المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تأسيس دار العجزة  
  
203   08:15 صباحاً   التاريخ: 2024-09-26
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 57 ــ 58
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 2474
التاريخ: 27-3-2019 2203
التاريخ: 14-9-2019 1907
التاريخ: 13/12/2022 1378

إن الأوضاع المؤسفة للشيوخ خلقت مشاكل في الغرب، مما دعت مسؤولي بعض الدول إلى تأسيس دور للشيوخ والعجزة في نقاط مختلفة يجمعون فيها الشيوخ ويهيئون لهم وسائل الحياة لكي يخففوا بعض الشيء من مآسيهم.

إن تأسيس هذه المراكز للمسنين الذين لا أحد لهم، أو الفقراء، أو المرضى منهم، أو من يأتي بنفسه للعيش هناك، هو عمل إنساني يقوم به المجتمع، لان هذا العمل يحل جزءاً من مشكلات هؤلاء ويخفف من آلامهم. ولكن من المؤسف أن يتخذ الأبناء والأحفاد هذه المراكز وسيلة للوصول إلى أغراضهم غير الإنسانية وغير الاخلاقية، فليس إنصافاً إبعاد الجد والجدة بالقوة والإكراه من العائلة إلى هذه المراكز وسيلة عواطفهم ومشاعرهم، وتحقير شخصياتهم، وزيادة احزانهم، ومن ثم الإسراع في موتهم.

العمر يمضي بسرعة، ولا ينقضي الوقت حتى يصل الشبان إلى مرحلة الكهولة ومن مرحلة الكهولة إلى مرحلة الشيخوخة، وأنتم يا شباب ويا رجال اليوم تعالوا وفكروا في غدكم، في شيخوختكم، وقوموا اليوم بأمر القرآن الكريم بعمل الخير لوالديكم الشيوخ، وراعوا الحقوق الإنسانية لهم، لكي يقوم أبناؤكم غداً بالإحسان إليكم ومراعاة حقوقكم.

تعالوا للحفاظ على هذه السنة الإسلامية المقدسة في محيط الأسرة لتنتقل من جيل إلى جيل، لكي يأخذ الأطفال وشباب اليوم درساً في احترام الوالدين ويقوموا بذلك لكم غداً.

نتيجة البحث:

إن أحد شروط التفاهم، من وجهة النظر الدينية والعلمية هو ان تحترم شخصية الشبان والكهول والشيوخ، واحترام كل فئة حقوق الفئات الأخرى، بحيث لا يشعر اي شخص في الأسرة بالقلق وعدم الاطمئنان، بل يكون مطمئناً أن حقوقه محفوظة ولا تتعرض لاعتداء الآخرين. والشرط الآخر لتفاهم المسنين والشباب هو احترام شخصية واستقلال وحرية جميع أفراد المجتمع.

وكما ان رعاية حقوق وحدود جميع افراد الدولة الصغيرة - اي الأسرة - تبعث على الأمن والاستقرار وراحة البال وتكون سبباً للوحدة فيما بينهم، كذلك في العائلة الكبيرة للبلاد فإن الشرط الأساسي للتفاهم الإجتماعي، واحترام حقوق وشخصية جميع أفراد البلاد هو رعاية هذه الحقوق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.