المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Integer Division
2-11-2019
الدولة الإخشيدية 323-358 هـ / 935-969م.
2023-11-29
عوامل البيئة الطبيعية المؤدية للإصابة بمرض السرطان - السطح
11-7-2021
Sulfonation of Benzene
14-9-2020
Jack Polynomial
28-7-2019
تبعيض الوالدين
14-11-2016


ان كثيراً ممّا يصعب عليهم الدين، لم يقتنعوا بالدين عن عمق  
  
169   09:32 صباحاً   التاريخ: 2024-09-24
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 164 ــ 178
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2021 2572
التاريخ: 21-4-2016 2020
التاريخ: 31-3-2022 1581
التاريخ: 2024-08-22 304

أحيانا لا ينبغي أن نكتفي باقتناعنا ولا سيما إن كانت القناعة سطحية. فلابد أن نبني كياننا الفكري من جديد، إذ قد تكون ثغرات في هذا النظام ولعلنا قد اقتنعنا ببعض العقائد عبر أدلة غير كافية وغير صحيحة، وقد يكون هناك خلل في مقدمات عقائدنا وقد خفي عن أنظارنا، أو لعلنا رتبنا مقدمات عقائدنا واقتنعنا بها بغير دقة. فإن لم يطوِ الإنسان مراحل اقتناعه واعتقاده بالدين بشكل دقيق ومحكم، سيواجه مشكلة في محل ما.

وقد تظهر هذه المشكلة في الاستخفاف بالصلاة وفي التساهل في السير والسلوك إلى الله وفي التقصير في الإطاعة وغيرها. إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم قد آمنوا بكل شيء واقتنعوا بكل شيء ولا مشكلة فيهم سوى أن يصعب عليهم العمل ببعض أجزاء الدين ولا مهجة لهم في بعض الأحيان أو أنهم يفقدون تلك القابلية العالية للتقوى أو ليس لهم توفيق أولياء الله، فهؤلاء الذين يتحدثون بمثل هذا الكلام وهكذا ينظرون إلى قصورهم وتقصيرهم في الدين، لا يقولوا بأننا نعتقد بكل شيء ولا يسطّروا محفوظاتهم في العقائد الدينية، إذ أنا لا أعتقد بأنهم يعتقدون بكل شيء وليس هناك خلل في عقائدهم وقناعاتهم.

بالتأكيد أنهم مؤمنون ولا أقول إنهم غير مؤمنين ولكن لي نقاش في اقتناعهم، فإن الكثير من الناس لم يقتنعوا بتعاليم الدين عن عمق. فقد قبلوا بها واعتقدوا بها كالطالب الذي يحترم أستاذه، ولكن بدلا من أن يستدل له الأستاذ على مدعاه، يرفع له صوته ويؤكد في لحن قوله، فيقتنع الطالب ويرضى بالجواب الضعيف الذي أعطاه أستاذه. فهذا ليس بطريق صائب ولابد أن نقتنع عن عمق. 

باعتقادي أن كثيرا ممن يصعب عليهم الالتزام بالدين، لم يقتنعوا به عن عمق، بل قد قبلوا ببعض التعاليم وبمجمل الدين بشكل سطحي. فهم لا يستطيعون أن يرفضوا وجود الله سبحانه ولا يقدرون على إنكار نبي الله (صلى الله عليه وآله) وليس بإمكانهم أن يكفروا بيوم القيامة والجنة والنار، فأمنوا بكل هذه العقائد وهم مؤمنون.

ولكن لا تزال أسئلة باقية في أعماق قلوبهم عن بعض الأسباب والغايات والأهداف. إن بعضهم لا يسألون عما يختلج في قلوبهم احتراما لله فيشعرون بالإساءة إن طرحوا استفسارا عن أصل الدين، ويقولون مع نفسهم ليس من الأدب أن نسأل هذه الأسئلة، إذ أن الله يعلم الصواب جيدا، ولابد أن هذا الدين لصالحنا ولهذا أوجبه علينا فمن الأولى أن لا نتدخل في شؤونه ونلتزم بدينه بلا سؤال ونقاش!

إن هذا الكلام كلام صحيح ولكنك لا تستطيع أن تلتزم بالدين بهذا الأسلوب، إذ أحيانا تفر من أحكام الله وأحيانا تصعب عليك هذه الأحكام، فليس لك بد سوى أن تقتنع بالدين عن عمق. فلا داعي لأن تكتم سؤالك من أجل أن تحترم الله، بل اطرح سؤالك حتى تقتنع بالقضية بكل وجودك.

طبعا أنا أؤمن أن بعض الأسئلة غلط من أساسها، وإن بعض الأسئلة إن لم تكن غلط فهي تحكي عن مرض في قلب الإنسان، كما يقول القرآن: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 5، 6]، ولكن السؤال الجيد يشفي قلب الإنسان وينقذه فلا ينبغي أن نتركه. إن السؤال الجيد والنظرة إلى مختلف القضايا من زاوية صحيحة وتحليل القضايا بشكل صحيح، كلها من مقتضيات حياة الإنسان.

إن منطلقنا في هذه الأبحاث هو مشاهدة الواقع في الدنيا وفي حياة الإنسان، من أين انطلقنا في هذه الأبحاث أيها الإخوة؟ إننا لم تنطلق من الإيمان. اسمحوا لي أيها الإخوة أن أشرح لكم الأسلوب والمنهج الذي اتخذناه في هذه الأبحاث. نحن لم نبدأ من الإيمان بالله سبحانه في هذه الأبحاث، فمن أين بدأنا؟ بدأنا من دراسة الواقع، فحاولوا أن تشاهدوا الواقع بشكل صحيح. وهذا هو الأسلوب الذي اتخذه أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكتاب الواحد والثلاثين من نهج البلاغة الذي كتبه إلى ولده الإمام الحسن (عليه السلام)، وهذا هو الأسلوب الذي تستطيعون أن تشاهدونه في القرآن بأنحاء مختلفة.

نحن قد انطلقنا من دراسة الواقع، ولا من ذكر الواجبات والمحرمات وأحكام الدين، ولا من الأمور الغيبية التي على رأسها هو غيب الغيوب رب العالمين. فلم نبدأ حديثنا من هذه المواضيع بل بدأناه بدراسة الواقع. وسوف نصل إن شاء الله إلى الإيمان.

ـ لماذا بدأنا من الواقع؟

لماذا بدأنا من الواقع؟ أريد أن أجعلكم على بصيرة من مسار البحث كما بودي أن أطلعكم على خلفية هذا الفيلم وهذه السيناريو التي بدأنا بكتابتها معا في هذه الليالي.

إن ما نرمي إليه في هذه الأبحاث هو أن نتعطش إلى الإيمان بالله قبل أن نصل إليه في بحثنا، ونشعر بالحاجة إلى أحكام الله قبل أن نواجهها، ونريد أن نشعر بالألم والحاجة إلى الطبيب قبل أن يخاطبنا الأنبياء. فإذا جاءني طبيب وسألني عن صحتي وأنا لم أشعر بأي ألم في جسمي، لعلي أستهزء بالطبيب وأجيبه بتكبر واستعلاء إذ لا أشعر بالحاجة إليه وهذا ما حدث تجاه الأنبياء على مر التاريخ: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [يس: 30].

فلابد للإنسان أن ينقدح في قلبه السؤال ويشعر بالعطش، فإذا دلّوه على عين الدين الصافية، عند ذلك يعرف قدرها ويلتذ ويرتوي بها، كما يصبح قلبه عند ذلك عينا جارية بالحكمة والمعارف الحقة.

أما إن أعطيت الدين من لا يشعر بالعطش والحاجة والفقر. يقول مستنكفا: لماذا يجب علي أن ألتزم بهذه القيود؟! أفهل يمكن أن تجيب مثل هذا الإنسان عن هذا السؤال؟! إن هذا السؤال ليس بلا جواب ويمكن أن يجيب عنه الإنسان ولكن باعتباره لا يصدر من قلب سليم، فحتى لو أعطيته الجواب الصحيح لا ينفعه.

إن الإنسان لجوج لا ينصاع للأوامر والنواهي بسهولة، وليس علاجه سوى أن يدرك الواقع بعمق. فإن قلت له: صل، يقل: لماذا يجب أن أصلي ولعله يتفلسف ويقول: هل يحتاج الله إلى صلاتي؟ إلى غيرها من الأسئلة ... وكلما تحاول على إقناعه لا تقدر على ذلك. لأنك قد أخطأت في اختيار التكتيك وابتدأت معه بذكر الحكم، فأقفل قلبه عليك ولم يفتحه مهما أعطيته من أدلة وبراهين.

فحاول أن يشعر بألم وحزن، ليأتيك ويقول لك: ماذا أفعل بهذا الألم الذي أشعر به في قلبي؟ عند ذلك قدم له الصلاة كدواء للداء الذي يشعر به ويعاني منه. فيأخذ الصلاة متلهفا لأنها جاءت دواء لألم شعر به في قلبه وماء صافيا يزيل به عطشه.

إن هذا الأسلوب والمنهج يقول: عرف الناس في بداية الأمر على واقعهم وواقع حياتهم وعرفهم على مرارة هذا الواقع فإن شاهدوا هذه المرارة وشعروا بها جيدا يبحثوا عن الحلاوة. وهنا تسنح الفرصة لتحلي حياتهم بحلاوة الدين. هذا هو الأسلوب المعقول والطبيعي لتبليغ الدين.

أنا لا أقول إن باقي الأساليب غلط ولا ينبغي أن يتخذها أحد، ولكن بودي أن تروا هذا الأسلوب وتقفوا عنده طبعا إذا أردنا أن نتحدث عن هذا المنهج بشكل عام وندافع عنه ونتحدث عن أبعاده نحتاج إلى عشر محاضرات مستقلة، ليس مجالها الآن.

ـ النقطة المقابلة لهذا المنهج هو أسلوب الشيطان

ما هي النقطة المقابلة لهذا المنهج؟ النقطة المقابلة لهذا المنهج، هو أسلوب الشيطان، إذ أول ما يقوم به الشيطان هو أن يزين لك الدنيا ويحليها في مذاقك. فيتحدث معك عن الدنيا ولذاتها وحلاوتها وجمالها بالنحو الذي تشعر أن قد سبقك غيرك كثيرا في التمتع بهذه الدنيا والالتذاذ بها.

وبطبيعة الحال إن أصبح انطباع الإنسان عن هذه الدنيا هو أن يستطيع أن يرتع فيها ويتمتع ويأكل ويشرب ويلعب مهما شاء، لا يستطيع عندئذ أن يقيد نفسه بالدين. وإن قلت له: إن الدين لا يسمح لك بهذا النوع من اللذة، لا يقبل، وقد يتهجم عليك بشدة. هذا هو أسلوب الشيطان إذ قال الله تعالى عن إبليس: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} [الحجر: 39].

أما نحن فقد عملنا ضد الشيطان تماما، إذ قلنا إن الدنيا خربة وهي محل بلاء وعناء وتعب وألم. فقد تعلمنا هذا الأسلوب من أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ عمل عكس الشيطان وأسقط الدنيا من عيننا.

ـ مقارنة بين الأسلوب الصحيح وأسلوب الشيطان

عندما تعتبرون الدنيا مرّة تبحثون عن الحلا، ولكن إن اعتبرتم الدنيا حلوة، سوف تجدون الدين مرّا. هذه معادلة واضحة أرجو أن تنتبهوا إليها. نحن بدأنا في أبحاثنا من مشاهدة الواقع ورأيناه مرا. وكذلك إبليس يبدأ معنا من الدنيا ولكنه يكذب علينا ويزين الدنيا ويحليها في عيننا. فإذا استطاع أن يخدعك ويصور الدنيا حلوة، عند ذلك تجد الدين مرا. بيد أنك إن وجدت الدنيا مرّة سوف تجد الدين حلوا، وشتان بين هذه الرؤيتين.

ـ ما هو دور الغزو الثقافي؟ دوره هو تزيين الدنيا. وما هو الفلم الذي يفسد الانسان؟ ذاك الفيلم الذي يصور الدنيا أحلى من واقعها، وهو ذاك الفيلم الذي ينظر إلى مشاكل الدنيا ومرارتها كمشكلة طارئة استثنائية في الحياة، فيعالجون المشكلة في القصة وتنتهي آلامهم ومشاكلهم تماما وينتهي الفيلم بعاشوا عيشة سعيدة. ثم المشاهد المسكين ينتظر عشرات السنين حتى يصل في حياته إلى (العيشة السعيدة) ولكنه مهما يحاول لا يصل إلى شيء. فلماذا نخدع الناس بهذه الأفلام؟

لم تكن نقطة عزيمتنا الإيمان، ولم نبدأ بالدين بل قد انطلقنا من الدنيا ومن الإنسان، لا من الله سبحانه. وهذا هو الطريق الصحيح. ثم قد بدأنا بمرارة الدنيا لا بحلاوتها. ولم نأت نسوّد الدنيا ونشوهها ليحلو الدين كلا، بل هذا هو واقع الدنيا والإنسان يشاهد هذا الواقع إن لم يكن أعمى العين.

نعم هناك من يحاول أن يغض الطرف عن مرارة الدنيا، فهذه مشكلتهم، ولكن الواقع هو أن الدنيا مليئة بالمرارة والمحن. {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [يس: 68]، إن الله ينسب هذا الفعل إلى نفسه ويقول نحن نفعل ذلك. وكذلك قال: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]. هذا هو فعل الله وهذا هو البرنامج الإلهي، إذ أراد أن يروّضك ويقوي عضلاتك في هذه الدنيا.

مرور على ما سبق

مما يؤيد هذا الأسلوب هو الروايات التي تدعو لمعرفة النفس، من قبيل ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: (من عرف نفسه فقد عرف ربه) (غرر الحكم، ص 588). إن الإنسان ينطوي على رغبات مختلفة، فعندما يريد أن يختار شيئا من رغباته، لابد أن يذبح بعضها من أجل بعض أخر، ومن هنا يبدأ جهاد النفس.

إن الرغبات الأقل قيمة وثمنا ظاهرة واضحة، والرغبات القيّمة خفية وكامنة في عمق روح الإنسان. فلابد لك أن تعف وتغض الطرف عن رغائبك السطحية لتصل إلى رغائبك العميقة.

إن جهاد النفس جزء لا ينفك عن حياة الإنسان. فقد خلقت من أجل جهاد النفس وإلا لكنت حيوانا أو كنت ملكا. لابد لك أيها الإنسان أن تنتج قيمة مضافة، يعني أن تنتج الحسن لا مجرد أن تكون حسنا. فليس من الفن أن تكون حسنا، إذ هذا هو شأن الملائكة، بل لابد أن تصير حسنا. ولابد أن يكون هناك مانع في طريق صلاحك، والمانع هو أن تكون تكره بعض الصالحات وتحب بعض السيئات. إذن خلقت حتى تصير صالحا لا تكون صالحا كالملائكة.

لقد خلقت إنسانا وأصبحت إنسانا من أجل أن تحز رأس نفسك ومن اجل التضحية ومن أجل محاربة نفسك ومن أجل سحق رغائبك وأهوائك. ويعينك الله في حركتك هذه، إذ قد صمم الدنيا على أن لا تجري رياحها بما تشتهيه سفينتك. فأنت تخالف هواك من جانب والله يخالفها من جانب آخر. فإن أردت أن تستقيل عن مهمتك وتلبي رغبات نفسك، سوف يتكفل الله بدلا عنك بمخالفة هواك فتزداد حياتك مرارة وصعوبة: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]. هذه هي خصيصة الإنسان وقد خلق في مثل هذه الأجواء ونحن لم نتحدث عن الدين بعد، بل إن خلقة الإنسان تفرض عليه هذا العناء في الحياة الدنيا. فإن حاولت قليلا وبعت فنّا تستطيع أن تثبت هذه الحقائق لنفسك عبر التجربة الميدانية أو بطريقة فلسفية أو من الناحية الفطرية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.