أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-6-2017
2092
التاريخ: 16-6-2022
1551
التاريخ: 15-9-2021
1873
التاريخ: 6-12-2021
1913
|
لو حكمنا الانصاف في البين عرفنا لماذا يقيم الإسلام بهذا الشكل التفكير والتأمل، ذلك لأنه لا يمكن نيل المعالي والحصول على التقدم المادي والمعنوي إلا في ظل التفكير الصحيح والتأمل العميق ...
ولم تترق الأمم إلا في ظل أفكار مفكريها وعظمائها الذين طووا بها مدارج الكمال والرقي. ولم يصل المقربون إلى الله والربانيون إلى مقاماتهم السامية إلا بالتفكير الطويل العميق الذي أعقب معرفة واسعة أوصلتهم إلى هذه المقامات المعنوية والدرجات القريبة السامية.
يقول الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله): (تفكر ساعة خير من عبادة سنة) (1).
ونظراً لهذه القيمة التي يعطيها الإسلام للفكر والدور الهام الذي يمنحه إياه في صنع مستقبل الفرد والمجتمع فانه رفض كل ما يوجب تخدير الفكر وإتلاف الوقت الثمين، ولهذا وغيره أعلن الإسلام رفض (اللهو واللعب) وحاربه.
وقد كان القمار من الالعاب التي ذمها القرآن صريحاً وقد بين الله تعالى عواقبه السيئة الخطرة بقوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90 ـ 91] (2).
ومن الواضح أن القرآن بالإضافة إلى تقبيح القمار وجعله الى صف الجريمتين الكبيرتين (شرب الخمر وعبادة الأصنام) اشار إلى نقطتين نوضحهما في ما يلي:
الأولى: إن القمار دافع نحو الفرقة والعداوة ... ولو تأملنا وجدنا أن كل خسارة تخلق الحسرة والتأثر في نفس الخاسر ومن ثم الحقد والتنفر من الشخص الرابح في حين ان الربح يوجد في الرابح شوقاً وحرصاً على النهب الأكثر للخاسر وبالتالي بعدم الإهتمام بحقوق الآخرين... وكل هذه تشكل أهم العوامل التي بإمكانها أن تقطع علائق المودة والروابط الاجتماعية الاخرى لتسلم المجتمع إلى النفاق والحقد والبغض.
فما أكثر ما صادف أن انتهى الأمر بين الأحبة الذين جلسوا إلى منضدة القمار إلى التنفر والعداوة والتباعد وحتى النزاع والقتل احياناً.
ففي مدينة في نيوانكلاند كان يعيش صانع من صناع الرصاص حياة هي خير من حياة غيره ولكنه ابتلي بالقيام بالألعاب الثقيلة (بوكر) ولكي يجبر هذا خساراته فقد أصر على إدامة اللعب حتى بلغ به الأمر إثر تساهله وديونه أن يفقد شغله المتطور. وقد قال لاحد اصدقائه: (لا يمكنني أن أملك زمام نفسي ويجب أن أنتقم لها) (3).
كما أن الغضب والتنفر الحاصل من القمار له آثاره المشؤومة التي تهدد حياة المقامر الخاصة من مثل الاختلافات العائلية، والطلاق والتفرقة بين الزوج والزوجة، وانحلال الترابط العائلي الوثيق.
الثانية: إن المقامر وهو مبتلى بهذه العادة القبيحة ينسى ذكر الله، ونحن نعلم أن الإسلام يعتبر التوجه نحو الله، وتذكره وتذكر عظمته ونعمه هو أساس الدين والسعادة.
وما أصدق القرآن حين يقول: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
ذلك ان التوجه لله وذكره يشكل أحكم الاسس وأمنع ملجأ وأقوى عماد للإنسان عندما يواجه المشاكل. وها نحن نرى اولئك الذين لا يؤمنون بالله يجدون أنفسهم في قلق وذعر شديدين ووحدة قاتلة رغم كل ما لديهم من وسائل مادية ولذا فقد يلجأون احياناً للانتحار، ومن هنا نجد نسبة كبيرة من المقامرين مبتلين بالجنون والانتحار والاضطراب والهيجانات العصبية إلى الحد الذي يمكننا معه أن نعتبر القمار العدو الخطر للاطمئنان والراحة.
وقد جاء في نشرة جمعية الامور العامة في نيويورك قولها: (لقد شهدنا مناظر مختلفة فهذه امرأة مرتعشة مخطوفة اللون تقف ساعات أمام أحد اجهزة القمار، وذاك رجل شاحب الوجه عبوسه يدير مقبض الجهاز وكأن عجلات الجهاز المتحركة قد أغرقته في تنويم مغناطيسي عميق) (4).
وقد قال أحد المقامرين لمراسل صحيفة ـ نيويوك تايمز ـ لقد ابتليت بالسقوط في هذه الهوة إلى حد أجد نفسي فيها مخيراً بين الخروج أو الانتحار) (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الأنوار، ج 71، ص 326 - 327.
2ـ كان العرب قبل الإسلام يقسمون بعض الاموال المشتركة بواسطة (الازلام) أي السهام ولم يكن هذا التقسيم عادلا وقد منعه الاسلام.
3ـ نشرة جمعية الامور العامة في نيويورك، ص 1.
4ـ المصدر السابق، ص 9 - 14.
5ـ المصدر السابق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|