحرمه من الجائزة.

فكان يتوسل إلى التأثير عليهم، في طاعتهم له، وفي الاندفاع لحرب أعدائه بأمور يوهمهم أنها ترتبط بالرعاية الإلهية لهم، واللطف الرباني بهم..

وكان يخرج لهم كرسياً، زاعماً أن هذا الكرسي فيهم مثل تابوت السكينة الذي كان في بني إسرائيل..

فكانت هذه الحركات منه تؤثر في اندفاع الكثيرين لنصرته بكل حماس وشجاعة.. ويتفانون في طاعته..

ولكن ذلك قد شكل مادة مؤثرة في تشويه صورته، وفي نسبة العظائم إليه. وسهل على الناس تصديق ذلك فيه وعنه..

والحمد لله رب العالمين.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.