أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017
2734
التاريخ: 2023-06-13
939
التاريخ: 11-4-2017
2898
التاريخ: 2024-07-06
574
|
إلى الأخت المؤمنة:
يعتبر الحجاب الإسلامي مصدر فخر وعزة للمرأة المسلمة. والحجاب لغة هو الستر وهو ليس من ابتكارات الإسلام، بل كان موجوداً في الأديان السماوية كذلك. إن أديرة الرومان تعج بالراهبات المحجبات اللاتي يلتزمن بهذا الزي إلى يومنا الحاضر.
إن الإسلام إذ يقف هذا الموقف الحازم حيال مسألة الحجاب، فإنه يقف بنفس الحدية والصرامة بوجه السفور والابتذال والتبرج. باعتبار أن الحجاب هو الضمان الأقوى لكرامة المرأة وبناء شخصيتها.
ومن هنا نجد القرآن الكريم في معرض خطاب أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أيما أمرأة خرجت من بيتها بدون إذن، متزينة لغير زوجها، لم تزل الملائكة تلعنها حتى تعود إلى بيت زوجها).
فلابد من مراعاة الحجاب والحث عليه بدون أن تتحول القضية إلى سوط للإرهاب ومنع الزوجة أو البنت عن كل شيء حتى عما لم ينه الله عنه.
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (يكون في آخر الزمان نساء كاسيات عاريات مائلات جميلات، إلعنوهنّ فإنهن ملعونات) (1).
كما هو الحال اليوم فإن كثيراً من الطالبات الشابات يخرجن صباحاً إلى المدارس أو المعاهد أو الجامعات وكأنهن عروس في ليلة زفافها. إن هذا يؤدي إلى غضب الله.
وقد جاء في الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله): (كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يفعلون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون) (2).
عندما نعود إلى تأريخ الجزيرة العربية نجد أن العربي كان يجود بدمه في سبيل شرفه وعرضه، واليوم نرى بعض من يدعون العروبة يقف أمام الكامرات وفي المحافل العامة إلى جانب زوجته وقد أظهرت مفاتنها. فأين غيرة العربي من هذا؟
إن رفض الحجاب الإسلامي الواعي يحول المدارس والجامعات والأسواق إلى مراكز فساد مدمرة لذبح الفضيلة على منحر الرذيلة. إن الحدود التي يسمح بها الإسلام للمرأة بالتزين والتبرج لا تتعدى حدود بيتها. أما في أوساط المجتمع فإن الإسلام ينهج منهجاً عفيفاً يحفظ للمرأة عفتها وللرجل عفته. إذ أن التبرج يسبب خدشاً لعفة الشباب ويجرهم إلى الوقوع في الرذيلة.
إن المجتمع الإسلامي لا يغلق أبوابه بوجه المرأة، بل على العكس يأخذ بيدها إلى ما فيه صلاحها، ويعطيها منزلة مهمة في الحياة، والمساهمة في صنع الحضارة بشرط إلتزامها بعفتها وحجابها. والإسلام لا يمنع المرأة من النزول إلى المجتمع، ولا يحظر عليها الذهاب إلى المسجد أو المصنع أو الجامعة أو مجلس النواب أو المشاركة في تظاهرة سلمية، أي أن الإختلاط بهذا الشكل غير ممنوع. بل يمنع الإسلام الإختلاط المشبوه كالذي يحدث أحياناً في السفرات الترفيهية لطلبة المدارس والمعاهد والكليات بعيداً عن الناظر، فالإسلام يمنع الإختلاط الذي يمكن أن يتحول إلى أداة هدم في بناء المجتمع.
إن المرأة بفطرتها السليمة تشعر بوجوب ستر بدنها عن الناظرين، ولكن الثقافات المسمومة لوثت الفطرة بشعارات براقة، فكثرت الدعوات إلى السفور وترك الحجاب بدعوى أن حرية المرأة تتحقق بتجردها أمام الناس. وهنا أذكر كلمة جميلة لأحد علمائنا يقول: (إذا كان التحضر يقاس بمقدار ما نخلع من ملابسنا فإن الحيوانات هي أشد الكائنات تحضّراً).
وانطلق بعضُ من تأثر بموجة السفور فقال:
إسفري فالحجاب يا ابنة فهرٍ هو داء في الإجتماع وخيم
هذا ممن تأثر بالأوربيين الذين جعلوا المرأة وسيلة دعائية تروج لهم بضائعهم. ولكن حري بالمرأة أن تدافع عن كرامتها، وعن مكانتها الإجتماعية المحترمة، كما هو حال تلك المرأة التي أثارها الجدل حول السفور والحجاب فدخلت المعركة منتصرة لعفتها وارتفاعها عن الرذيلة فقالت:
يا ألهي ذهب الصبرُ ذهاباً من فؤادي ليتني كنت ترابا
ليتني مت ولم أسمع بمن قتلوا الأوقات من أجلي عتاب
بين حجبي وسفوري اختلفوا كيف لي أرفع عن وجهي النقابا
والى عيبي نِقابي ساترٌ فمتى صار ستار العيب عابا
أنا كالدرة لكن وضعت بيد الزبّال ظلماً واغتصابا
ما ترى الجوزة منها كيف قد كسروا القشر ليقتاتوا اللبابا
أنا لو أرفع عن وجهي الحيا لجرى ماء الحيا منه انصبابا
أنا مثل الشاةِ أمشي بينهم أينما وجهت شاهدت ذئابا
أعين الناس ذباب فلذا منع البرقع عن وجهي الذبابا
يسأل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إبنته فاطمة (عليها السلام) قائلاً: (بنية فاطمة أي شيء خير للمرأة؟ فتجيب ـ صلى الله عليه وآله ـ: أن لا ترى الرجل ولا الرجل يراها).
والزهراء (عليها السلام) تعني هنا الرؤية المريضة المشبوهة، وهذا ما يحصل عادة عندما تكون المرأة متبرجة سافرة.
إخواني الشباب:
إن بناء الحضارة ليس بتقليد الغربيين في المظاهر الزائفة كما قال الشاعر:
لعمرك ما التقليد ينهض بالشعب إذا كان مقصوراً على الثوب والكعب
فإن نهوض الشعب أن تثبت النسا على الخلق الديني لا الخلق الغربي
وقد حسبوا أن السفور فضيلة تثقف عقل السافرات على قربِ
وربك ما في ذا السفور مزيةٌ سوى فتنة الشيطان في داخل القلبِ
ومما يؤسف له ان مجموعة من الجهلاء ممن دعوا إلى السفور وإنفلات المرأة من الضوابط الإجتماعية والدينية. إنهم يتصورون أن الأمور المتعلقة بسعادة المرأة تشبه الأمور المتعلقة بتنظيم المرور وسيارات الأجرة ومد أنابيب الماء وأسلاك الكهرباء التي قد حلت في الغرب على أحسن ما يرام ومنذ عقود من الزمن. أما نحن فلا نملك تلك اللياقة والأهلية لوضع الحلول. فيجب علينا في مثل هذه الحال تقليد الغرب بأسرع ما يمكن!
وهذا وهم محض فالغربيون في هذه الأمور أعجز منا، وصيحات عقلائهم أعلى من صيحاتنا، ففيما عدا تعليم المرأة، نجدهم في توفير السعادة للمرأة أعجز منا كثيراً، وقلما يتمتعون بالسعادة في بيوتهم. هم أنزلوا المرأة عارية إلى الشارع وأدخلوها مختلف المجالات التي لا تحفظ لها كرامتها وحتى إنسانيتها وظنوا أن هذا هو الحل. وهذا من عجائب الأمور. ولكن نحمد الله ونشكره أن أغلب الفتيات قد عرفن الحقيقة والتزمن الحجاب في هذا الوقت. فإننا نجد الحجاب ظاهرة في الشارع والسوق والمدرسة. ولم يبق إلا القليل ممن ركبن رأس الشطط وربما يعُدن إلى حجابهن فإن فيه وقارهن وتكامل شخصيتهن. وإن هذا التسامح في إهمال الحجاب ما هو إلا نتيجة غفلة تعيشها بعض الفتيات والنساء المتزوجات. نسأل الله أن يمن عليهن بالهداية وتدارك هذا الأمر قبل أن يشق علاجه.
وندعو كل الشباب لكي يكونوا غيورين على العرض والشرف فقد ورد في الحديث الشريف: (إن الله غيور يحبّ الغيور) (3).
وذكر أن في الديكِ صفات هي من صفات الأنبياء منها الغيرة. فإنه لا يسمح لديكٍ آخر بالاقتراب من زوجته ولا حتى بمغازلتها، فما بال البعضِ من الناس يسمح بذلك؟ وهل الديك أشد غيرة على دجاجته من الناس على أعراضهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ لسان العرب، 11 / 637.
2ـ علل الشرائع، 2 / 522.
3ـ وسائل الشيعة، 20 / 153.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|