أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-11
1249
التاريخ: 2024-06-01
765
التاريخ: 2023-09-10
1323
التاريخ: 2024-05-28
691
|
تولى «رعمسيس الثالث» الحكم بعد موت والده «ستنخت» الذي لم يمكث على عرش الملك أكثر من عامين كافح في خلالهما — على ما يظهر — كفاحًا عنيفًا لطرد الغزاة وتثبيت نظم الحكم في البلاد. والظاهر أنه قد أشرك ابنه «رعمسيس الثالث» في الحكم. فلما انفرد «رعمسيس» بالحكم أثبت للعالم والتاريخ أنه خلف صالح لوالده، كما أثبت أن الدم الملكي الجديد كان له خطره في إنهاض البلاد من كبوتها التي سقطت فيها خلال عهد آخر ملوك الأسرة التاسعة عشر الضعاف.
والواقع أن مثل هذه الأسرة في بدايتها كمثل الأسرة التاسعة عشرة عندما تولى ملوكها زمام الأمور في البلاد؛ إذ ساروا بها قدمًا حتى بلغت في عهدهم مكانة عليَّة. ولسنا مبالغين إذا قلنا إن «رعمسيس الثالث» قد جمع في شخصه تلك القوة الحربية، والقدرة السياسية التي امتاز بها «سيتي الأوَّل» ومن بعده ابنه «رعمسيس الثاني». ولا غرابة في أن نرى «رعمسيس الثالث» ينحو دائمًا في أعماله نحو «رعمسيس الثاني»، وإن لم تكن الأحوال مُهيأة له لتنفيذ مقاصده.
شكل 1: الملك «رعمسيس الثالث» يُتَوِّجُهُ الإلهان «حور» و«وست «.
ووجه الشبه بين أعمال الملوك الأول للأسرتين التاسعة عشرة والعشرين عظيم جدًّا، فالأولى أنقذت البلاد من الفوضى الداخلية التي ورَّطها فيها «إخناتون» وأخلافه كما أعادت للبلاد مجدها المضيع في الخارج بعض الشيء. والثانية خلصت البلاد من أيدي الأجنبي الغاصب الذي استولى عليها، كما دافعت عن حدود البلاد ووقفت زحف اللوبيين من الغرب، وأقوام البحار من الشمال والبحر، وقد كان خطرهم عظيمًا جدًّا، ولولا شجاعة «رعمسيس الثالث» وحسن تدبيره لحلت بالبلاد كارثة أعظم ضررًا وأشد خطرًا من غزو الهكسوس الذين اجتاحوا البلاد في عهد الأسرة الثالثة عشرة. ولكن كان من سوء طالع مصر أن عدد الملوك العظام في كلتا الأسرتين لم يكن كبيرًا، ففي الأولى يتوالى ثلاثة فراعنة عظام، وفي الثانية لم يتوالَ على عرشها إلا ملكان عظيمان، ثم خلف من بعدهما خلف من الملوك الضعاف ساروا بالبلاد نحو الهاوية. ومن ثمَّ أخذ ضوء مصباح الملك يخبو شيئًا فشيئًا حتى انطفأ جملة في عهد «رعمسيس الحادي عشر«.
وعهد «رعمسيس الثالث» حافل بالأعمال العظيمة والأحداث الجسيمة؛ فقد ناصره الحظ، ورافقه حسن الطالع طوال مدة حكمه إلا السنين الأخيرة التي كدرت صفوها بعض الأحداث الداخلية المحضة التي لا تخلو منها بلاد في كل زمان ومكان مما سنفصل فيه القول بعد.
ولقد ظل اسمه لامعًا حتى بعد مماته؛ إذ حُفظت لنا أعماله العظيمة إلى الآن بصورة رائعة لم يحظَّ بمثلها ملك من الملوك الذين سبقوه. وقد وصلت إلينا كما دونها هو وكما يريد في كتابين ضخمين: الأول نقش على الحجر على معبده الجنازي الذي يُعد أضخم بناء لملك مصري بقي لنا سليمًا، وهو المعروف باسم مدينة «هابو». ويُعد من أحسن المعابد التي بقيت محفوظة لنا حتى الآن. أما كتابه الثاني فهو وثيقته الكبرى التي دونها مدة حياته عن أعماله السياسية والدينية العظيمة، وهي أكبر وأضخم وثيقة بقيت لنا من عهد الفراعنة، ويبلغ طولها أكثر من أربعين مترًا. وقد دُونت بأحسن خط هيراطيقي عُرف حتى الآن.
ومن هاتين الوثيقتين الفذتين سنحاول أن نضع صورة عن الحياة المصرية في هذا العهد في الداخل، ونصف ما كان للبلاد من علاقات مع الممالك المجاورة من وجوه شتى. والظاهر أن «رعمسيس الثالث» لم يقم بأية حروب في أول حكمه كما جرت العادة عند معظم ملوك مصر، بل وجَّه معظم عنايته إلى إصلاح الأداة الحكومية، وتنظيم الجيش وتقويته، ووضع أسس معابده. وقد كان ذلك من الأمور الضرورية التي تحتمها الأحوال لرجل مثل «رعمسيس الثالث» يريد أن يجعل مصر صاحبة السيادة والسلطان في الشرق كما كانت من قبل. وقد وصف لنا الحالة بنفسه عند توليه العرش، وما عمله للبلاد، وسندعه يحدثنا بنفسه عن ذلك كما جاء في «ورقة هاريس» فاستمع إليه:
توليته العرش:
وبعد ذلك توَّجني أبي (1) «آمون رع» سيد الآلهة، و«رع آتوم» و«بتاح» جميل الوجه بوصفي سيد الأرضين على عرش من أنجبني، وقد تسلمت وظيفة والدي بسرور، وارتاحت البلاد وابتهجت بنعمة السلام، وكانت مسرورة عندما رأتني حاكمًا (له الحياة والعافية والصحة) للأرضين مثل «حور» عندما دُعي ليحكم الأرضين على عرش «أوزير»، وقد تُوجت بتاج «أنف» الذي يحمل الصل، وقد لبست التاج ذا الريشتين مثل الإله «تاتنن»، وجلست على عرش «حوراختي»، ولبست شعار الملكية مثل «آتوم».
.........................................
1- يجب أن تكون هنا «آبائي» أو «بحضرة آبائي»؛ لأن «آمون» أعظم الآلهة هو الذي كان يُتوج امللك في حفل رائع في الدولة الحديثة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|