المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

عكارة الماء
2023-10-29
ضغطة القبر -
22-03-2015
نشرات
17-12-2019
الشجرة الخبيثة
2024-07-28
Rhythm
2024-06-16
حادثة هشام بن عبد الملك في البيت الحرام
11-4-2016


تجسّم الأعمال  
  
185   01:22 صباحاً   التاريخ: 2024-09-17
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : الأخلاق البيتية
الجزء والصفحة : ص99ــ101
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2018 1635
التاريخ: 2024-10-04 171
التاريخ: 13-1-2016 3700
التاريخ: 10-1-2019 1846

لو تأتّى لنا في هذا المقام طرح تجسّم الأعمال لقلنا إن معنى ذلك هو: إن الاختلاف الذي قد يحدث في بعض الأحيان بين الرجل وامرأته وعدم قبولهما بأنهما مقصّران حيث يقول الرجل لزوجته: أنت السبب في بؤسي، وهي تقول له مثل ذلك، فيقول الرجل: إن سوء خلق الأولاد كان بسببك، وهي تقول له شيئاً يشبه ذلك إلى أن يصل بهما الأمر ـ والعياذ بالله ـ إلى استخدام العبارات البذيئة والفاحشة، سيؤدي بهما مستقبلاً إلى حيث ما لا تحمد عقباه.

إن تلك الدار في ظاهر أمرها دارٌ طبيعية، لكنها بقانون تجسّم الأعمال لا تعدو أن تكون جهنم، وستثبت الأيام ذلك حينما ينكشف الغطاء لتظهر الأمور على حقيقتها.

أخاطبكم أيها الرجال! وأنتن أيتها النساء! وأقول لكم جميعاً بأن الدنيا والآخرة وجهان لعملة واحدة، الظاهر هو الدنيا، وباطن هذه الدنيا هي الآخرة، وأن ما يقع في هذه الدنيا تبرز حقيقته وواقعيته في الآخرة، فإذا ما مسّنا والعياذ بالله شيءٌ من جهنم وانتقامها فمرجعه إلى أعمالنا هنا (ذلك بما قدمت أيديكم) وإذا ما حظينا بنعم الجنة وحورها وقصورها فذلك مرجعه إلى أعمالنا أيضاً التي مارسناها في هذه الدنيا الدنيّة.

{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة: 24].

في الجنة يأتي الخطاب: أيها الصائمون! كلوا واشربوا هنيئاً جزاءَ صيامكم في شهر رمضان المبارك، وجزاء ما قدمتموه من صيام في غيره من الأيام، وأن هذه النعمة التي تنعمون بها اليوم أنتم هيأتموها لأنفسكم في الدنيا لتصل إلى مرحلة النضج في هذه الحياة الآخرة.

وكذا الأمر بالنسبة للنزاعات والخلافات، والكلام البذيء الذي قد يصدر من الزوج تجاه زوجه أو من المرأة تجاه زوجها، فذاك سيتجسد لهما بشكل حيوان متوحش في الآخرة أو نار جهنم، فالظاهر هنا، وهو الكلام البذيء، والباطن هناك هو جهنم، وما يفعله الإنسان هنا لا بد أن يلقاه على حقيقته في تلك الحياة الآخرة.

إن الآية المباركة (كلما دخلت أمة..) تريد الإفصاح عن قانون تجسّم العمل، أو بعبارة أخرى تريد القول بأن الاختلاف الموجود هنا بينكم، وداخل بيوتكم، ستنتقلون معه إلى جهنم وستكونون مختلفين أيضاً في ورودكم إلى تلك النار التي سعّرها الجبار العظيم، فمن كان لعّاناً وبذيئاً في هذه الدنيا الدنيّة، وكان يُلعن أيضاً سينتقل بحاله هذه مع ذلك الذي يلعنه إلى نار جهنم، أو سيتجسد ذلك اللعن إلى أفاعي وحيّات وحيوانات متوحشة تلتهمه فلا يموت، بل يبقى حيًّا خالداً في ذلك العذاب إلا أن يأذن الله له غير ذلك.

وعلى العكس من ذلك أولئك الذين لم يبدُ منهم في الحياة الدنيا غير الكلام الطيّب، والعمل الحسن والذين قال فيهم القرآن المجيد: 

{عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ} [الواقعة: 15، 16].  

هؤلاء كانوا مع أزواجهم منسجمين ومتلائمين ومتراحمين بعضهم على بعض، ولهذا تمكّنوا من تلك السرر الموضونة، ومن تلك الجلسة التي فيها هم متقابلون والتي يتشكر فيها البعض من البعض الآخر، ويقول: إنك كنت السبب في ورودي إلى الجنة، وأنت الذي كنت السبب في هدايتي إلى الطريق القويم.

على أية حال، إذا ما حكمت الألفة والمودة والمحبة في البيت حظي الجميع بفضل الله في الدنيا والآخرة، فالمرأة تبتسم بوجه زوجها حينما يعود إلى البيت، والرجل يتشكر من زوجه حينما يطعم طعامها الذي صنعته بيدها، وبشكل إجمالي تكون الأخلاق الإسلامية هي السائدة في البيت، وهي الطاغية على جوّه، وإذا ما حُفِظَ البيت من تلك المشاكل والنوائب والمعضلات التي يصنعها الإنسان لنفسه، فاز أفراده بخير الدنيا وخير الآخرة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.