كربوهيدرات لبن الحيوان وأهميتها في تغذية الإنسان

يعتبر اللبن مصدراً هاماً للكربوهيدرات المنتجة للطاقة اللازمة لنشاط وحيوية الإنسان.

وأهم كربوهيدرات اللبن هو اللاكتوز الذي يمثل الجزء الأكبر منها، والسكريات العديدة التي لها دور هام في تغذية الأطفال.

القيم الغذائية والفسيولوجية والصحية

وللحديث عن القيم الغذائية والفسيولوجية والصحية لأهم مكونات كربوهيدرات اللبن نذكر ما يلي :

أولاً: اللاكتوز

يسمى أيضاً سكر اللبن، حيث إنه يوجد في اللبن فقط ولا يوجد في أي مصدر غذائي آخر في الطبيعة.

ولقد وجد أن 30% من طاقة اللبن راجعة إلى اللاكتوز.

واللاكتوز سكر ثنائي يتكون من سكر الجلوكوز وسكر الجالاكتوز وهما سريعا الامتصاص.

ومما هو جدير بالذكر أن درجة حلاوة سكر اللاكتوز أقل كثيراً من سكر العنب، وتقدر بحوالي سدس حلاوة سكر القصب وعلى ذلك فإن سكر اللبن ضعيف الحلاوة..

ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن اللاكتوز يساعد على نمو بكتريا حمض اللاكتيك النافعة لجسم الإنسان والناقصة في القناة الهضمية .

كذلك وجد أن اللاكتوز يساعد على زيادة امتصاص الأمعاء للكالسيوم والفوسفور . .

وثبت أيضاً أن تخمر اللاكتوز في المعدة يقاوم البكتريا التعفنية، كما أنه يشجع عمل ميكروبات نافعة في الأمعاء على عملها.

وتختلف نسب اللاكتوز في الألبان المختلفة اختلافاً كبيراً، ويوضح الجدول التالي هذه النسب في بعض الألبان.

جدول يبين نسب اللاكتوز في بعض الألبان

ويتضح من هذا الجدول أن نسبة اللاكتوز في لبن الأم أعلى بكثير من نسبته في الألبان الأخرى.

ولقد وجد أن هناك علاقة ثابتة بين نسبة اللاكتوز ونسبة الأملاح المعدنية في اللبن، وذلك للحفاظ على الضغط الأسموزي للبن، حيث أنه كلما زادت نسبة اللاكتوز في اللبن نقصت نسبة الأملاح المعدنية به.

ويدخل اللاكتوز في تركيب بعض الأدوية لتسهيل تعاطيها وزيادة تأثير مفعولها، كما أنه يستعمل في أدوية وألبان الأطفال ..

القيمة الغذائية لللاكتوز

1- يوجد اللاكتوز في اللبن على صورتين هما ألفا وبيتا لاكتوز وذلك في اتزان دائم.. ويتم امتصاص اللاكتوز في الأمعاء ببطء، وله تأثير مسهل (Laxatives) لأسيا إذا أعطى بكميات كبيرة.

2- يعطى اللاكتوز عند تحلله جلوكوز وجالاكتوز، وتمتص هذه السكريات البسيطة بسهولة في المعدة وتمر إلى الدم وتمد الجسم بالسكر الذي يكون في حاجة ماسة إليه لاسيما عند بعض الحالات الحرجة.

3- كذلك وجد أن الجالاكتوز الناتج من تحلل اللاكتوز يستخدم مباشرة في تكوين السكريات العديدة التي تساهم في عدم تصلب الشرايين وتجديد نشاط بعض الأنسجة .

4- تدل الدراسات الحديثة على أن اللاكتوز له تأثير إيجابي هام في رفع القيمة البيولوجية للبروتينات عند تناوله معها، ويرجح ذلك إلى بطء امتصاص الأحماض الأمينية في الأمعاء مما يزيد من كفاءة استخدامها .

5- وجد أن اللاكتوز له تأثير هام على التمثيل الغذائي للدهون، لذلك فإن اللاكتوز يدخل في علاج مرضي "تدهن الكبد الدهني" .

6- يعد اللاكتوز مصدراً جيداً للجلوكوز لمرضى السكر وذلك لبطء تأثيره في رفع مستوى نسبة السكر في الدم ودون الحاجة إلى إعطاء إنسولين - في بعض الحالات - وذلك للمحافظة على مستوى نسبة السكر في الدم (أي تظل ثابتة) .

7- يدخل اللاكتوز في أغذية مرضى السكر، حيث أنه يمكن تناول ما يقرب من 40 جم لاكتوز يومياً دون تأثير يذكر على رفع مستوى السكر في الدم.

8- أثبتت الأبحاث الطبية أنه لا توجد خطورة على مرضى السكر من تناول الألبان ومنتجاتها لسد احتياجاتهم الغذائية من مكونات اللبن ذات القيمة البيولوجية المرتفعة والقيم الهضمية والغذائية العالية .

ثانياً: السكريات العديدة

1- يعد لبن الأم أكثر أنواع الألبان احتواء على السكريات العديدة كماً ونوعاً، وذلك دون باقي الأنواع الأخرى.

2- أهم السكريات العديدة الموجودة في لبن الأم ما يلي:

أ- سكريات تحتوي على نيتروجين وجلوكوز ومنها حمض "أستيل جلوكوز أميني" (Acetyl nuraminic acid).

ب- سكريات تحتوي على نيتروجين ترتبط مع حمض أستيل أيضاً ومع حمض نيورامينيك (Acetyl glucose Amine) ، مكونة ما يعرف بحمض سياليك (Sialic acid) Psospoein) .

ج - سكريات خالية من النيتروجين وتحتوي على سكر اللاكتوز وعلى سكريات ثلاثية ورباعية وخماسية .

3- تختلف نسب وتوزيع السكريات العديدة في لبن الأم عن الألبان الأخرى، فبينما يبلغ متوسط نسبة تركيز السكريات العديدة في لبن الأم إلى حوالي 2.00%، نجد أن هذه النسبة تبلغ 0.15% في لبن الماعز، %0.10 في لبن الأبقار .

4- كذلك تختلف نسب توزيع محتويات السكريات العديدة ومكوناتها المختلفة - والسابق الإشارة إلى بعضها في لبن الأم عنها في الألبان المختلفة .

5- ثبت طبياً أن للسكريات العديدة لبن الأم دوراً هاماً في حماية الطفل من الإصابة بعدوى بعض الميكروبات والأمراض والسموم، والتفسير العلمي لذلك يخرج عن نطاق موضوع هذا الكتاب.