أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-12
1022
التاريخ: 2023-05-16
4451
التاريخ: 2024-09-18
245
التاريخ: 2023-06-18
973
|
وهي الحاجة التي يعيها الإنسان ويرفعها إلىٰ الله.
فقد يعي الانسان فقره إلىٰ الله ويرفعه وينشره بين يدي الله ، ويسأل الله تعالىٰ ويدعوه ويطلب منه ، وهو الفقر الواعي.
وهذه الحاجة المقترنة بالوعي والطلب تستنزل رحمة الله أكثر من الشطر الاول من الحاجة غير المقترنة بالدعاء.
ورحمة الله تنزل هنا وهناك ، ولكن الحاجة إذا اقترنت بالطلب والدعاء تكون اقوىٰ في اجتذاب رحمة الله تعالىٰ ، ورحمة الله تستجيب لها اكثر مما تستجيب لغيرها.
وإلىٰ هذه الحاجة تشير الآية الكريمة من سورة النمل : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ).
والآية الكريمة تركز علىٰ نقطتين اثنتين : (اضطرار) و (دعاء) ، ( الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) ، وكل منهما يجذب الرحمة : الاضطرار والدعاء ، فإذا اجتمع الاضطرار والدعاء فلابد أن تهبط عندهما رحمة الله تعالىٰ.
وقد ورد تأكيد بليغ في الاسلام علىٰ الدعاء والسؤال من الله ، والاهتمام برفع الحاجة إلىٰ الله ، ونشرها بين يديه عز شأنه ، وابتغاء رحمته.
وتقترن الاستجابة بالدعاء في النصوص الاسلامية : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ).
ويؤكدّ القرآن أن قيمة العبد عند الله تعالىٰ بدعائه : ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْ لَا دُعَاؤُكُمْ ).
ويؤكّد القرآن أن الصدود عن الدعاء استكبار عن عبادة الله تعالىٰ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ).
وواضح أن الاستكبار عن عبادة الله استكبار عن الله.
والذي يستكبر عن الله يطرد من رحمة الله ويدخل جهنم ( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ).
ونتساءل لماذا يكون هبوط الرحمة أشد إذا اقترنت الحاجة بالدعاء والسؤال ، ولماذا تتأكد العلاقة بين الدعاء والاستجابة اكثر مما هي في الحالة السابقة بين الحاجة غير المقترنة بالدعاء ورحمة الله ؟
إن الاجابة علىٰ هذا التساؤل في الحقيقة إجابة علىٰ السؤال الذي استفتحنا به هذا الفصل عن سر العلاقة بين الدعاء والاستجابة وتحليل هذه العلاقة.
وللاجابة علىٰ هذا السؤال نقول : إن الدعاء يستنزل رحمة الله تعالىٰ من خلال ثلاثة قوانين :
القانون الاول : هو علاقة رحمة الله بالفقر والحاجة ، وقد شرحنا هذا القانون فلا نعيد. وكل حالة من حالات الدعاء تتضمن حالة الحاجة والفقر إلى رحمة الله. وهذا هو المنزل الاول من منازل رحمة الله.
القانون الثاني : في علاقة الفقر والحاجة بعد الوعي برحمة الله تعالىٰ.
والفقر بعد الوعي يختلف عن الفقر قبل الوعي.
وكل منهما فقر وحاجة ، وكل منهما يجتذب رحمة الله تعالىٰ ويستنزلها ، ولكن احدهما من الفقر غير الواعي والآخر من الفقر الواعي.
والفقر غير الواعي أن يفتقر الانسان إلىٰ الله وهو لا يعي فقره وحاجته إلىٰ الله ، بل قد لا يعرف الله.
والفقر الواعي أن يعي صاحبه فقره وحاجته إلى الله ، وهذا الوعي يخرج الفقر إلىٰ الله من دائرة الظلمة إلىٰ النور والوعي ، بينما الفقر غير الواعي يبقی في دائرة الظلمة ، لا يشعر به صاحبه.
ولكن الفقير الذي يعي فقره الىٰ الله ، يستدعي من رحمة الله وفضله ما لا يستدعيه الفقير الذي لا يعي فقره وحاجته الىٰ الله.
وكأنما وعي الفقر يركّز ويكرّس حالة الفقر ، وكلما كان الفقر اكبر واركز واكثر تكريساً كان وعاء النفس لتقبل رحمة الله أوسع ، وقد ذكرنا من قبل أن خزائن رحمة الله تعالىٰ لا شح فيها ولا عجز ، وانما اوعية الناس تختلف في تقبل رحمة الله ، فمن كان وعاؤه اكبر كان حظّه من رحمة الله اكثر ، والوعاء هنا الفقر ولكن يتكرس الفقر ويتركز كلما كان الانسان اوعیٰ لفقره وحاجته الىٰ الله.
إن المجرم الخاطئ الذي يؤخذ لينفّذ به حكم الاعدام وهو يعلم بذلك ، يستعطف قلوب الناس والحكام اكثر من المجرم الذي يؤخذ لتنفيذ حكم الإعدام به وهو لا يعلم إلى اين يذهب ، علماً بانهما يؤخذان إلى الاعدام علىٰ نحو سواء ، إلا أن المجرم المعترف بجريمته يستعطف الناس أكثر من غيره ، لوعيه للجريمة وعدم وعي الاول بها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|