شرح متن زيارة الأربعين (وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا) |
235
03:35 مساءً
التاريخ: 2024-08-23
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2023
2341
التاريخ: 2023-06-26
900
التاريخ: 18-10-2016
967
التاريخ: 17-10-2016
2672
|
توازر: الوزر: الحمل الثقيل من الإثم، واتّزر الرّجل: ركب الوزر وحمل الإثم الثّقيل، وقوله تعالى: ( حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) أي حتّى يضع أهل الحرب السّلاح ، وسمّي السلاح وزراً لأنه يحمل.
والموازرة على العمل: المعاونة عليه، يقال: وازرته، أي أعنته وقويته، ومنه سمي الوزير.
غرّته: غرّته الدّنيا: خدعته بزينتها.
والغرور: ما إغترّ به من متاع الدنيا، والغرور بالضمّ: الأباطيل، وبالفتح الشيطان والدّنيا، ومنه قوله تعالى: ( مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) أي: أي شيء غرّك بخالقك وخدعك وسوّل لك الباطل حتّى عصيته وخالفته، قال ابن السّكيت: والغرور ما رأيت له ظاهراً تحبّه وفيه باطن مكروه ومجهول([1]).
الدُّنيا: نقيض الآخرة، وهي إسم لهذه الحياة لبعد الآخرة عنها، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّما سميت الدُّنيا دنيا لأنها أدنى من كلّ شيء، وسميت الآخرة آخرة لأنّ فيها الجزاء والثّواب ([2])، سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمَ سمّيت الدنيا دنيا؟ قال (صلى الله عليه وآله): لأنّ الدُنيا دنيّة خلقت من دون الآخرة، ولو خلقت مع الآخرة لم يفن أهلها كما لا يفنى أهل الآخرة، قال السّائل: فاخبرني لم سمّيت الآخرة آخرة؟ قال([3]): لأنها متأخّرة جيء بعد الدنيا، لا توصف سنينها ولا تحصى أيّامها، ولا يموت سكّانها.
إنّ من أهمّ الأسباب في إنزلاق الإنسان وانحرافه في هذا الدنيا هو ضعف النفس في قبال شهوات الدنيا، وكما قال تعالى: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) ([4])، وقال تعالى: ( فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ) ([5])، ولذلك وردت جمهرة من الروايات عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تحذّر الإنسان من أن يغتر بالدّنيا.
ورد في حديث المعراج: أهل الدنيا من كثر أكله وضحكه ونومه وغضبه، قليل الرّضا لا يعتذر إلى من أساء إليه، ولا يقبل معذرة من إعتذر إليه، كسلان عند الطّاعة، شجاع عند المعصية، أمله بعيد، وأجله قريب، لا يحاسب نفسه، قليل المنفعة، كثير الكلام، قليل الخوف، كثير الفرح عند الطّعام، وإن أهل الدنيا لا يشكرون عند الرّخاء، ولا يصبرون عند البلاء، كثير النّاس عندهم قليل، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون، ويدّعون بما ليس لهم ويتكلّمون بما يتمنّون، ويذكرون مساوي الناس ويخفون حسناتهم، قال: يا رب، هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا؟ قال: يا أحمد إن عيب أهل الدنيا كثير، فيهم الجهل والحمق، لا يتواضعون لمن يتعلّمون منه وهم عند أنفسهم عقلاء وعند العارفين حمقاء ([6])، وقال (عليه السلام): أحذّركم هذه الدنيا الخدّاعة الغدّارة التي قد تزيّنت بحليّها وفتنت بغرورها، فأصبحت كالعروس المجلوّة والعيون إليها ناظرة، وقال (عليه السلام): إحذروا الدنيا فإنّها عدوّة أولياء الله، وعدوّة أعدائه، أمّا أولياؤه فغمتهم، وأمّا أعداؤه فغرّتهم، وعنه (عليه السلام) في صفة الدنيا: تغرّ وتضرّ وتمرّ... إن أقبلت غرّت وان أدبرت فرّت.
قال تعالى: ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) ([7])، فإنّ الآية تأمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن يدع أُولئك الذين يستهينون بأمر دينهم ويتّخذون ممّا يلهون ويلعبون به مذهباً لهم ويغترّون بالدنيا وبمتاعها المادّي، فإنّ الله تعالى يأمره أن يذرهم ويبتعد عنهم لأنّهم عبيد الدنيا والمادة واغترّوا بها، وكما قال الإمام الحسين (عليه السلام): «إنّ الناس عبيد الدنيا والدّين لعقاً على أسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محصّوا بالبلاء قلّ الدّيانون» ([8])، وقال (عليه السلام): وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب: أَنا الله لا إله إلّا أنا ومحمّد نبيّ... عجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئن ([9])، وعن كنز العمال عن إبن عباس: في حديث قال عمر: فقلت: ادع الله يا رسول الله أن يوسّع على اُمتك، فقد وسّع على فارس والرّوم وهم لا يعبدون الله، فاستوى (صلى الله عليه وآله) جالساً، ثمّ قال: أفي شكّ أنت يابن الخطاب؟ أُولئك قوم عجّلت لهم طيّباتهم في الحياة الدنيا.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|