شجرة السنط الأبيض (معجزة الصحراء)

بالإنجليزية (White acacia)

باللاتينية Acacia albida))

(Acacia gyrocarpa), (Hochst) Or (Acacia Leucocoephala), (L.) Or (Acacia Saccharata), (Benth.)

sub. Fam: (Mimosaceae)

العائلة البقولية (Fam: (Leguminosae

الموطن الأصلي والانتشار الجغرافي

تنتشر زراعة السنط الأبيض بدول القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأدنى، فهي توجد في حوض النيل، وتمتد زراعتها من جنوب الجزائر إلى السنغال والصومال وجنوب إفريقيا، كما توجد بسوريا واليمن وتوجد أيضاً في الشرق الأدنى حيثما كان متوسط درجة الحرارة شتاء حوالي 6 م بينما تتحمل درجة حرارة النهار التي تزيد على 40 م في الصحراء بجنوب أفريقيا، وتنمو بالقرب من البحر الميت تماماً كما هو الحال على ارتفاع يزيد على 2700 متراً في السودان، ويفضل المناطق شبه الجافة ذات معدل الأمطار ما بين 400 إلى 900 مم/ سنة، كما توجد بالمكسيك والهند وباكستان، غير أنها تتحمل الجفاف بفضل خاصية جذور أشجار هذا النوع.

الموطن الأصلي للسنط الأبيض هو مصر والسودان والجزائر والسنغال.

وقد زرعت أشجار السنط الأبيض (الهراس) بمصر منذ عهد بعيد، وقد أدخل قدماء المصريين أخشابها في الصناعة، وتوجد عينات من تلك المصنوعات في بعض المتاحف، ولكنها تعتبر من أكبر أنواع أشجار الأكاسيا في الزراعات الموجودة بالسودان، غير أن نمو هذه الشجرة ينحصر حالياً في وادي النيل بمصر على الساحل بأسوان، وإن كانت هناك بعض الأشجار مازالت توجد بحالة فردية أو على هيئتها الطبيعية بالأراضي المصرية، وقد أدخلت في صناعة المعاصر الخشبية وخلافة.

الوصف النباتي

شجرة الهراس كبيرة الحجم يصل ارتفاعها ما بين 15-25 متراً، يصل قطرها إلى أكثر من متر، الأشجار كبيرة العمر تكون قمتها شبه كروية، الأشجار الصغيرة على العكس تشبه قمتها المخروط المقلوب، تعتبر من الأنواع الهامة جداً للظل.

الأفرع والأغصان: تتميز بلونها الرمادي الفاتح أو المبيض، الساق قائمة والقلف رمادي باهت حسن ذو أخاديد عميقة مع تقدم الأشجار في العمر، ويتقشر في رقائق لونها وردى إلى بنى فاتح.

الأشواك : أذينية مستقيمة في أزواج كروية منتفخة عند القاعدة، يزيد طولها على 5 سم ذات حافة بنية.

الأوراق: مركبة ريشية مزدوجة خضراء مزرقة ذات 3 - 12 زوجاً من الريش التي يتكون كل منها من 6 - 24 زوجاً من الوريقات يزيد طول الوريقة عن 12 مم، وعرضها 5 مم تميل إلى الالتفاف جزئياً.

عموماً يمكن تمييز الشتلات بسهولة عن باقي الأنواع لأنها تنتج وريقات ريشية مزدوجة في الحال، وتسقط الأوراق في فصل المطر (شتاء)، ولكنها تكون خضراء في فصل الجفاف ولا توجد غدد على العرق الوسطى، ولكن الغدد توجد بين كل أزواج الريش.

الأزهار: لونها كريمي تظهر بعد التوريق بحوالي شهرين الأزهار زكية الرائحة في سنبلة طولها 7-10 سم.

الثمرة: عبارة عن قرن برتقالي زاهي إلى بني محمر طوله من 10-15 سم، عرضه 2-3 سم، يلتوى عند الجفاف، تسقط القرون بعد 3 شهور تقريباً من الإزهار يحتوي كل قرن على 10 - 20 بذرة لامعة ذات لون بنى قاتم يميزها ندبة صغيرة، الخشب أصفر اللون سهل التشكيل ويرجع ذلك إلى ضخامة حجم الأشجار، ويستغلها الأفراد في مختلف الصناعات.

التربة المناسبة

تعيش أشجار الهراس تحت ظروف الجفاف الطويلة التي قد تصل إلى عدة سنوات، أو عدة أسابيع في الأراضي المغمورة بالماء، ويرجع ذلك لطبيعة نمو مجموعها الجذري، حيث أن الجذور وتدية، تنتشر على أعماق ما بين 2-10 أمتار، تصل بعض الأصناف إلى أكثر من 20 متراً في العمق، ومن هنا فإن منافستها مع المحاصيل المجاورة معدومة تنجح زراعتها في الأراضي الرملية على المياه الجوفية، وبذلك تعتبر من الأنواع التي تعمل على حماية التربة وتحسين خواصها علاوة على إمكانيات تزويدها بالنيتروجين من الآزوت الجوي.

الإكثار والزراعة

يكون الإكثار الخضري من خلال التجديدات عن طريق الخلفات، وقد وجد أن ارتفاعات ومعدلات النمو للنباتات الناتجة بهذه الطريقة تكون قوية عنها في النباتات المشتولة غير أن

التجديد باستخدام البذور أمر ممكن.

لا ينصح بنقل الشتلات النامية برياً إلى المناطق المرغوب تشجيرها حيث إن مجموعها الجذري يتأثر ويؤدى إلى نسبة فقد عالية.

الإكثار بالبذور لا توجد صعوبة في جمع البذور ويحتوي الكيلو جرام على 11500 بذرة في المتوسط، وتجمع القرون من أسفل الأشجار، وتسحق لفصل البذور، وهذه العملية تجرى فور جمع القرون لأن القرون تهاجمها الحشرات، ويتم حفظ البذور في أوان محكمة الغلق ضد الرطوبة والضوء وتعامل بمبيد حشري، وقد وجد أن البذور يمكن أن تحتفظ بحيويتها لعدة أعوام نظراً لأنها مغطاة بطبقة شمعية غير منفذة.

إنبات البذور

أفضل نتائج الإنبات تم الحصول عليها في السنغال عن طريق تقشير البذور يدوي والبذر المباشر بعد الحصاد.

معاملة البذور قبل الزراعة.

يوصى بمعاملة البذور قبل البذر وأبسط المعاملات تتخلص في وضع البذور في الماء لمدة 5 دقائق ثم تترك لتبرد ببطء أو يصب الماء المغلي على البذور ثم تترك لمدة 24 ساعة وقد أمكن الحصول على نتائج جيدة بغمس البذور في حمض الكبريتيك 66% لمدة 4-5 دقائق، ثم الغسيل بالماء، وقد أدى الخدش إلى الحصول على نسبة إنبات تزيد على 95 % خلال 8 أيام، وعموماً فإن من مزايا البذر المباشر بعد المعاملة عدم تلف الجذر الوتدي، وتفادى الفقد في نقل الشتلات ويمكن التغلب على هذه الظاهرة بإنتاج الشتلات في الأواني.

إنتاج الشتلات

يجب أن يبدأ في يناير في أكياس غير صغيرة 8×30 سم على الأقل والخـلـطـة 1:1 (رمل: طمي) ووضع 3 بذور في كل إناء لعمق 1 سم، مع حماية الشتلات من الرعي ومنافسة الحشائش.

يجب نقل الشتلات إلى المكان المستديم بعد 3-7 شهور من البذر لأن طول فترة بقاء الشتلات بالمشتل يؤدى إلى مخاطر التفاف الجذور داخل الكيس، وهذا يستلزم التطهير، أو تقليم الجذور مما يؤثر على حياة الشتلة علاوة على فقد الجذر الوتدي الأصلي وهو أمر غير مرغوب.

مسافات الغرس

تتم الزراعة على مساحة 5 أمتار بين الشجرة والأخرى في الأراضي الرملية، وفي الأراضي الجديدة أو المستحدثة على أبعاد 10 م × 10 م وتعد الجور اللازمة للزراعة بأبعاد 1م × 1م وعمق 50 سم.

التسميد

وجد في السنغال أن إضافة السماد الثلاثي للأراضي الفقيرة مطلوب بمعدل 150 جراماً سماداً ثلاثياً، 100 جم سلفات أمونيا لكل جورة لتحسن ظروف نمو الشتلات في المراحل الأولى كما وجد أن عملية الحماية مكلفة في الزراعات الكثيفة ولا يلجأ إليها.

الآفات والأمراض

القرون والبذور والنباتات الصغيرة في الصوب عرضة للمهاجمة بمختلف الحشرات، وقد تهاجم النباتات في المشتل والزراعات باسراب الجراد، وبالتالي يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية.

الاهمية الاقتصادية والطبية

1 - تحسين ظروف الموقع

تتجمع القطعان تحت ظل الأشجار وتحصل على غذائها من الأوراق المتساقطة والقرون وبذلك تعمل على خصوبة التربة من خلال الروث وفضلات الأشجار، وذلك لأعماق تزيد على 120 سم علاوة على وظائفها الأخرى في حفظ قوام التربة والحد من تحرك الرمال وقدرة الأشجار على تحمل الجفاف، كما أنها لا تحدث منافسة للمحاصيل المجاورة.

2 - إنتاج العليقة الخضراء

تتحمل الأشجار عمليات التهذيب للأغصان والأوراق التي تقدم عليقة للمواشي، حيث تعطى الشجرة الواحدة من 10 - 25 كيلو جرام شجرة في سنة، بالإضافة إلى محصول القرون والذي يقدر بحوالي 20 - 30 كيلو جرام / شجرة في سنة.

أن محصول القرون يصبح عليقة جاهزة للمواشي عند ندرة مصادر العليقة الأخرى، وبالتالي تساعد أشجار الهراس على استمرار حياة القطعان والإنسان تحت أصعب الظروف.

3- الخشب

أصفر لامع سهل التشغيل يستخدمه سكان الريف والبدو في صنع الأدوات والقوارب والأثاث والصناديق وأعمال النجارة، وهو ليس مقاوماً للحشرات والفطريات غير أن التغطية في الماء لعدة شهور تعمل على زيادة المقاومة الطبيعية للأخشاب.

الأفرع الشوكية تستخدم في إقامة الأسوار للحماية.

4 - مزايا وفوائد أخرى

القلف يحتوي على تنينات بنسبة 20-48 % تدخل في عدة صناعات كما أن رماد الخشب يدخل في إنتاج الصابون، والبذور تؤكل أثناء المجاعات.

يتحمل الجفاف ويحسن من خواص التربة فيستعمل في الأراضي الجديدة.

تحتوي الأزهار على قدر كبير من حبوب اللقاح علاوة على رائحتها الذكية ولذلك فهو هام بالنسبة لبرامج تربية النحل.

5 - الاستخدامات الطبية

القلف: يدخل في صناعة مضادات الحمى والنزيف والكحة والتهاب الرئة وأمراض الكلى والقيء والإسهال وارفض الفسيولوجي وأمراض العين.

الأوراق: تدخل في علاج الإنفلونزا، مقوية للقلب وأمراض الأسنان والروماتيزم.

* جميع هذه الاستخدامات تقتضي دراسة متكاملة لتفادى الآثار الجانبية والوصول إلى أفضل الجرعات وفق مختلف الحالات.

السنط في الطب الشعبي

استعمال عصير الثمار قابض في النزيف والإسهال والدوسنتاريا الحادة، وشرب مغلي مسحوق الثمار يشفى الكحة والنزلات الصدرية ومخفض للحرارة، وشرب مغلي الصمغ الذي يسيل من الساق ملطف للصدر في حالات البرد وطارد للديدان ويشفى البول الدموي والحميات والسعال والتهابات المهبل، ويمنع الحمل لبوساً موضعياً بالمهبل دهاناً بمغلي الصمغ يشفى التهاب اللسان.