المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



تعليم الأدب وتربية الأولاد / تعليم القراءة والكتابة  
  
214   08:44 صباحاً   التاريخ: 2024-09-08
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص88ــ89
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 1571
التاريخ: 3-1-2018 2338
التاريخ: 2024-07-28 393
التاريخ: 13-6-2017 1884

ومن حقوق الولد على والده تعليمه القراءة والكتابة، ولأجل أداء هذا الحق على وجهه الصحيح يجب على الأبوين الإقدام بأنفسهما على ذلك، أو الإنفاق في هذا المجال للجهات المختصة بالتعليم.

وقد عبّرت الروايات الواردة في هذا المضمار عن ذلك بكونه حقاً ووظيفة فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((من حق الولد على والده ثلاثة: يحسّن اسمه، ويعلمه الكتابة، ويزوجه إذا بلغ))(1).

ولم تكتف بعض الروايات بذلك، بل أوصت بأمر الآباء الأولاد بطلب العلم والتعلم، فعن علي (عليه السلام)، قال: ((مروا أولادكم بطلب العلم))(2).

ترغيب لقمان ولده في كسب العلم والمعرفة

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((كان فيما وعظ لقمان ابنه أن قال له: يا بني، اجعل أيامك ولياليك وساعاتك نصيباً لك في طلب العلم، فإنك لن تجد له تضييعاً مثل ترکه))(3).

وقد دعا أبو محمد الحسن المجتبى (عليه السلام) أولاده وأولاد أخيه يوماً فقال لهم: ((إنّكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه، وليضعه في بيته))(4).

_________________________________

(1) مكارم الأخلاق، ص 220 وسائل الشيعة، ج 15، ص 200.

(2) كنز العمال، ج 16، ص 584.

(3) بحار الأنوار، ج 13، ص 415.

(4) نفس المصدر، ج 1، ص 110. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.