المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ماهية ومفهوم كفاءة الاسواق المالية
13-4-2018
Language Families-Tracing Indo-European
2024-01-11
أهمية العلاقات العامة
18-8-2022
المقتدر واحوال الوزارة ايامه
17-10-2017
الموطن الأصلي للكستناء
2023-11-30
معنى {لَنْ تَرٰانِي}
15-11-2015


ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / الارتباط بعالم الآخرة  
  
327   11:38 صباحاً   التاريخ: 2024-08-19
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص129ــ134
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2017 2075
التاريخ: 2024-01-10 911
التاريخ: 3530
التاريخ: 2023-11-20 1266

إن للأطفال والأحداث فطرةً طاهرةً، ومن أجل ذلك لا يكذبون إلا أن يكون آباؤهم قد عَلَّموهم ذلك، إنّهم يحاولون مساعدة أصدقائهم وزملائهم، ولهم علاقة وميل فطري نحو فعل الحسنات، والفرار من القبائح، ومنشأ ذلك هو الفطرة التي ألهمها الله تعالى إليهم، فهي التي علمتهم كلّ ذلك.

إن الأطفال - مع أنهم لم يكتسبوا بعد من العلم شيئاً، ولم يذهبوا إلى المدارس - يدركون جيداً أن الصدق محبوب، والكذبَ قبيح ومنفور، وأن حفظ الأمانة وأداءها أمر حسن، والخيانة قبيحة، وأنّ مساعدة الآخرين حسن، والظلم قبيح و....

إن الله تعالى عَلّم الإنسان كيف يعرف الحسَنَ من القبيح بفطرته الطاهرة التي ألهمها الله إِيَّاهُ {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَها وتقواها}، والواجب هو أن نفكّر في كيفية وقايةِ هذه الفطرة الطاهرة في وجود أبنائنا لكي تبقى على ما فطر الله، ولتكون مشعل هداية لهم في الفتن والمضلات، وكيف نربط مصيرهم بمصير وحياة الصادقين والأبرار، ونُبعِدُهم عن الشياطين الخناسين والمضلين؟

هلّموا نتعرّف أبناءنا وأفلاذ أكبادنا المعاد والحياةَ الأبدية طبقاً لما ورد عن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) والائمة الهداة (عليهم السلام)، هلموا نتحدّث لهم عن عالم الآخرة، ونضع أقدامهم في طريق الحياة ليتعرفوا أهدافَهم السامية فيها.

ومن مسؤولية الأبوين أيضاً تأمين حاجات أبنائهم الضرورية، وتوفير مستلزمات الحياة، فالأهم من ذلك هم مسؤولون عن تربيتهم معنوياً وثقافياً، ومـن هـنـا يكـون تعرفهم على المعارف الإلهية الحقة، وعلى السير التكاملي للإنسان نحو عالم الآخرة والمعاد أمر ضروري ديني وإنساني.

إن تعرف الأطفال على الحياة الأبدية - خصوصاً تعرفهم على المواضع الجميلة والخلابة من الجنّة وما فيها من العيون الجارية - يُخرِجُهم من الركود الفكري وضيق الأفق.

وإن تذكير الأحداث والشباب بالمعاد ليس محرّكاً ومحفزاً قوياً لهم نحو نيل القيم الإنسانية الرفيعة فحسب، بل يكون محفّزاً لهم أيضاً نحو إعمار وبناء الحياة الدنيا والآخرة، ويعطي ذلك لحياتهم رونقاً جديداً؛ لأنهم يعتقدون بأنهم سوف يجيبون عن كل أفعال الخير والشر. وأيضاً يتعلمون أنه لا ينبغي لهم أن يكونوا عالةً على غيرهم، وحينئذ سوف يعيش الشاب في ظل الاعتقاد بالمعاد عزيزاً ومستقلاً مستثمراً لكل قواه ليعيش حرّاً شريفاً في ظلّ النعم الإلهية، وأنه سوف يعد أرضية سعادته الأُخروية بذلك.

إن الشاب الذي يعتقد بالآخرة وبالحياة الأبدية يختلف تماماً عن الشاب البعيد عن معرفة تعاليم الأنبياء خصوصاً الاعتقاد بالمعاد، ذلك أن الاعتقاد بالمعاد يوجِد فـي الإنسان موجاً من الطاقة والشعور بالمسؤولية الإلهية، وعشق الخدمة في سبيل الله تعالى، ومن أجل نيل الوعود الإلهيّة بالجنّة وما فيها من النعيم.

إن الاعتقاد بالمعاد تتجلّى به روح الفضيلة والصدق وترك الهوى في الإنسان، وأنّ تذكر المعاد وما يجري فيه لا يشغل محلاً من القلب سوى أنه يزيل الشوائب والقذارات والظلمات الفكرية عن الإنسان، وبذلك تكون الحياة هادفة، وحينئذ يحيي الأمل والثقة بالنفس والميل نحو حياةٍ طيّبةٍ وسعيدة في قلب الشاب الحدث في ظل هذه العقائد وتتكامل شخصيته، ويخرج مرفوع الرأس من جميع المصائب والابتلاءات من دون أن يتعرّض فيها إلى ما يضر بعزته واستقامته.

قال لقمان لولده: يا بني، تعلّمتُ سبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعةً ومُـر معي إلى الجنّة، أحكم سفينتك فإنّ بحرَك عميق، وخَفِّفَ حَمَلَك فإنّ العقبة كؤودٌ، وأكثر الزاد فإنّ السفر بعيد، وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير(1).

وصايا المعصومين (عليهم السلام) حول الآخرة

وردت روايات كثيرة عن الأئمة الهداة (عليهم السلام) تحث على تربية وتعليم الأبناء على المعاد والآخرة، وعلى وعظهم وإرشادهم، ونحن نشير في هذا المجال إلى باقة من تلك الروايات:

دار الآخرة أقرب دار

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): قال لقمان لولده: ((أنا منذ سقطتُ إلى الدنيا استدبرتُ واستقبلتُ الآخرة، فدارٌ أنت إليها تسير أقرب من دار أنت منها متباعد))(2).

كيف ينام ابن آدم والموت يطلبه؟

قال لقمان لولده: يا بني، كيف ينام ابن آدم والموت يطلبها؟ وكيف يغفل ولا يغفل

عنه(3).

كما تنام تموت

وقال لقمان لولده أيضاً: يا بني، كما تنام كذلك تموتُ، وكما تستيقظ كذلك تُبعَث(4).

إن كنت في شك من الموت والبعث

قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام): ((أوصى لقمان ولده، فقال: يا بني، إن تَكُ في شك من الموت فادفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك، وإن كنتَ في شك من البعث فادفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك، فإنّك إذا فكرت في هذا علمت أن نفسك بيد غيرك، وإنما النوم بمنزلة الموت، وإنّما اليقظة بمنزلة البعث بعد الموت))(5).

قصِّر الأمل واذكر الموت

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسن (عليه السلام): ((يا بني، قصر الأمل، واذكـر الموت، وازهد في الدنيا، فإنّك رهينُ موتٍ، وغرضُ بلاء، وطريحُ سقم))(6).

اذكر ما يحل بك بعد الموت

قال لقمان لولده يا بني إنّك مُدرَج في أكفانك ومحلِّ قبرِك، ومعايِنٌ عملك كله(7).

الآثار التربوية لتذكر الموت والآخرة في حياة الشباب

1ـ يزهده في الدنيا ويصغرها عنده

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسن (عليه السلام): ((وأكثر من ذكر الآخرة وما فيها من النعم والعذاب الأليم، فإنّ ذلك يُزَهُدُك في الدنيا ويُصغرها عندك))(8).

يرضى من الدنيا بيسيرها

وقال أيضاً (عليه السلام) في وصيّته لولده الحسين (عليه السلام): ((ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير))(9).

3ـ الأهبة للموت

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لولده الحسن (عليه السلام): ((يا بني، أكثر من ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه، واجعله أمامك، حيث (تراه) يأتيك، وقد أخذت منه حذرك، وشددت له أزرك، ولا يأتيك بغتةً فيُبهرك، ولا يأخذ على عزّتك))(10).

4ـ التزود للآخرة

إن الشاب الذي يتعرّف على عالم الآخرة نتيجة إرشادات الأبوين وتعليماتهم الحكيمة يدرك أن النعم الدنيوية سريعاً ما تزول، فتجده يسعى في التزود للطريق الذي سوف يسلكه، وينظم حياته على ضوء ذلك؛ لأنه يجد أن السعادة الأبدية رهينة أعماله، فيحاول جاداً في التزوّد للطريق الشائك والمليء بالعقبات، فيستعد لذلك ما أمكنه الاستعداد والتهيؤ.

قال الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام): ((قال لقمان لولده يا بني إنّ الناس قد جمعوا قبلك لأولادهم فلم يبق ما جَمَعوا، ولم يبق من جمعوا له، وإنما أنت عبد مستأجر قد أُمِرتَ بعملٍ، ووعدت عليه أجراً، فأوف عملك، واستوفِ أجرك، ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرعٍ أخضرَ فأكلت حتى سَمنَت فكان حتفها عند سمنها ولكن اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهرٍ جُزتَ عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر، أخربها ولا تعمرها، فإنّك لم تُؤمر بعمارتها، واعلم أنك ستسأل غداً إذا وقفت بين يدي الله عزّ وجلّ عن أربع: شبابك فيما أبليته، وعمرك فيما أفنيته، ومالك مما اكتسبته وفيما انفقته، فتأهب لذلك وأعدّ له جواباً، ولا تأسَ على ما فاتك من الدنيا، فإنّ قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه، وكثيرها لا يُؤمَنُ بلاؤُه، فخُذ حذرك، وجدَّ في أمرك، واكشف الغطاء عن وجهك، وتعرّض لمعروف ربّك، وجدد التوبة في قلبك، واكمش في فراغك قبل أن يُقصد قصدك ويُقضى قضاؤك، ويُحال بينك وبين ما تريد))(11).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لولده الحسن (عليه السلام): ((واعلم، أن أمامك طريقاً ذا مسافة بعيدة، وأهوال شديدةٍ، وأنه لا غنىً بك فـيـه عـن حُسنِ الارتياد، وقدر بلاغك من الزاد، مع خفّة الظهر، فلا تَحمِلنّ على ظهرك فوق بلاغك فيكون ثقيلاً ووبالاً عليك، وإذا وجَدَك من أهل الحاجة من يحمل لك زادك فيوافيك به حيث تحتاج إليه فاغتنمه واغتنم من أستقرضك في حال غناك، وجعل قضاءه في يوم عُسرتك، واعلم أن أمامك عقبةً كؤداً لا محالة، أن مهبطها بك على جنّة أو نار، المُخِفُّ فيها أحسن حالاً من المُثقِل، فارتَدَّ لنفسك قبل نزولك))(12).

_______________________________

(1) الاختصاص، ص 337.

(2) بحار الأنوار، ج 13، ص 418؛ الاختصاص، ص 337.

(3) الاختصاص، ص 334.

(4) مجموعة ورام، ص 57.

(5) بحار الأنوار، ج 13، ص 417.

(6) مجموعة ورام، ص 378.

(7) الاختصاص، ص 336.

(8) بحار الأنوار، ج 74، ص 205.

(9) تحف العقول ص84.

(10) بحار الأنوار، ج 77، ص 207.

(11) الكافي، ج 2، ص 134؛ بحار الأنوار، ج 13، ص 424.

(12) تحف العقول، ص 72؛ بحار الأنوار، ج 74، ص 204. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.