المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


شهر رمضان شهر المغفرة  
  
264   10:08 صباحاً   التاريخ: 2024-10-10
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 373 ــ 380
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن شهر رمضان شهر المغفرة، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فَإِنَّ الشَّقِيَ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيم) (الأمالي للصدوق، ص 193). فيود الجميع أن ينتهزوا أيام هذا الشهر ولياليه ليحصلوا على الحد الأقصى من فوائده وبركاته. فإن حرم استجابة الله أحد من الناس، لا يهتدي بعد إلى طريق نجاة بسهولة. فمن أجل ازدياد استفادتنا من هذا الشهر العظيم، ومن أجل أن نزداد شعورا بأهمية هذا الطريق الذي يجب أن نسلكه، أرجوا أن تلتفتوا إلى هذه الرواية: قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إِنَّ حَبْراً مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إسْرَائِيلَ عَبَدَ اللَّهَ حَتَّى صَارَ مِثْلِ الْخِلَالِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ فِي زَمَانِهِ قُلْ لَهُ وعِزَّتِي وجَلَالِي وجَبَرُوتِي لَوْ أَنَّكَ عَبَدَتَنِي حَتَّى تَذوبَ كَمَا تذوب الألية في القِدْرِ مَا قَبلْتُ مِنْكَ حَتَّى تَأْتِينِي مِنَ الْبَابِ الَّذِي أَمَرْتُكَ) (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص 203).

وكذلك روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (مَرَّ مُوسَى بن عِمْرَانَ ـ عليه السلام ـ بِرَجُلٍ وهُوَ رَافِعٌ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَدْعُو اللَّهَ فَانْطَلَقَ مُوسَى فِي حَاجَتِهِ فَبَاتَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ وهُوَ رَافِعٌ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ يَا رَبِّ هَذَا عَبْدُكَ رَافِعٌ يَدَيْهِ إِلَيْكَ يَسْأَلُكَ حَاجَتَهُ ويَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ مُنْذُ سَبْعَةِ أَيَّامٍ لَا تَسْتَجِيبُ لَهُ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى لَوْ دَعَانِي حَتَّى يَسْقُطَ يَدَاهُ أَوْ يَنْقَطِعَ لِسَانُهُ مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ حَتَّى يَأْتِيَنِي مِنَ الْبَابِ الَّذِي أمَرْتُه) (المحاسن، ج 1، ص 224).

فما هذا الباب الذي يجب أن نعبد الله عن طريقه وإلا فلن تجدي عبادتنا نفعا مهما تعبدنا؟ وليت شعري ماذا وأين هذا الباب الذي مهما عملت واستغفرت لن ينظر إليك أحد، ولكنك إن جئت من هذا الباب سوف يغفر الله لك بأدنى عمل؟! لابد لنا أن نقر بكلتا الحقيقتين وهذا ما يحتاج إلى دقة من جانب وإلى صفاء الباطن من جانب آخر.

الإمام الصادق (عليه السلام): ذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن هو فوقك

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (ذَلَلْ نَفْسَكَ بِاحْتِمَالِ مَنْ خَالَفَكَ مِمَّنْ هُوَ فَوْقَكَ ومَنْ لَهُ الْفَضْلُ عَلَيْكَ فَإِنَّمَا أَقْرَرْتَ بِفَضْلِهِ لِئَلَّا تُخَالِفَهُ). (الكافي، ج 15، ص 554). يمكن أن يكون هذا الأعلى و (من هو فوقك) هو الأب والأم في البيت أو الضابط في المعسكر، أو الرئيس في الدائرة. طبعا من المعلوم أن امتثال أمر الأعلى مشروط بأن لا يخالف أمره أمر الله. وقد جاء هذا الشرط في القرآن بعد ما أمر بالإحسان بالوالدين. {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8]، {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15].

لابد أن نذل أنفسنا لله بجهاد النفس

في سبيل أن ننال المقام الذي خلقنا من أجله، لابد أن تذل أنفسنا، ولا طريق إلى إذلال النفس سوى مجاهدتها ومخالفتها. إن جهاد النفس ومخالفتها يقتضي وجود أمر من هو فوقنا. وهذا هو (الطريق الوحيد) الذي تحدثنا عنه في هذه الجلسات الماضية، كما أن الإنسان مجبور على مجاهدة نفسه شاء أم أبى. ولكن لابد للإنسان أن يجاهد هوى نفسه ليذلّ لله سبحانه ويصل إليه. لا يمكن للإنسان المتكبر أن يصل إلى الله ما دام متكبرا. فإن طريق الوصول إلى الله هو التذلل، يعني أن يقضي الإنسان على أنانيته ليستطيع السير نحو الله عز وجل.

 

 

ولكن يبدو أنه إذا تركت النفس مع ربها، فسيعتريها العجب والغرور شيئا فشيئا، ثم ترى أنها ذو مقام وشأن رفيع، فلم تعد ذليلة مقهورة، ولم تزل (الأنا) في مقابل الله. لذلك قد لا تحصل حالة الذل والخشوع في مقابل الله عبر العلاقة المباشرة مع الله. إن حبط عمل إبليس الذي قد عبد الله ستة آلاف سنة ينبئ بأننا حتى وإن عبدنا الله ستة آلاف سنة بشكل مباشر، مع ذلك قد لم تذل أنفسنا لله بهذه العبادة.

أهمية الذلّ لله

في موضوع أهمية ذل النفس لله، حري بالإشارة إلى الحديث المروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) حيث قال: (أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَى مُوسَى ـ عليه السلام ـ أَنْ يَا مُوسَى أَ تَدْرِي لِمَ اصْطَفَيْتُكَ بِكَلَامِي دُونَ خَلْقِي. قَالَ يَا رَبِّ وَلِمَ ذاكَ. قَالَ فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي قَلْبَتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ فَلَمْ أَجِدُ فِيهِمْ أحَداً أَذَلَّ لي نَفْساً مِنْكَ يَا مُوسَى إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ خَدَّكَ عَلَى التَّرَابِ) (الكافي، ج 2، ص 123).

طريق الذل لله هو الإقرار بأفضلية ولي الله

ما هو الطريق؟ إذا ما أردت أن تجد إلى الله المتكبر سبيلا، فلابد لك من التذلل. هذه هي فلسفة جهاد النفس وهي أن تلوي عنق نفسك. ولكنك إن عمدت إلى إرغام نفسك، يأت الله إليك بوليه ويفرض عليك أن تقر بكونه أفضل منك. ومضافا إلى الإقرار بأفضلية ولي الله عليك، لابد لك أن تستلم أوامر الله عن طريقه، وأن تخضع لأوامره الخاصة أيضا كما تخضع لأوامر الله.

إن هذه الأحاديث القدسية التي مرت عليكم والتي تنقل عن الله أنه لا يقبل عبادة العابد وتوبة التائب مهما حاول وسعى وحتى لو ذاب كذوب الشحم في القدر أو كسرت يداه وقطع لسانه ما لم يأت الله من الباب الذي أمره، هذا الباب هو باب الولاية التي يجب أن نستلم أحكام الله عن طريقه.

سبب هلاك إبليس هو الكبر على ولي الله / سبب غفران آدم (عليه السلام)، التواضع لولي الله

قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): (عصى الله إِبْلِيسُ، فَهَلَكَ لِمَا كَانَ مَعْصِيَتُهُ بِالْكِبْرِ عَلَى آدَمَ وعَصَى اللَّهَ آدَمُ بِأَكْلِ الشَّجَرَةِ، فَسَلِمَ ولَمْ يَهْلِكُ لِمَا لَمْ يُقَارِنُ بِمَعْصِيَتِهِ التَّكَبُرَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبِينَ، وذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لَهُ: يَا آدَمُ عَصَانِي فِيكَ إِبْلِيسَ، وتَكَبَّرَ عَلَيْكَ فَهَلَكَ، ولَوْ تَوَاضَعَ لَكَ بِأَمْرِي، وعَظَمَ عِزَّ جَلَالِي لَأَفْلَحَ كُلَّ الْفَلَاحِ كَمَا أَفْلَحْتَ، وأَنْتَ عَصَيْتَنِي بِأَكْلِ الشَّجَرَةِ، وبِالتَّوَاضُعِ لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ تُفْلِحُ كُل الفلاح) (الاحتجاج للطبرسي، 1 / 53).

إن ليلة القدر هي ليلة الاعتذار من الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

إن ليلة القدر، هي ليلة الاعتذار من الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وقبول توبتنا مشروط بجلب رضا الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف). نحن نعتقد أن في ليلة القدر تسلم صحف أعمالنا إلى الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، كما تسلم الصحف إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم القيامة. فقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: (آمِنُوا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ إِنَّهَا تَكُونُ ـ لِعَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ ولِوُلْدِهِ الْأَحَدَ عَشَرَ مِنْ بَعْدِي) (الكافي، ج 1، ص 533).

إذا كان الخوض في الشهوات قبيح، فإن الصلاة بلا ولاية قبيحة أيضا

إذا كان الخوض في الشهوات والفسق والفجور قبيح لكون الإنسان المنحدر في هاوية الشهوات يعمل بما يحب، كذلك الصلاة قبيحة بلا ولاية، لأنها تعبر عن عبادة منسجمة مع هوى الإنسان المتكبر على ولي الله وحري بالذكر أن قد ارتكب المصلون بلا ولاية جرائم لم يرتكبها حتى الكفار. لقد التزم الكفار والمشركون ببعض الأصول والقيم في تعاملهم مع سبايا المسلمين، ولكن تعالوا إلى كربلاء لتروا المصلين الذين جردوا دينهم عن الولاية فلم توقفهم أي قيمة وأي حرمة في ارتكاب الجرائم على أطفال الحسين (عليه السلام) فضلا عن الكبار. ألا لعنة الله على القوم الظالمين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.